أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: رسالة إلى متحرش

الخميس، 21 أغسطس 2014 10:06 ص
أسامة مصطفى عبد ربه يكتب: رسالة إلى متحرش أرشيفية - التحرش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحرش بلا شك آفة من آفات العصر تواجه بناتنا ونساءنا فى كل مكان، فى العمل وفى الجامعة وفى الشارع فلا يخلو مكان مِن هذه الظاهرة، لكن دعونا نتسائل لماذا انتشرت بهذا الشكل الفج والمُقلق فى ذات الوقت.

هناك العديد مِن المبررات السطحية التى يطلقها عَوام الناس مِن نوعية "البنات عاوزة كده" أو "هيا اللى لبسها مش مُحترم"، وهذه التبريرات الساذجة فإنما تندرج تحت المثل المعروف "عُذر أقبح مِن ذنب" ولنفترض جدلًا أن المشكلة تكمن فى الزى الضيق أو العارى الذى يثير الشهوة فلماذا يتم التحرش بالمحجبات والمنتقبات !!

البعض الأخر سيردد متقمصًا دور المُحلل النفسى بأن التحرش سببه تأخر سن الزواج لدى الشباب وارتفاع نفقاته وبعيدًا عن علاقة الزواج بالموضوع فالحقيقة مع الأسف أن هناك الكثير مِن المتحرشين متزوجين ولديهم أبناء، إذن فالمشكلة لا تمت للزواج بأية صلة فضلًا عن وجود متحرشين فى سن صغيرة !!

وثمة فئة أخرى تقول بأن السبب هو نزول الفتاة إلى الشارع وإلى سوق العمل، ولكن دعنى أخبرك إذا كان كلامك صحيحًا فماذا عن التحرش عن الطريق الهواتف أو عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى؟

عزيزى القارئ لا يوجد أدنى مبرر لهذه الفعلة القبيحة ومن يُعطِ أية مبررات فهو شخص مَعلول الفكر, ومن وجهة نظرى أن التحرش سببه الأول والأخير هو المتحرش نفسه والبيئة الفاسدة التى تربى بداخلها بدءا من الأسرة والشارع ومرورًا بالمدرسة ثم إلى الواقع، الذى دائما ما يُرسخ فى ذهنه الصورة السيئة للجنس.

أما عن المتحرش فهو ليس حيوانًا لأن الحيوان وإن كان بلا عقل، لكنه لا يعانى من مشكلة نفسية مع كل أنثى يقابلها فى الطريق بسبب الهياج الجنسى, بل هو مريض نفسى يحتاج إلى علاج وإعادة صياغة لأفكاره ومعتقداته الخاطئة، ليعلم أن مِن حق المرأة أن تعيش بحُرية وبلا خوف وبلا أية إهانة لكرامتها, وبغض النظر عن كل هذا فمش ذنب أى امرأة أو فتاة أن تعانى سوء تربيته وأخلاقه العفنة ورجولته المُنعدمة من الأساس, هذا إذا سلمنا بمبدأ أنه رجل أصلًا وغالب الظن بل الأكيد إنه ذكر فقط ولا يمت للرجولة بصلة فالرجولة ليست هرمونات ذكرية تسرى فى الدماء وتطفح على المجتمع الخارجى لتزيده بلاءًا.

أخيرا وليس بآخر أود أن أرسل إلى كل متحرش رسالة صغيرة عن طريق معادلة رياضية بسيطة أعتقد أنه قد أغفلها من حساباته وهى بنسبة خمسين بالمئة لديك أخت أو أكثر وبنسبة أكثر من تسعين بالمئة ستتزوج وبنسبة لا تقل عن خمسين بالمئة ستنجب بناتًا.. شكرًا وكما تدين تُدان !








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة