د. السباعى حماد يكتب: الإخوان وداعش.. الباطل لايدوم

الأربعاء، 20 أغسطس 2014 08:29 م
د. السباعى حماد يكتب: الإخوان وداعش.. الباطل لايدوم ثورة شعب مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدى أكثر من ثمانين عاما، سارت جماعة الإخوان فى مسارين، مسار التغلغل فى المجتمع تحت ستار الدعوة واستهداف الفئات المحتاجة فيه وإيهامهم بأنه يمكنها أن تكون لهم بديلا عن الدولة فى تقديم خدمات كثيرة ضرورية، كالتعليم والصحة والمساعدات المالية للمحتاجين.

أما المسار الثانى، فيما يرمز إليه شعار الجماعة وهو ما لم يكن مفهوما للكثيرين "سيفان متقاطعان أسفلهما كلمة "وأعدوا" أى الإعداد (سرا) لمواجهة قادمة لم يوضحوا متى ومع من.

تمكنت الجماعة من الوصول إلى الحكم بتأييد من أتباعها ومن ملايين أخرى من خارج الجماعة رأوا فيها "ناس بتوع ربنا"، فلماذا لا نعطيهم الفرصة، وبينما هم فى القمة، وضعهم الشعب تحت المجهر وراقب كل صغيرة وكبيرة يأتون بها. تمعن فى دستورهم والإعلان الدستورى المحصن لقرارات الرئيس، ورأى وجوههم فى مجلسى الشعب والشورى والرموز التى حضرت احتفالات نصر أكتوبر ومؤتمر نصرة سوريا، وما تبثه قنواتهم من تكفير وتحريض، والتهجم المستمر على الجيش والشرطة والقضاء ورجال الإعلام "سحرة فرعون" كما أسماهم المرشد، إضافة إلى التغاضى عن الإرهاب فى سيناء، وتعيين وزراء ومحافظين غير مؤهلين، والعلاقة مع التنظيم الدولى، وكان واضحاً وضوح الشمس تأييد أمريكا لهم من خلال ذهاب السفيرة الأمريكية للاجتماع مع رموز الجماعة فى بيوتهم..كل هذا، والشعب يراقب ويحلل ويتأمل.

نفذ صبر الشعب المصرى فى أقل من سنة، وهب يدافع عن دولته التى عرفها منذ سبعة آلاف سنة، وأسقط حكم الإخوان فى ثورة 30 يونيو بعد تعرية فكرهم وانكشاف أمرهم، لم يكن ذلك ممكنا دون إعطائهم الفرصة وخوض التجربة العملية معهم ليبرىء ذمته منهم.

لم يمض وقت طويل على سقوط الإخوان فى مصر حتى برزت الدولة الإسلامية "داعش"، التى يقال إنها صناعة أمريكية أيضا، وبسرعة مذهلة احتلت مناطق واسعة من سوريا والعراق وأعلنت دولة الخلافة، وكان من الضرورى مراقبة أدائها هى الأخرى، وما إذا كانت تمثل بالفعل الخلافة الراشدة والحكم المثالى المنشود الذى ظل المسلمون يحلمون به لقرون طويلة، وسافر للقتال فى صفوفها متطوعون من مشارق الأرض ومغاربها، إلا أن ما يصل إلينا عنها حتى الآن يوحى بعكس ذلك وبما لا يصدقه عقل.. مقاتل فخور بكومة من الرؤوس المقطوعة، وملثم يكبر ويهلل وهو يذبح، صور للرجم والجلد والصلب على قارعة الطريق، قتل وتشريد الأقليات، واحتلال منازلهم، سبى النساء وبيعها فى الأسواق، ونداء فى مكبرات الصوت طلبا لنكاح الجهاد، إضافة إلى هدم الأضرحة ومحو الآثار والتراث التاريخى فى كل بلد يدخلوه.

هؤلاء "الدواعش" حتى لو كان مرحبا بهم من أصحاب المظلوميات فى المناطق التى دخلوها أو من التزم الصمت تجاههم خوفا من بطشهم وبربريتهم، فإن تجربتهم لن تدوم طويلا هى الأخرى، وسقوطهم مؤكد لأنهم يسيرون خارج سياق التاريخ وخارج حدود العقل والمنطق، لكن كان لا بد من رؤية تجربتهم أيضا وكشف حقيقتهم كما حدث مع جماعة الإخوان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر

تسلم.. تحليل ممتاز

.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة