عاطف سنارة يكتب.. ليلة القبض على 25 يناير

لا عجب أن تنعت أى ثورة بهذا.. أقصد الـ"مؤامرة".. خاصة من قبل من قامت ضدهم الثورة.. طبيعى ومقبول جدا أن يسعوا لهذا.. لكن.. هل وصفهم وسعيهم الضال يجب أن يقف عنده من قاموا بالثورة؟؟

أى مولود لا يحق أن يسميه إلا من أنجبه.. من قام بالثورة هو أدرى الناس بوصفها ونعتها.. الأمر ليس فقط فى الاسم بل فى التأثير.. الثورات لا تُصنع كل عام.. هى أشبه بمن عقم سنين طوال، وبلغ من الكبر عتيًا ولم ينجب.. أما إن رزق بعد كل هذا بمولود.. فلابد أن هذا أمر مهم وخطير.. الثورات شىء نادر.. تأتى بعد يأس وعجز وفشل وفساد كبير.. تضيق الدنيا على الناس.. تصير كخرم إبرة.. كل شىء يتدهور.. يسوء.. هنا تولد الثورة.. تنقذ ذلك البناء من الانهيار فوق رأس قاطنيه.. قد يهرولون بعيدا عنه قليلا.. ثم يبدأون فى ترميمه وبناء المتهالك منه.. أو حتى بنائه من جديد.

لا مجال لذكر ما تم فى عصر مبارك من انهيار دفع بالشعب ليثور.. فالصغير والكبير يعرف وعانى من سنوات حكم مبارك الفاشلة.. قد يتأخر نجاح الثورة.. قد يتم التآمر عليها.. قد يسقط رأس النظام ويبقى النظام نفسه.. كل هذا ليس معناه فشل الثورة.. ولكن تأجيل اكتمالها.. هم يثبطون كل من قام بها ويسعون لكى تحتسى يأسك ويذوب فى دمك القنوط.

مبارك تنتفخ أوداجه ويحيا انفصامًا يجعله يلقى خطابًا للأمة وليس دفاع متهم أمام قاض.. والعادلى لا يزال يعيش فى جلباب وزير الداخلية ويلقى محاضرات بالساعات فى تحقير الثورة.. ومساعدوه يكيلون الاتهامات لثوار يناير.. هل طبيعى أن يحدث هذا.. حتى ولو جرم الدستور ذلك..؟؟ وكيف يؤيد الجيش مؤامرة.. ويجلس مع متآمرين.. ويُحى اللواء الفنجرى الشهداء؟؟ ويذكرها السيسى دومًا بالثورة والدستور يعلى من شأنها.. أكان هذا كله لأجل المؤامرة.. يا شيخ كبر مخك.. وخليهم يتسلوا.