مطرانية المنيا فى ذكرى "فض رابعة": موقفنا من حرق الكنائس كان مُشرفاً

الخميس، 14 أغسطس 2014 05:34 م
مطرانية المنيا فى ذكرى "فض رابعة": موقفنا من حرق الكنائس كان مُشرفاً حرق الكنائس فى المنيا خلال أحداث فض اعتصام رابعة – أرشيفية
المنيا - حسن عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت مطرانية المنيا، بيانا صحفياً، اليوم الخميس، أكدت فيه أنه مر عام على الرابع عشر من أغسطس 2014م. وهو محطة هامة فى التاريخ الكنسى المعاصر، يوم أن تعرضت الكنائس والمنازل والمتاجر القبطية للسلب والنهب والحرق، فى ذلك اليوم كان جميع الأقباط مستهدفين أينما وجدوا وكانت حياة أى شخص مهددة أينما كان، يومها أجهش الكثيرون بالبكاء وهم يقفون عاجزين أمام الكنائس والممتلكات والنار مشتعلة فيها، وبعضها تحول إلى كتلة من النيران، وبقدر ما كان المنظر مؤلماً والضيقة شديدة والخطر محدق بالكل بقدر ما حول الله الضيقة إلى بركة، حتى شكر الأقباط الله الذى خصهم بهذه التجربة ومنحهم بركات كثيرة.

وأضاف البيان: "تأكد الأقباط من جديد أن الكنيسة ليست مجرد حوائط وزخارف، حيث اتحاد المؤمنين معاً مع الله، ولقد تمسك الأقباط بركام الكنائس المحترقة ومارسوا اجتماعاتهم فيها، بكثير من الانتماء والفرح والثقة بالله الذى سيحول الأمر للخير، وإن كان هذا لا يعفى الذين قاموا بحرقها من المسئولية".

وتابع: "اختبر الناس فى ذلك اليوم أنهم قد يفقدون كل ممتلكاتهم فى لحظة، وتعلموا كيف يحيون حياة التجرد، وألا يتعلقوا بشىء أو شخص أكثر من الله، وأن كل أموال هذا العالم لا تفيد قدر ما يفيد استعداده وحياته المقدسة".

واستطرد البيان: "صلى الأقباط لأجل مضطهديهم كثيرا وطلبوا من الله أن يغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون، وفوق العبارات المهينة التى كتبها المتطرفون على الجدران فى الشوارع -ومنها جدران الكنائس- كتب الأقباط لهم (نحبكم رغم كل ذلك) ولم يرفع قبطى واحد حجرا فى وجه المتطرفين ولم يتفوه شخص ما بكلمة خارجة ضد أى منهم".

وأوضح البيان أن الكثير من المفكرين والعقلاء أخذوا يتساءلون: "أية طبيعة هؤلاء الأقباط، الذين يغفرون إلى هذا الحد، ويحبون أعدائهم ويصلون لأجلهم، ولكن هذا هو تعليم السيد المسيح الذى قال: "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 5 : 44).

وأشار إلى أنه فى ذلك اليوم تأكد للجميع كذب إدعاء البعض أننا نحتفظ بأسلحة داخل الكنائس، فإنه لو كان هذا الأمر حقيقة لما هاجموا الكنائس أصلاً، ولكان الأقباط قد استخدموها فى الدفاع عن أنفسهم، لقد احترقت الكنائس أمام أعينهم بعد أن نُهب كل ما فيها، وما لم يستطيعوا حمله إلى الخارج حطموه بالمطارق فى مكانه، وقد استمرت النيران فى بعض الكنائس متأججة لمدة تزيد عن الخمسة عشر ساعة.

وأضاف البيان: "كان موقف الكنيسة الرسمى وطنياً مشرّفاً، فقد صرح قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى، بأنه لو هدمت كل كنائس مصر سنصلى فى المساجد، وإذا هدمت كل المساجد سنصلى نحن وإخوتنا المسلمون فى الشوارع، وأننا جميعا نبذل التضحية من أجل مصر ومستقبلها، وكان لهذا التصريح صدى جميل محلياً وعالمياً، وشهد الجميع بوطنية الأقباط".

وتابع: "لم يمر يومان على احتراق الكنائس حتى قام الأقباط بالصلاة فوق ركامها ووسط الدخان، وتوافد الناس بأعداد كبيرة من خارج مناطق التدمير ليتباركوا بتلك الأماكن التى قدّمت شهادة للمسيح، وأقيمت صلوات ليتورجية أخرى فيها قبل إعادة إعمارها، مثل المعموديات والخطوبات والأكاليل وغيرها".

ولفت إلى مبادرة رئيس الجمهورية مع المجلس العسكرى باعلان تعهّد القوات المسلحة باعادة أعمار الكنائس والمؤسسات التى اضيرت فى ذلك اليوم على نفقة الدولة، وبالفعل قام سلاح المهندسين بالتعاون مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان بعمل الترتيبات المطلوبة، وخلال شهور قليلة بدأت عملية اعادة الإعمار حيث تم توزيع المنشآت التى تدمرت على ثلات مراحل، قاربت المرحلة الأولى من الانتهاء، لتبدا الثانية قبل نهاية العام الحالي، وليتم الانتهاء من جميع الأعمال فى 30 يونيو 2015م.

واستطرد البيان: "تعاطف معنا الكثير من إخوتنا المسلمين، وكان لهم مواقف نبيلة كثيرة تحسب لهم، مؤكدين على معدن الشعب المصرى الأصيل، هناك من شجب ما حدث بقوة فى وسائل الإعلام، وهناك من قدّم المساعدات لبعض الأفراد الذين تضرّروا، وكثيرين -لا سيما فى القرى- وقفوا مع الأقباط فى حماية الكنائس من المعتدين، وعلى قدر ما خان البعض على قدر ما أظهر كثيرين نبلاً وحباًّ".

واختتم البيان بالقول: "قدمت الكنيسة القبطية شهادة للمسيح خلال تلك الأحداث، بالقول والسلوك".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة