سليمان شفيق

الأنبا بولا من الأفرول إلى الاسكيم

الأربعاء، 25 يونيو 2014 10:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل الأنبا بولا بدير مارمينا بقرية «إيبار» التابعة لكفر الزيات باليوبيل الفضى لسيامته أسقفا لطنطا وتوابعها، فى حضور العديد من الشخصيات العامة،الاثنين الماضى،،خلف هذا الاحتفال تاريخ من الوطنية الروحية.. منذ أن ولد عزمى أنيس سعد على مرمى البصر من دلتا النيل بالغربية، فى 23 أغسطس 1951، قبل عام من ثورة يوليو1952، وبعد انتصار 1973 بعام حصل على بكالريوس العلوم.. قسم الجيولوجيا، جيد جدا، ومن التفوق فى الخدمة والدراسة إلى خدمة الوطن، مقاتلا بالقوات المسلحة حتى يناير 1976 إلى وادى النطرون، بدير البراموس مارس 1976، ومن عشق الجيولوجيا والوطن إلى عشق البرية، «كان بمقدوره أن يعفى من الخدمة كراهب إلا أنه أصر على أن ينال شرف الجندية» هكذا كانت نقلات حياته فى خضم تغيرات هامة فى تاريخ الوطن.. طفولة فى ظل ثورة، ودراسة مدرسية فى ظل حرب الاستنزاف، إلى دراسة جامعية ومصر تنتصر 1973، وخدمة وطنية وكنسية ومصر تنتفض 1977، هكذا ولد الراهب المقاتل متنقلا من معركة إلى أخرى، من الكاكى إلى الأسود، تتلمذ مع الكبار الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيح، ومع الأنبا بيشوى فى كفر الشيخ والبرارى، كل تلك الخبرات الوطنية والروحية، سيم الأنبا بولا أسقفا لطنطا وتوابعها فى مايو 1977، ومن الكبار إلى الأكبر البابا شنودة الثالث الذى اختاره رئيسا للمجلس الإكليريكى بالإنابة مارس 1989، ولكنه لم ينس إيبارشيته، وأعاد افتتاح فرع الكلية الإكليركية بطنطا 1992، وكان مديرا لها.. ودرس مواد «الكتاب المقدس والعلم» و«الأسرة المسيحية»، ومن التدريس إلى المؤلفات «الكتاب المقدس» ثلاثة أجزاء، و«الأسرة المسيحية» جزءين، ومن العلم واللاهوت إلى عمق المجمع المقدس ليترأس خمسة لجان مهمة: العلاقات الكنسية، شؤون الأديرة، الرعاية والخدمة، ومساعد رئيس لجنة شؤون الإيبارشيات، والأحوال الشخصية، ذلك ما أهله أن يلعب دورا مهما فى المرحلة الانتقالية.. بجوار القائمقام الأنبا باخوميوس، وإن كان باخوميوس قبطان السفينة فإن بولا كان ممسكا بالدفة وسط الأنواء، ومرة أخرى من الكنيسة للوطن عضو لجنة دستور 2012، وصاحب أكبر قدر من الاختلاف معه ومع الدستور.. ولكنه كان مهندس الانسحاب من الجمعية، لذلك عاد مرة أخرى ممثلا للكنيسة فى لجنة الخمسين لدستور 2013، هكذا يمارس الأنبا بولا المقاتل دوره وسط معارك الكنيسة والوطن، من طفولة فى ظل ثورة 1952 إلى دراسة وخدمة الوطن حتى يعبر الوطن محنته 1973، وأسقفية فى انتفاضة 1977، ومن عبور هزيمة 1967إلى عبور الحكم الإخوانى فى 30 يونيو2013، هذه هى حياة الأسقف المقاتل الذى يحبه من يختلفون معه أكثر ممن يتفقون معه «وأنا منهم»، مقاتلا ارتدى لباس الجندى الكاكى فى خدمة الوطن، وارتدى الاسكيم فى خدمة الكنيسة، ينتقل من معركة إلى أخرى، وكل سنة وانت طيب ومن معركة إلى أخرى ومن خلاف إلى آخر والمحبة تتخطى الخلافات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة