قيادى كردى: التدخل العسكرى الامريكى فى العراق يضاعف الاحتقان الطائفى

الإثنين، 16 يونيو 2014 10:19 ص
قيادى كردى: التدخل العسكرى الامريكى فى العراق يضاعف الاحتقان الطائفى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى
الكويت (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبر قيادى كردى عراقى بارز، أن أى تدخل عسكرى أمريكى عبر الضربات الجوية من دون بلورة خريطة تسوية سياسية للأزمة الراهنة، خطأ استراتيجى سيؤدى إلى نتائج كارثية على المستويين العراقى والإقليمى.

وقال القيادى فى الحزب الديمقراطى الكردستانى الذى يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى لـصحيفة "السياسة" فى عددها الصادر اليوم الاثنين إن الاتصالات التى جرت بين ائتلافى اياد علاوى وأسامة النجيفى وبارزانى، خلصت إلى بلورة قناعة بأن الضربات الجوية الأمريكية المحتملة لدعم القوات الأمنية العراقية فى مواجهات الجماعات المسلحة فى المحافظات الشمالية والغربية ستؤدى إلى تقوية الموقف السياسى لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نورى المالكى وتعزيز فرصه للذهاب إلى ولاية ثالثة.

وأوضح أن كلام الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن ضرورة اتفاق القادة العراقيين وتوحدهم قبل أى دعم ومن أى نوع هو كلام مطمئن ، غير أنه يوجد قلق جدى لدى القوى السياسية السنية والكردية وحتى شخصيات شيعية تابعة لائتلافى الزعيمين عمار الحكيم ومقتدى الصدر، من أن يستثمر المالكى الازمة الأمنية الاستثنائية لإعادة التفاهم مع المرجع الشيعى الدينى الاعلى على السيستاني, لاسيما بعد فتوى الجهاد الكفائى ضد الارهابيين، وبالتالى يمكن للأخير ان يتراجع عن تحفظاته لتولى المالكى مجدداً رئاسة الحكومة فى بغداد تحت ضغط ما يسمى بالهجمة الطائفية للتكفيريين على الشيعة، إضافة إلى استغلال المالكى للأزمة لجمع ايران والولايات المتحدة على موقف سياسى واحد يفضى فى ما بعد إلى دعم الدولتين الولاية الثالثة له فى السلطة.

ورأى القيادى الكردى أن هناك فرقاً شاسعاً بين مساعدة العراق على تحقيق انتصار على القوى الإرهابية فى مقدمها تنظيم "داعش" ومنعه من التوسع واحتلال المدن، وبين مساعدة المالكى على تحقيق انتصار عسكرى يجعله على الارجح اكثر ديكتاتورية فى التعامل مع خصومه السياسيين وشركاءه "لأن من المؤكد أن المالكى سيستثمر اى نصر محتمل على الارهابيين ليقول للعراقيين وللشيعة بشكل خاص بأنه واجه مؤامرة ارهابية ذات ابعاد اقليمية وأنه انتصر عليها، ما يرسخ فكرة الهبة الشيعية العفوية لمساندته، ولذلك فإن التيار الصدرى بالتحديد فهم تداعيات ما يمكن أن يحدث اذا تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً فى ظل غياب أى أفق سياسى للحل وغياب اى رؤية شاملة لتشكيل حكومة عراقية جديدة من دون المالكي".

واعتبر القيادى الكردى أن "المشكلة فى البيت السياسى الشيعى أنه تعاطى مع الأزمة من زاوية واحدة وهى أن الارهابيين يهددون الشيعة وهم على خطأ فى ذلك، لأن الارهاب يستهدف السنة والأكراد والشيعة والمسلمين والمسيحيين وكل الاقليات وكل مكونات الشعب العراقى ، ولذلك فإن الشيعة ذهبوا لنجدة رئيس حكومتهم باسم الدفاع عن طائفتهم، رغم أن بعض القادة الشيعة يعرفون أن طبيعة المالكى تميل إلى المراهنة دائماً على الخوف لدى المكون الشيعي, لكنهم رغم علمهم بهذه الحقيقة عاضدوه بقوة".

وحذر القيادى فى "الحزب الديمقراطى الكردستاني" من أن حدوث ضربات جوية أمريكية من دون حل سياسى شامل للوضع العراقى، ستكون لها انعكاسات خطيرة فى المنطقة، لأن المحور السورى - الايرانى سيستفيد من هذه الضربات رغم المواقف الايدلوجية التى يتبناها المحور بأنه يقف ضد الولايات المتحدة، وفى المحصلة هذه الضربات ستعزز الموقف الميدانى لقوات النظام السورى فى مواجهة الثورة السورية".

وشدد على أن "فى صدارة هذه التداعيات أن الضربات الامريكية ستصب فى عملية كسر شوكة السنة بشكل نهائى وحاسم فى العراق، باسم محاربة "داعش" وهذا التطور سيضاعف من حدة الاحتقان الطائفى فى العالم الاسلامى برمته, ما يسفر عنه زيادة فى العنف والتطرف ولذلك يجب التوجه إلى تسوية سياسية عميقة قبل اى ضربات".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة