"فتح": مصرون على أن تظل مصر الراعى والحاضن للمصالحة الفلسطينية

الجمعة، 13 يونيو 2014 11:57 ص
"فتح": مصرون على أن تظل مصر الراعى والحاضن للمصالحة الفلسطينية حركة فتح الفلسطينية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد المتحدث الرسمى باسم حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فتح، أحمد عساف، على أن القيادة الفلسطينية وحركة فتح حريصتان ومصرتان على أن تظل مصر هى الراعى والحاضن والمباشر على تنفيذ المصالحة الفلسطينية.
وقال عساف - فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة - "إن هذا الحرص يأتى لكون مصر الشقيقة الكبرى لكل العرب وتحديدا للفلسطينيين، وإيماناً بأهمية دورها الحيوى لصالح القضية الفلسطينية، خاصة لأنها لم تسع لاستخدام القضية وشعب فلسطين كورقة، كما استخدمتها أنظمة أخرى لتعزيز شروطها مع العالم أو من أجل أن تستفيد منها فى أى قضية داخلية أو خارجية"/على حد قوله.
وأضاف أن مصر هى أكبر دولة عربية وقائدة الأمة العربية وبالتالى عندما تكون بكل ثقلها هذا الضامن والحاضن لاتفاقية المصالحة فهذا يضمن أن كل الأصدقاء العرب والمجتمع الدولى يدعمون هذه المصالحة، فضلا عن كونها بوابة فلسطين نظرا لوجود الحدود المشتركة.
وتابع: "وإذا عدنا إلى التاريخ سنجد أن كل الأنظمة فى مصر وقفت إلى جانب الشعب الفلسطينى وقضيته، وعندما أصبح هناك تغيير فى القيادات ظل الموقف المصرى ثابتا، وبالتالى فنحن حريصون على أن تبقى مصر القائدة للمصالحة لأنها كانت صادقة مع شعبنا وتعمل دائماً لما فيه مصلحة الفلسطينيين".
ونوه عساف بالتاريخ المشترك المعمر بدماء الألف من شهداء الجيش المصرى الذين قدموا أرواحهم من أجل فلسطين، وكذلك العشرات من المزارات للجنود المصريين الشهداء المدفونين على ارض فلسطين.
وقال "إن دخول مصر على خط المصالحة الفلسطينية لم يكن فقط بناء على خيار وطلب القيادة الفلسطينية بل جاء بقرار من القمة العربية التى عقدت فى دمشق عام ٢٠٠٨ وبعد "الانقلاب" الذى قامت به حماس بقطاع غزة"، موضحا أن هذه القمة كلفت مصر بأن تقود جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية نيابة عن الأمة العربية.
وفيما يتعلق باستكمال المصالحة ومباشرة التنفيذ، أوضح عساف أن اتفاق القاهرة ينص على تشكيل لجنة أمنية عليا عربية برئاسة مصر للإشراف على إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتوحيدها ومراقبة مدى التزام كل الأطراف بتنفيذ باقى ما جاء فى الوثيقة، وكذلك ما يتعلق بالعلاقات الثنائية وقضية معبر رفح.
وحول مدى نجاح المصالحة وحكومة التوافق الوطنى خاصة أن الساحة الفلسطينية لا تزال تشهد تصريحات توترية بين حركتى "حماس وفتح"، قال عساف "لقد قطعنا شوطا كبيرا فى طريق المصالحة، والخطوة الأولى كانت من خلال تشكيل حكومة التوافق الوطنى حيث كان عنوان الانقسام "حكومتان لشعب واحد" وأصبح عنوان المصالحة "حكومة واحدة لشعب واحد ".
وشدد فى الوقت ذاته على أن الأمور تسير بصعوبة بين الحركتين، موضحا أن فتح تفاجأت بالعراقيل التى وضعتها حماس فى طريق عمل حكومة التوافق ورغبتها فى تحميلها أعباء أكبر من طاقتها من خلال على سبيل المثال رغبة حماس بأن تقوم الحكومة بدفع رواتب أكثر من خمسين ألف موظف حمساوى قامت بتعيينهم ولم تدفع لهم رواتب طوال التسعة أشهر الماضية وتريد بنفس اليوم الذى أقسمت فيه حكومة التوافق الوطنى أن تدفع لهؤلاء رواتبهم مما يتناقض مع اتفاق المصالحة الذى وقع فى القاهرة فى ٤ مايو ٢٠١١.
وأكد متحدث فتح "هذه الأفعال تدل على إما أن حماس بها تيارات غير راغبة فى المصالحة للمحافظة على امتيازاتها الشخصية من الحرب والانقسام وتجارة الأنفاق والأسلحة والمواقع التى وصلوا إليها وبالتالى يسعوا إلى إفشال المصالحة، أما التزاما منهم بتعليمات التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الذى لا يريد المصالحة حتى تظل غزة تستخدم كقاعدة خلفية لهذا التنظيم من أجل مصلحته سواء فى مصر أو فى غير مصر أو أن حركة حماس تسعى إلى فرض شروط جديدة لم ترد فى اتفاقية المصالحة"، على حد رأيه.
وجدد التأكيد على أن فتح لا تعترف سوى باتفاق واحد وهو اتفاق المصالحة الذى وقع بالقاهرة وأن كل ما يحدث الآن هو تنفيذ لهذه الاتفاقية وليس هناك اتفاقيات أخرى أو جديدة وليس هناك ما يسمى باتفاقية "الشاطئ"، مضيفا أنه كان هناك فقط اتفاق جزئى فى الدوحة له علاقة بمشكلة رئيس الحكومة وتم الاتفاق فى وقتها على أن يتولاها الرئيس محمود عباس ولكن هذا لم يكتمل لأن من تولى رئاسة الحكومة الأن هو الدكتور رامى الحمد لله بالتالى فالاتفاق الوحيد الذى نمضى فى تنفيذه هو اتفاق المصالحة.
وقال عساف، إن هناك 5 سنوات من المماطلة فى تنفيذ المصالحة، حيث إن نفس الوثيقة المصرية الآن التى نريد تنفيذها هى التى وقعناها فى ٢٠٠٩ ووقعتها حماس فى ٢٠١١ و٢٠١٤، "وذلك بسبب مراهنة حماس على التنظيم الدولى لجماعة الإخوان ووقوفها فى محاور خارجية ضد محاور أخرى"، مؤكدا أن ذلك مرفوض تماماً بالنسبة لفتح لأنها تريد أن يقف كل العرب مع فلسطين وليس محاور معينة.
وفيما يتعلق بمشكلة معبر رفح، ذكر المتحدث باسم فتح أن الحدود المصرية الفلسطينية الموجودة فى قطاع غزة دائماً كانت تعمل بشكل طبيعى والعلاقات فى أحسن حالها وذلك منذ عهد السلطة الوطنية الفلسطينية في١٩٩٤ وحتى عام ٢٠٠٧.. وكانت العلاقات تسير فى أحسن حال على الجانب الفلسطينى والجانب المصرى ولكن المتغير الذى تم منذ ٢٠٠٧ هو سيطرة حماس على المعبر وكل الحدود وقطاع غزة، وعلى رغم ذلك فمصر تعاملت مع السلطة الشرعية التى يمثلها أبو مازن واستمرت فى فتح معبر رفح ضمن نظام خاص أمام كل الحالات الإنسانية (حج عمرة والطلاب والمرضى والمسافرين).
وقال عساف"ومنذ ذلك الوقت ظهرت مشكلة الأنفاق والحدود وقامت حماس بالمتاجرة بمعاناة أهل غزة وأقنعت الجميع أن هذه الأنفاق هى شرايين الحياة لغزة بحجة إدخال الطعام والدواء ولكنها ليست حقيقية واتضح أن هذه الأنفاق تستخدم لصالح مشروع التنظيم الدولى ولتهريب كل شيء بما فيه كل أنواع المحرمات والأسلحة والأفراد من وإلى مصر، والتالى تسببت فى مشكلة أمنية كبيرة واكتشف أيضا أن هذه الأنفاق تدير الملايين لهم".
وأوضح " ولكن شعب فلسطين فى قطاع غزة بريء من هذه الأنفاق لأنه شعب صادق وطيب ولا يرضى إلا كل الخير لمصر، ولن يرضى أن تستخدم هذه الأنفاق لتهريب السلاح والأفراد أو لزعزعة استقرار وآمن مصر أو كوسيلة لإرهاب الجيش المصرى وشعبه".
وأشار عساف إلى أن غزة لديها 7 معابر واحد فقط من جهة مصر وستة آخرين على الجناح الآخر تسيطر عليهم إسرائيل وتربطها مع الضفة إلا أن حماس لا تتمسك إلا فقط بالمعبر السابع وهو رفح، قائلا "وكان أولى أن تذهب حماس تجاه معبر ايرز أحد الستة معابر وتنصب خيامها أمامه وتكشف المخطط الإسرائيلى أمام العالم وهو احتلاله لغزة ومحاصرتها بدل من تركيزها على رفح لمحاولة الإساءة لمصر".
وتابع الناطق باسم فتح: "عندما تعود الأمور إلى نصابها الطبيعى وتعود السلطة الشرعية إلى قطاع غزة وتسيطر سيطرة كاملة على الشريط الحدودى مع مصر أى ال١٤ ألف كيلو وليس فقط الباب الحديدى (بالإشارة إلى معبر رفح) سيكون هناك احترام للجيرة والأخوة والمصالح المشتركة، وسنتفق مع مصر على طريقة قانونية أمام العالم حول كيفية تشغيل هذا المعبر، وطالما هناك اتفاق بيننا وبين مصر لن يكون هناك أية مشكلة".
وحول ثورة ٣٠ يونيو التى تعقد عليها فتح الآمال فى نصرة القضية الفلسطينية، قال عساف، إن هذه الثورة تعتبر معجزة كما وصفها الرئيس أبو مازن، لأن مصر أخرجت نفسها والأمة العربية من النفق المظلم الذى كان الظلاميون يسعون لإبقائنا فيه لصالح مشاريع لا علاقة لها بمصر ولا فلسطين ولا الأمة العربية ولا الإسلامية ولكن مشاريع لصالح التنظيم الدولى للإخوان.
وقال إن حكم الإخوان لم يحمل المخاطر فقط للشعب المصرى والتهديد لمستقبله بل أضر أيضا بحقوق شعب فلسطين فى إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، "بدليل المشروع المشبوه الذى سعى التنظيم الدولى لتصفية القضية الفلسطينية من خلاله وهو ما يسمى بدولة غزة وسيناء"/على حد قوله، وشددت على أن القيادة الفلسطينية تصدت لهذا الموضوع وفضحته فى الإعلام المصرى وأمام كل العالم وأكدت أنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية تحت أى مسمى، "فنحن دولة على حدود ال٦٧ وجزء منها غزة وعاصمتها القدس وليس رفح أو سينا كما كان يخطط التنظيم الدولي".
وأضاف ناطق فتح أن ثورة ٣٠ يونيو ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الحكم جدد الآمال فى الحرية والاستقلال وفى مشروع شعب فلسطين الوطنى، مشددا على أن هناك قناعة تامة لدى الفلسطينيين أنه لن تتحرر فلسطين ولن يكون لها دولة إلا بدعم عربى حقيقى تقوده مصر.
وأكد عساف أن القيادة الفلسطينية تأمل كل الخير من القيادة القوية التى جاءت إلى مصر بفوز كاسح فى انتخابات حقيقية ونزيهة، معربا عن أمله فى أن تشهد الفترة القادمة خيرا وازدهارا لمصر أولا ولكل شعوب العرب ثانيا وفى مقدمتهم فلسطين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة