أيادى إسرائيل الخفية للتجسس على أجهزة معلومات الدول العربية.. الشاباك يعد جيشا من المقاتلين على "لوحات المفاتيح" بتدشين وحدة "AS-74" لاختراق حسابات "فيس بوك" والقرصنة على الكمبيوترات والشبكات

الإثنين، 28 أبريل 2014 12:20 م
أيادى إسرائيل الخفية للتجسس على أجهزة معلومات الدول العربية.. الشاباك يعد جيشا من المقاتلين على "لوحات المفاتيح" بتدشين وحدة "AS-74" لاختراق حسابات "فيس بوك" والقرصنة على الكمبيوترات والشبكات وحدة الاستخبارات الإسرائيلية التابعة للشاباك s74<br>
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ضوء التطور العلمى والتكنولوجى المذهل الذى شهده العالم خلال السنوات الأخيرة، دشن جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى "الشاباك" قسما خاصا فيما يعرف بـ"حروب السايبر" تكون مهمته السطو والقرصنة على أى جهاز كمبيوتر فى العالم خاصة فى المنطقة العربية، والدخول بكل سهولة لملفات تلك الأجهزة والتجسس عليها من خلال عناصر مدربة على ذلك.

فقد كشفت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى، خلال تقرير لها تفاصيل خطيرة حول عمل الوحدة الاستخبارية الجديدة التى دشنها "الشاباك"، من أجل رصد وجمع المعلومات الاستخبارية وإحباط أعمال "الهاكرز" ضد الأنظمة الحساسة فى إسرائيل، والقيام بهجمات ضد أى دولة ترى فيها تل أبيب عدوا لها.

وأوضحت القناة الإسرائيلية أن الشاباك دشن جيشا من عشرات العملاء والخبراء فى مجال الحاسبات والمعلومات فى وحدة خاصة أطلق عليها اسم "AS -74"، تستعد لأيام طويلة لتتبع أى تحركات مشبوهة ضد الشبكات الإسرائيلية، وتقوم بشن هجمات وقائية وعمليات ترقب وتجسس على أى جهاز لدولة معادية.

وبين التلفزيون الإسرائيلى أن الوحدة الجديدة عبارة عن شبكة من النشطاء المتميزين فى مجالات الحاسب الآلى وهم منتشرون فى جميع أنحاء العالم لتكون مهمتهم الرئيسية هى تعطيل أى هجوم تتعرض له إسرائيل لحظة بلحظة.

وكشفت القناة التلفزيونية الإسرائيلية ما يجرى وراء الكواليس فى عمل "وحدة السايبر" الجديدة التابعة لجهاز "الشاباك"، وعمل الوحدة فى صد الهجوم الإلكترونى الذى تعرضت له إسرائيل العام الماضى وكيفية صده وحماية المواقع الإسرائيلية من السقوط.

وقال ضابط إسرائيلى رفيع المستوى بالوحدة التابعة لـ"الشاباك" يدعى "ألون" للقناة العبرية: "قد أعددنا جيدا فى وقت مبكر عناصرنا لمواجهة أى هجمات، ونتتبع عن كثب جميع الشبكات فى جميع أنحاء العالم، ونقوم بجمع المعلومات الاستخبارية والمعلومات البشرية وننفذ بدون أى انقطاع سلاسل الإجراءات الوقائية ونشن العديد من الهجمات الإلكترونية".

وأوضحت القناة الإسرائيلية أن "ألون" يبلغ من العمر 39 عاما، ويعمل فى "الشاباك" منذ 8 سنوات وأنه المسئول عن قيادة وحدة صد الهجمات، والتى عرفت بأنها "المنظومة المصيرية" المسئولة عن كيفية حماية إسرائيل من الهجمات الإلكترونية.

وكشف الضابط الإسرائيلى أنه خلال الشهر الماضى، فتح جهاز الأمن العام "الشاباك" فى وقت مبكر وحدة معلومات فريدة من نوعها مخصصة لصد الجهود الرامية لتعطيل حياة الإسرائيليين، ومتابعة مجموعات القراصنة العالمية لاختراق المواقع الحكومية الإسرائيلية الحكومية بما فى ذلك مواقع قطاع الأمن والبنوك والصناعات الدفاعية، والمؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الإعلامية.

وأوضح الضابط الإسرائيلى، أن المنظومة الأمنية فى إسرائيل والحكومة بتل أبيب زادت من مستوى التأهب لصد الهجمات الإلكترونية، وتم تأهيل موظفى الحكومة إلى المبادئ التوجيهية، وقامت الوحدة بما فيها من خبراء الكمبيوتر تنظيم سلسلة الدورات التدريبية لهم لتعليمهم كيفية صد عمليات الإرهاب الإلكترونية فى الشبكة، كما قامت بتحديد الهجمات على المواقع الإسرائيلية وإفشالها قبل أن تحقق هدفها المعلن.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن ضابط أخر بوحدة السايبر الجديدة التابعة للشاباك يدعى "يوفال" يعمل فى "الشاباك" منذ 12 عاما، قوله: "إن هدف الوحدة هو تجميع المعلومات من كافة الدول العربية إلكترونيا وشن هجمات فى منظومة السايبر والتصدى لهجمات الكترونية ضد إسرائيل".

وقال "يوفال" للقناة الإسرائيلية: "لغرض الحصول على معلومات نجرى عمليات اقتحام كمبيوترات وشبكات ومنظومات معرفية وكمبيوترات خاصة فى كل مكان حول العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط".

وأضاف ضابط الشاباك: "إن السايبر بدأ يدخل بقوة أيضا فى المجال الوقائى وإحباط العمليات مثل الحصول على معلومات لغرض اعتقال مطلوب فى منطقة جنين مثلا أو تصفية مسئول كبير فى أحد التنظيمات فى غزة أو غيرها".

وأضاف "يوفال" الذى يعمل فى جهاز المخابرات ومؤسس لوحدة "SIGINT" التى تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية وهجوم سايبر مكثف ورفع قدرات إسرائيل فى هذا مجال: "فى حالة وقوع هجوم من أى مجهول فنحن نكون بحاجة إلى معرفة من هذا الخصم، وبالتالى أدرس وأتعلم ذلك للحصول فى النهاية على تقرير مفصل عن هذا المجهول سواء كان تنظيم أو فرد عادى، وأنا عملى كما هو الحال فى المخابرات.. فقبل إجراء أى عملية نجمع المعلومات وفى نهاية نستطيع الهجوم بشكل أفضل فى المستقبل ونخترق الخصم داخل بلده بل ونجمع كل المعلومات عنه بكل دقة".

ولفتت القناة الإسرائيلية إن وحدة "السايبر" التابعة لـ"الشاباك" أقيمت قبل بضع سنوات ومرت بتطويرات سريعة مع سرعة تطور التكنولوجية فى العالم وتعاظم التهديدات فى هذا المجال، مضيفة أن وحدة "السايبر" مسئولة عن توجيه الأجسام المختلفة العاملة فى مجال حماية المعلومات السرية والتصدى لمحاولات التجسس وكشفها، كما نعتمد على المعلومات البشرية والمعلومات التقنية فى كشف المهاجمين والتنظيمات، والقيام بهجمات أيضا.

وقال "يوفال" للقناة الإسرائيلية، إنه فى هذا مجال تكون السرية عامل طبيعي، وللحصول على معلومات لصناع القرار فى إسرائيل تجرى فى جميع أنحاء العالم العديد من عمليات القرصنة للشبكات ولنظم وقواعد البيانات الهامة، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، من أى مكان وفى كل مكان حول العالم.

وأضاف ضابط "الشاباك": "هناك العديد من المنظمات التى تعمل ضد إسرائيل على المستوى الاستراتيجى، وعلينا التعامل مع تلك الأمور بصورة هادئة، فعندما يتصل مسئول رفيع سواء رئيس الحكومة أو أى موظف كبير آخر للسؤال عن أى معلومات نحمل له المعلومات الهامة التى تغير قدرته على النجاح فى أى قرار يريد اتخاذه".

وأوضح الضابط الإسرائيلى أنه يستطيع التخفى ومعرفة أى بيانات أو معلومات من أى جهاز ذكى فى العالم سواء حاسب آلى أو تليفون محمول لوحى أو غيره وجمع المعلومات حول صاحب الجهاز بسهولة شديدة، مضيفا: "يمكننا صد أى هجوم من أى مكان وفى كل مكان وزمان، بل نستطع شن هجوم يصل لإيران".

وقال "يوفال": "إن الوحدة قامت بتطوير أدوات لتحديد أى شبكة شاذة أو أى حركة غير طبيعية، تريد اختراق إسرائيل وتقوم فورا بوقف الهجوم والتعرف على الخصم"، مضيفا أن هذه الأدوات جزء لا يتجزأ من عمل الوحدة المشرفة على حماية مواقع الدولة، وأن الوحدة تراقب أى حركة تمر عبر الألياف الضوئية التى تدخل إسرائيل.

وحول سبل الدفاعات ضد الهجمات الإلكترونية ضد إسرائيل، قال "يوفال": "لحماية البنية التحتية قام الشاباك بتأسيس "فريق تاكو" لأول مرة، الذى يعمل كفريق واحد من الخبراء القادمين من المنطقة ويحدد الهدف ويقوم بالهجوم عليه"، مشيرا إلى أن هذا الفريق قام خلال السنوات الأخيرة، فى تخفيض عدد عمليات القرصنة ضد البنوك وشركات الصرافة الإسرائيلية، مضيفا أنه على الرغم من التكاليف العالية التى تستثمر فى تلك التدابير الوقائية ضد هجمات قراصنة الكمبيوتر، إلا أنه ضرورية للحفاظ على مصالح أعمال الشركات وجهاز الأمن العام فى إسرائيل، موضحا أن تكلفة مثل هذه التدابير تصل لـ10 ملايين دولار سنويا لكل شركة كبيرة.

وحول دور الوحدة فى التجسس على أى حساب بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قال يوفال: "إن كل من يعمل بالوحدة هم موهوبون ومبدعون، ولديهم القدرة الكبيرة للعثور على المعلومات من فيس بوك"، مضيفا أن عمل الوحدة يشبه عمل وحدة يشبه عمل وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "8200"، والتى يمكنها إحباط أى هجمات إلكترونية.

وكشف "يوفال": "كل عملنا هو اللقاء داخل عالم الانترنت مع نشطاء يعيشون على الشبكة، وأن جميع عملائنا لديهم فيسبوك، ولكن لا يمكن أن تعرف أن لديهم حسابا خاصا عليه، وبالتالى يستطيعون التصفح على الشبكة ومعرفة تفاصيل الحياة الخاصة لأى شخص مستهدف".

وأوضحت القناة الإسرائيلية فى نهاية تقريرها أن معظم عملاء وحدة الشاباك "AS-74" من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25- 28، كما يوجد بينهم طلاب الذين لديهم خبرة كبيرة بالتكنولوجيا العالية، الذين يبحثون عن عمل فى هذا المجال ويتلقون أجورا مقابل ذلك وأن بعضهم يعمل بنظام العقود الفردية.

وأوضحت القناة الإسرائيلية أن الكثير من الرجال والنساء يعملون معا بهدوء وراء الكواليس فى وحدة الشاباك، وأن عملهم لا يقل أهمية عن عمل أى ضابط أو مجند بالجيش الإسرائيلى الذين يحملون صواريخ أو بنادق لصد الهجوم ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن عملاء وحدة الاستخبارات التابعة لـ"الشاباك" يحملون معهم صواريخ افتراضية تقصف عمق الشبكة، وترسل القنابل الإلكترونية للأعداء كما ترسل طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى قنابلها لقلب العدو، على حد تعبيرها.

الجدير بالذكر، أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية كشفت منذ شهر تقريبا أن جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى، "الشاباك"، يبذل جهودا كبيرة، خلال الأشهر الماضية، من أجل تجنيد عشرات العملاء المزدوجين فى مجال مكافحة "الهاكرز" أو ما يعرف بحرب "السايبر"، وذلك بعد زيادة التهديدات الأخيرة بشن هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية المهمة والهيئات القومية الإسرائيلية.

وقالت "معاريف"، إن "الشاباك" يكافح من أجل حماية هيئات البنية التحتية المهمة المصيرية لدى إسرائيل من هجمات "السايبر" أو "حرب العقول"، لافتاً إلى أن الأسوار أو الجدران الأمنية لا تحمى بطبيعة الحال أى معلومة فى هذا المجال، ولذلك يتطلب حيل أخرى مثل تجنيد عملاء مزدوجين والمزيد من الاختراعات.

وتشعر المنظومة الأمنية الإسرائيلية بتوتر حاد من الهجمات المتكررة لمجموعات "الهاكرز" التى تعرف نفسها باسم منظمة الـ"أنونيموس" على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية من حين لآخر.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة