علاء عبد الهادى

حلاوة محلب!

الثلاثاء، 22 أبريل 2014 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أشك فى حسن النوايا التى دفعت إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لأن يحشر نفسه فى قضية فيلم «حلاوة روح» ويقرر رفعه من دور السينما وإعادته للرقابة لأسباب رآها الرجل تتعلق بالمستوى المتدنى أخلاقيا الذى يتضمنه الفيلم الذى يتعارض مع الذوق والآداب العامة، حسب نص بيان المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء، ولكن ما هكذا تورد الإبل يا «باشمهندس محلب»، لأن قرارك ببساطة سيأتى بعكس ما تصبو إليه بحسن نيتك، لأن قرارك يمثل دعاية مجانية غير مسبوقة لفيلم ضعيف لا قيمة له من الناحية الفنية، حيلة المنع وسيلة معروفة و«متجربة»، وتأتى بنتيجة مضمونة، وكل من له علاقة بدنيا الأدب يعرف أن هناك بعض الأدباء والشعراء يبلغون عن أنفسهم لكى تتم مصادرة الكتب التى قاموا بتأليفها، ولا مانع من جملة هنا أو هناك تتضمن تطاولا على الذات الإلهية وبعدها يحصل صاحبه على جائزة من الاتحاد الأوروبى، أو من أية منظمة حقوق إنسان من أية دولة من دول العالم التى ترى أن منع الشواذ من الزواج إنما هو ضد حقوق الإنسان.
وأنا أسأل المهندس محلب هل شاهدت بنفسك هذا الفيلم، أم أنك اتخذت قرارك على طريقة: «قالولوا» إذا كنت شاهدته، فهذا شىء يطمئننا على الصحة النفسية لرئيس وزراء مصر الذى من المفترض أنه يصحو على كوارث وينام على أفظع منها، ورغم ذلك لديه وقت للترفيه عن نفسه ومشاهدة فيلم لهيفاء وهبى، وإما أنه اتخذ قرارا بناء على تقرير رفعه له أحد معاونيه، وفى كل الأحوال، فالذى اتخذ القرار هو شخص رأيه فى النهاية لا يخرج عن كونه مجرد رأى شخصى، وما قد أراه أنا خارج على الذوق العام لا تراه أنت كذلك، لذلك كان من الأولى أن نتدارك الأمر من البداية، ويقوم جهاز الرقابة المرتعش بدوره، ويصنف الفيلم من البداية على أنه مجرد فيلم «للكبار فقط» مستتر وراء قصة مقتبسة من فيلم إيطالى عالمى المستوى اسمه مالينا، ولكن للأسف من اقتبس تعمد سرقة المناظر الإباحية الموظفة فى الفيلم الإيطالى، وترك القصة نفسها لنبقى أمام فيلم يطلع روح أى مصرى غيور على مصريته، فلا هذه هى الحارة المصرية، وليست هذه هى النسوة فى مصر، ولا فى مناطقها الشعبية، وليس هناك مبرر أن أسلط الضوء على الرذيلة تحت مسمى مناهضتها.
لست بهذا أدعو إلى استمرار عرض الفيلم، ولست مدافعا عن السقوط والتردى الذى يدعو إليه مضمونه، ولكن مثل هذه النوعية من الأفلام تجاهلها هو أفضل وسيلة للقضاء عليها، تموت مثل أى فيلم «أبيح» من الأفلام التى تبقى يبحث عنها المراهقون والعجزة جنسيا الذين يبحثون عن منشطات لشحن بطاريات الرغبة لديهم. قام محلب بالدور الغائب لجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، إذن فلم يكن هناك مفر من ذهاب رئيس الجهاز إلى بيته، ما دام لا يقوم بوظيفته وبلاها رئيس للجهاز إذا كان وجوده زى عدمه.​








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو يوسف

مع احترامي للكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohamed

ايه اللى جاب القلعة جنب البحر

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده

انا كمان ضد المقال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة