سفارة أمريكا تكشف خطة ابتزاز السفارات الأجنبية لمصر.. "البريطانية"و"الكندية" أغلقتا أبوابهما بزعم التهديدات الإرهابية.. والهدف الضغط على الداخلية لتحويل الشوارع المحيطة لثكنات عسكرية

الإثنين، 08 ديسمبر 2014 12:42 م
سفارة أمريكا تكشف خطة ابتزاز السفارات الأجنبية لمصر.. "البريطانية"و"الكندية" أغلقتا أبوابهما بزعم التهديدات الإرهابية.. والهدف الضغط على الداخلية لتحويل الشوارع المحيطة لثكنات عسكرية السفارة الأمريكية بالقاهرة
تحليل يكتبه يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الوضع الأمنى فى مصر هادئ ولا توجد أية مخاطر أو تهديدات أمنية محتملة، حتى جمعة 28 نوفمبر التى دعت لها الجبهة السلفية وما تلاها من احتجاجات رافضة لحكم براءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من تهمة قتل المتظاهرين، كلها مرت بهدوء دون أن تنتفض أيا من السفارات الأجنبية بالقاهرة لتحذر رعاياها فى القاهرة من هجمات إرهابية محتملة فى مصر، كما أنها لم ترفع مستوى التحذير أو المخاطر إلى درجة إغلاق السفارات، مثلما حدث أمس واليوم من سفارتى بريطانيا وكندا اللتين أعلنتا وقف تقديم خدماتهما للجمهور، لأسباب أمنية، وللحفاظ على سلامة وأمن العاملين فى السفاراتين.

الأمر إذن يحتاج إلى التدقيق، خاصة إذا لم يكن قرار غلق السفارة أو رفع مستوى التحذيرات لرعايا الدول الأجنبية مقترنا بظروف أمنية سيئة، أو مضطربة مثلما حاولت هذه السفارات الإيحاء به، مع العلم بأن هذه السفارات حتى فى فترة الانفلات الأمنى خلال ثورة 25 يناير لم تغلق أبوابها مثلما فعلت اليوم، وهو ما يطرح تساؤلاً حول هدف وجدوى هذه القرارات والتحذيرات من سفارات دول كبرى مثل بريطانيا وكندا، فى حين أن سفارات دول أخرى ربما هى الأكثر عرضة لتهديدات أمنية وإرهابية لم تأخذ نفس المسلك مثل السفارة الأمريكية المجاورة للبريطانية فى منطقة جاردن سيتى بوسط القاهرة.

الإجابة على هذا السؤال ربما نجدها فى تصريحات بعض المسئولين الأمنين وربما أيضاً من البيانات المتتالية الصادرة عن هذه السفارات، فالتفاوض بين الجانبين يدور حول محور واحد وهو زيادة التعزيزات الأمنية لفترة معينة، وصولاً للهدف الذى تنشده هذه السفارات وهو عودة الوضع الذى كان قائماً قبل ثورة 25 يناير بغلق عدد من الشوارع المحيطة بها، وهو الإجراء الأمنى الذى ألغى بصدور حكم قضائى التزمت به الأجهزة الأمنية ونفذته، لكن هذه السفارات تحاول اليوم جاهدة باستخدام كل السبل والوسائل التى تصل بها إلى هدفها بزيادة التمركزات الأمنية حول مبانيها وغلق عدد من الشوارع المحيطة بها، أو بمعنى أصح تحويل المنطقة المتواجد بها هذه السفارات إلى ثكنات عسكرية لا يدخلها إلا المسموح لهم من جانب السفارة.

الهدف واضح والتوقيت أختير بعناية شديدة، فمصر مقبلة على موسم سياحى تستقطب من خلاله أعداد كبيرة من رعايا هذه الدول الراغبين فى قضاء إجازة الكريسماس فى مصر، كما أن القاهرة تعد الآن لمؤتمر اقتصادى دولى تشرح من خلاله الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين الأجانب، لذلك لن تجد هذه السفارات توقيتا أفضل من اآ ن لكى تبتز السلطات المصرية، فاستمرار التحذيرات لرعاياها من السفر إلى مصر، وغلق سفارتها سيعطى رسالة للعالم بأن مصر غير مهيئة أمنيا، لاستقبال السياح والاستثمارات وتأمين زوارها، وهو ما سيدفع السلطات المصرية إلى تقديم التنازلات لسفارات هذه الدول.

هذه هى خطة الابتزاز التى لم أتوصل إليها بناءً على نظرية المؤامرة، لكنها تستند إلى معلومات مؤكدة حول المفاوضات بين الأجهزة الأمنية والسفارات الأجنبية بالقاهرة بوجود ممثلين عن وزارة الخارجية الذين حاولوا جاهدين أثناء هذه السفارات عن قراراتها لكن دون جدوى، فتوصل دبلوماسيونا إلى أننا أمام ابتزاز يهدف إلى الضغط على مصر، لتقديم تنازلات أمنية.

هذه الابتزاز كشفته السفارة الأمريكية بالقاهرة التى أعلنت أن الأوضاع حولها هادئة، وأن العمل داخلها يجرى بشكل اعتيادى، وهو ما فضح سلوك السفارة البريطانية وصديقتها الكندية.




موضوعات متعلقة

سفارة الكندية بالقاهرة تغلق أبوابها لمخاوف أمنية(تحديث)










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة