سعيد الشحات

وزير الزراعة وجدها خرابة

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 07:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو حققنا فى نوعية الأخبار السيئة صباح أمس، أظن أن خبر زيارة وزير الزراعة الدكتور عادل البلتاجى إلى المجمع الزراعى المتكامل فى «مريوط» محافظة البحيرة، يتصدر هذه الأخبار.

الوزير بصحبة محافظ البحيرة اللواء مصطفى هدهود، وطبقا لما هو منشور أمس، فإن الوزير والمحافظ لم يجدا فى الموقع سوى خفير فقط، ولا يوجد أى عالم من علماء مركز البحوث الزراعية، وتبلغ مساحة المشروع مائة فدان، وطبقا لما هو منشور فى الزميلة المصرى اليوم فى عددها الصادر أمس، فإن الوزير عادل البلتاجى غضب مما رآه، وقال منفعلا: إن هذا الموقع «المجمع الزراعى المتكامل» كان مثالا للتطوير البحثى قبل 20 عاما، وزاد الوزير فى قوله: «إن الأبحاث الخاصة بهذا الموقع، نشرت أبحاثه فى الولايات المتحدة الأمريكية»، كما غضب الوزير من تحول نموذج البناء لشباب الخريجين، وهو نموذج المهندس حسن فتحى «رائد عمارة الفقراء» إلى خرابة.

يتصدر هذا الخبر مجمل الأخبار السيئة التى جاءت فى وسائل الإعلام أمس، بالرغم من أخبار الموت المجانى على الأسفلت، وارتفاع معدلات الإصابة بأنفلونزا الطيور، وأشياء أخرى، فنحن أمام وضع كاشف ليس لما هو موجود فى المجتمع البحثى العلمى فقط، وإنما فى أركان كثيرة بمؤسسات الدولة.

نحن أمام حدث يؤكد على حقيقة واضحة وفاضحة يعلمها الجميع بما فيهم المسؤولون، ومع ذلك تبقى كما هى، فأى مؤسسة يتم زيارتها من مسؤول رفيع فى الدولة بعلم مسبق، يتم الاستعداد لها على قدم وساق، يتم غسل الأبنية، وتنظيف الطرق، وضبط الدفاتر، وحضور الجميع، وتجهيز الخطب على مقاس مقام الزائر، ثم ينتهى الحدث ويعود المسؤول من حيث أتى، وتعود المؤسسة إلى سابق عهدها، انفلات، غياب، ترهل، كوم من الخبز والفول والطعمية والجرجير والمخلل على المكاتب للإفطار، سيدات ينشغلن بعمل البيت أهم من إنجاز عملهم الذى يتقاضون عليه أجرا، وهكذا وهكذا.

كل هذه الحقائق المرة لا يراها المسؤول على الطبيعة، لأن زيارته تكون معلومة مسبقا، والمأساة أن هؤلاء المسؤولين يعلمون الحقيقة، لأنهم أولا وأخيرا مصريون، كانوا يترددون على المصالح والمؤسسات لقضاء مصالحهم قبل أن يترقوا فى سلم المسؤوليات.

فى زيارة وزير الزراعة ومحافظ البحيرة يتبين أنها تمت بشكل مفاجئ، ودون إخطار مسبق، بدليل ما شاهده المسؤولان وتتأكد حقيقة أن هذا هو الوضع المأسوى فى دولاب العمل بمعظم مؤسسات الدولة، غير أن هناك حقيقة أخرى أكثر إيلاما تتعلق بطبيعة عمل البحثى العلمى فى مصر وإنجازاته، نحن أمام تراجع رهيب فى الاهتمام به، فلو كان الباحثون الذين يتغيبون عن مراكز بحثهم، كما حدث فى المجمع الزراعى المتكامل بمريوط، تتوفر لهم الإمكانيات البحثية، وتهتم الدولة بإنجازاتهم البحثية العلمية، وتضعهم فى قمة سلم الاهتمامات، لما طفشوا من معاملهم، أتذكر منذ عام أن أستاذا فى كلية العلوم بجامعة جنوب الوادى، حدثنى وهو فى قمة التأثر عن أنهم يتكبدون قمة المعاناة لإجراء تجربة معملية واحدة، فلا ميزانية كافية، ولا أجهزة كاملة، وزاد «الأستاذ» فى قوله: إن الميكروسكوب لو عطل واحتاج إلى إصلاح وقطعة غيار، يتعطل البحث لأن إصلاحه يحتاج إلى سفر وتوقيعات وأشياء أخرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة