جمال أسعد

هذه هى خريطة البرلمان القادم

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التحليل السياسى ليس رجماً بالغيب أو فتحاً للمندل أو قراءةً للفنجان، ولكنه قراءة لمعطيات الواقع وتوصيفه توصيفاً سليماً حتى يمكن أن نستخلص نتائجه التى ستشكل هذا المستقبل القريب، خاصةً أن البرلمان القادم سيرى النور بعد شهور قليلة. فما هى القوى الحقيقية الموجودة عملياً والتى ستتنافس على مقاعد البرلمان؟

لا شك أن 25 يناير قد أحدثت تغيراً ملموساً فى خريطة القوى السياسية والحزبية فتوارى الحزب الوطنى، وتقدمت قوى الإسلام السياسى فسيطرت على المشهد حتى وصل الإخوان إلى سدة الحكم، مع ظهور قوى شبابية نسبت للثورة ووجود الأحزاب التقليدية التى كانت قبل 25 يناير، ثم كانت 30 يونيو فأعادت ترتيب هذه القوى بشكل ملموس، حيث توارت قوى الإسلام السياسى ولكنها لم تغب غياباً كاملاً مع عودة بقايا الحزب الوطنى، إضافة إلى وجود أحزاب ما قبل وما بعد 25 يناير فى الوقت الذى تشتت فيه القوى الشبابية بعيداً عن أى إطار حزبى منظم، أى أننا الآن أمام وجود أكثر من 90 حزباً تجمع قوى من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وبقايا تيار الإسلام السياسى يتصدرهم حزب النور، ومن يقدمون أنفسهم كبقايا للحزب الوطنى مع بعض تجمعات الشباب المتناثرة هنا وهناك، والأهم هم من يتصدرون المشهد كمستقلين.

هنا فالأحزاب بكل تصنيفاتها ما زالت أحزابا ديكورية كرتونية لا تمتلك تواجداً جماهيرياً يمكنها من الوصول إلى البرلمان، ولذا فلن يحصل أى حزب على الأغلبية، حيث إن هذه الأحزاب قد فشلت فى أن تملأ الفراغ الذى تركه الإسلام السياسى ولا الفراغ الذى حدث بغياب الحزب الوطنى، ولذا نراها تتصارع على القوائم لضمان التواجد بعيداً عن الفردى، وستحصل بعض هذه الأحزاب التى تسمى نفسها بالتاريخية على عشرات المقاعد ذراً للرماد فى العيون، أما القوى الشبابية فلها مقاعد الكوتة، وما يجود به القدر من مقاعد فردى لا تغنى ولا تسمن من جوع، أما التيار الإسلامى فحزب النور قد تأثر بالمناخ العام الرافض لممارسات الإخوان، سواء كانوا فى الحكم أو لممارساتهم الإرهابية التى تحدث الآن.

ومن هنا لن يحصل هذا التيار على ما كان بعد يناير، ولن تزيد حصيلتهم أكثر من عشرة إلى خمسة عشر من المقاعد، أما من سيتقدمون على أنهم حزب وطنى، فهم من لهم تواجد جماهيرى بصورة أو بأخرى، ويريدون الاستفادة من مناخ الردة المتشوق إلى ما قبل 25 يناير، حالمين بعودة عقارب الساعة للوراء، وهؤلاء سيحصلون على عشرات قليلة من المقاعد، والأهم هنا هم من سيتقدمون كمستقلين فهم القوى الحقيقية التى تسيطر على المشهد السياسى فى كل العصور منذ الملكية مروراً بعبدالناصر والسادات ومبارك، فهم من يمتلكون التواجد الجماهيرى والاجتماعى والعائلى والقبلى والجهوى فى إطار متوارث عبر الأجيال، وهؤلاء هم من يضبطون أنفسهم دائماً وأبداً على بوصلة السلطة أياً كانت، ولذا فستكون الأغلبية وعلى ضوء هذا الواقع من هؤلاء المستقلين، وهؤلاء لا يعنيهم غير التواجد البرلمانى الذى يمكنهم من تقديم الخدمات إلى جماهيرهم، ولذلك فهم دائماً يدورون فى فلك السلطة التنفيذية، أى أنهم سيكونوا مساندين للسيسى باعتباره قمة السلطة، ومن يحوز ثقة الجماهير بما يبرر لهم هذه المساندة بأنها رغبة الجماهير، أما المعارضة فى إطارها التاريخى مثل ما قبل 25 يناير، فستكون معارضة مستأنسة تؤدى دورها الإعلامى أكثر من السياسى، لأنها نتاج الواقع الذى ما زال يسعى نحو تحقيق الثورة، وهو مشهد مقبول حتى يعبر الوطن هذه الظروف الاستثنائية، ولا عزاء للمعارضة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة