وزير الأوقاف: جماعات الإسلام السياسى جرتّ على منطقتنا ويلاتٍ كثيرة

الأربعاء، 03 ديسمبر 2014 03:31 م
وزير الأوقاف: جماعات الإسلام السياسى جرتّ على منطقتنا ويلاتٍ كثيرة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن حركات التحرر الوطنى الحقيقية من الاستعمار ضمت عرقيات وأديان مختلفة، ولم تزايد باسم الدين أو تستخدمه ستارا أو تجارة لها، مضيفاً أن الحركات الوطنية فى كثير من دول العالم تدعو إلى الاستقلال عن قوى الاستعمار، بعضها تحت مسمى حركات الاستقلال والأخرى تحت مسمى حركات التحرر أو التحرير، وقد حقق معظمها أهدافه ووصل إلى ما يصبو إليه دون أن يجعل من الدين ستارًا، بل إن حركات التحرر والاستقلال الوطنى ضمّت فى كثير من الدول أصحاب أديان وعرقيات مختلفة، جمعهم جميعاً وحدة الهدف ومصلحة الوطن.
وأشار الوزير، فى بيان صحفى صادر اليوم عن الوزارة، إلى أن ظهور أحزاب وجماعات وجمعيات الإسلام السياسى فقد جرتّ على منطقتنا العربية ويلاتٍ كثيرة، خاصة بعد أن بدت ظاهرة التكسب بالدين أو المتاجرة به واضحة لدى كثير من الحركات والجماعات التى عملت على توظيف الدين لتشويه خصومها من جهة، وتحقيق مطامعها السلطوية من جهة أخرى.

وأضاف الوزير، فى بيان له، أن محاربة الإسلام أصبحت تهمة جاهزة لكل خصوم حركات وأحزاب وجماعات ما يعرف بالإسلام السياسى، ناهيك عن تجاوز ذلك إلى تهم التخوين والتكفير والإخراج من جماعة المسلمين، بل الحكم على المخالفين أحيانًا بأن أحدًا منهم لن يجد رائحة الجنة، وإن رائحتها لتوجد من مسيرة كذا ومسيرة كذا، وبدا خلط الأوراق واضحًا جليًا عن عمد لا عن غفلة لدى أكثر هذه الجماعات، بل إن الأمر قد ذهب إلى أبعد من هذا عندما نصّبت بعض أحزاب وحركات وجماعات ما يعرف بالإسلام السياسى من نفسها وصيًا على الدين، مع فقدان كثير من كوادرها للتفقه الصحيح فى الدين، وخروج بعضهم علينا بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، اللهم إلا سلطان الهوى والسلطة وحب الظهور أحيانًا.

وقال الوزير، "لقد رأينا فى تجربة الإخوان المرة إلى أى مدى وصل الهوس بالسلطة، وحب الظهور الإعلامى، والإحساس غير المسبوق بالنشوة والتميز الذى وصل لدى بعضهم إلى درجة العنصرية المقيتة التى ولدت إقصاء ممنهجًا لكل من لا يسير فى ركابهم أو يرضى عنه تنظيمهم ومرشدهم، حتى لو كان هذا المرشد المزعوم لا علاقة له بسياسة الدول أو قيادة الأوطان، وقطعوا كل ما من شأنه تحقيق ولو أدنى درجة التواصل مع القوى الوطنية والمجتمعية لصالح البلاد والعباد، فأخذوا يكيلون تهمًا ما أنزل الله بها من سلطان، ويدبرون مكائد مكشوفة لا يليق أن تصدر عن ساسة ولا حتى سوقة لمؤسسات وطنية عريقة، كالأزهر الشريف وجامعته، ومؤسسة قضائنا العريق الشامخ، ولا يخفى على أحد ما كان من حصار المحكمة الدستورية، وتخفيض عدد أعضائها نكاية ببعض قضاتها، وما تبع ذلك مما عرف آنذاك بالإعلان الدستورى المكمل أو قل دون تردد المكمم، الذى أريد له أن يجعل من رئيسهم المعزول نصف إله على الأقل، مما يستدعى إلى الذاكرة ما ذكره القرآن الكريم عن فرعون مصر حين قال كما ذكر القرآن الكريم على لسانه: ”مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ” (غافر :29)، ولم تسلم مؤسسة وطنية واحدة من محاولة تفكيكها وإعادة بنائها بطريقتهم، فإن لم يستطيعوا عمدوا إلى غمزها ولمزها، أما المفكرون والمثقفون والإعلاميون فنالهم النصيب الأوفى من تهم الخيانة والعمالة وسائر الأوصاف التى يعفّ أى مسلم عاقل عن رمى أى إنسان بها بلا بينة ولا دليل قاطع .

وشدد الوزير على أن المتسترين بالإسلام فتحوا الذرائع أكثر من مرة لأعداء الأمة للتدخل فى شئونها تحت مسميات متعددة المعلن منها مواجهة الإرهاب، ثم خرجت من عباءة هذه الجماعات والحركات والأحزاب جماعات يائسة أخذت تتبنى العنف والإرهاب والتكفير والتفجير والعمليات الانتحارية مسلكًا ومنهجًا، ووجدت بعض قوى الاستعباد المسمى الاستعمار الجديد فى هذه الجماعات اليائسة من التكفيريين والانتحاريين ضالتها، فتعهدتها ونمتها وغذتها وأمدتها بالمال والسلاح، لتحقيق مآربها فى تفتيت كيان المنطقة العربية والاستيلاء على نفطها وخيراتها ومقدراتها من جهة، وتشويه صورة الإسلام وربطه بالإرهاب من جهة أخرى .

وأوضح الوزير أن المسلمين تحولوا بسبب الإسلام السياسى من رسل السلام إلى العالم أخذت صورتهم تُسوّق على أنها رديف الإرهاب والقتل والدمار، ومن كان لديه ذرة من المكابرة فلينظر فيما أصاب دولا بأكملها كـ: ليبيا، وسوريا، والعراق، وأفغانستان، إضافة إلى ما يحدث فى اليمن، وباكستان، والصومال، ومالى، وكثير من دول وبلاد الإسلام .
واقترح الوزير أن تُؤثِر أحزاب وحركات وجماعات وجمعيات الإسلام السياسى المصلحة الحقيقية للإسلام على مصالحها الحزبية والشخصية وأطماعها ومآربها السلطوية، وأن تترك المجال الدينى للعلماء والدعاة المتخصصين الفقهاء، لعلهم يستطيعوا إصلاح ما أُفسدَ قبل فوات الأوان، وقبل أن تكون عاصفة لا تبقى ولا تذر .

وأكد أن البشرية الآن فى حاجة إلى من يحنو عليها من جديد، ومن يأخذ بيدها إلى طريق الهداية وإلى مكارم الأخلاق، بالعمل لا بالقول وحده، وبالحكمة والموعظة الحسنة لا تحت تهديد السلاح ولا حد السيف، استجابة لقوله تعالى: ”ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّعَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” (النحل:125).

ولفت إلى أن هناك كثيرًا من دول العالم التى كانت ترسل طلابها إلينا لتعلم سماحة الإسلام صارت تتخوف على أبنائها أن يأتوا إلى بلادنا، ثم يعودوا إليها إرهابيين أو متشددين، وإن بعض الدول التى كانت تفتح أبوابها للعمل أمام أبنائنا صارت أبوابها موصدة مغلقة، ألا يستحق كل هذا من هذه الجماعات والحركات والأحزاب أن تراجع نفسها وتعود إلى رشدها وصوابها، لله وللوطن؟.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة