طارق ناجح يكتب: عام الرحيل

كانوا قديماً إذا رأوا امرأةٌ جميلة، ممشوقة القَدْ والقوام، يقولون إنها قمر ١٤، ففى اليوم الرابع عشر من الشهور الهجرية هو يوم اكتمال البدر، ويبدو وكأن عام ٢٠١٤ يقول للعديد من الأدباء والمفكرين والفنانين.. لقد اكتملت مسيرتكم، وحان وقت الرحيل، ويبدو أن عام ٢٠١٤ هو عام رحيل البهجة والبَسمَّة فقد شهد رحيل العديد من صُنَّاعهما على المستوى المحلى والعالمى.. رحيل رسام الكاريكاتير الشهير مصطفى حسين، عميد الكُتَّاب الساخرين أحمد بهجت، زناتى وسلطان الكوميديا سعيد صالح، الفنَّانًة القديرة.. خفيفة الظل.. معالى زايد، الفنان الموسيقار خفيف الظل حسين الإمام ، الكوميديان الذى شارك نجوم الكوميديا وزعيمها عادل إمام فى صناعة البهجة.. الفنان يوسف عيد، النجم الذى أدمى رحيله القلوب، وأضاءت شمس موهبته كل الدروب.. وكأنَّه يعلَم أن سنوات عمره إلى غروب.. ولكن فنَّه باقى ومحفور فى العقول والقلوب.. "قُنصُل" السينما والدراما المصرية والعربية خالد صالح.. الفنانة الكوميدية سهير البارونى، وجميلة السينما مريم فخر الدين.. الكوميديان والفنان القدير خليل مرسى.. شحرورة لبنان وصَبُّوحَة مصر وباقى البلدان.. صباح، الشاعر والمفكر العربى اللبنانى الأطول عمرا بين أقرانه ( ١٠٢ سنة ) سعيد عقل، المخرج الكبير القدير نادر جلال صانع البسمة والبهجة بالتعاون مع نجوم الصف الأول عادل إمام.. يحيى الفخرانى.. محمد هنيدى.. ونادية الجندى وغيرهم.. وما لم أكن أتصوَّره هو أن ينتحر من وضع البسمة على ملايين الشفاه.. كيف لصانع البهجة أن يكتئب، كيف لصاحب السعادة أن يحزن.. كيف لروبين وليامز أن ينتحِّر، ولكن هذا ما حدث! شهد عام ٢٠١٤ رحيل هؤلاء النجوم وغيرهم.. رحلوا بأجسادهم!! نعم!! ولكن إنتاجهم الفنى والأدبى باق.. وسيظلون رغم رحيلهم يُمتِعونا ويرسمون البسمة على وجوه عابِثة وقلوب تنوء بحِمل الهموم والكروب.. وتبحث عن ابتسامة لتجعلها تتلاشى وتذوب.. لترتاح قليلاً من تعب الترحال بين الأزقة والدروب.