محمد فودة يكتب: «الطيب» رمانة الميزان والحارس الأمين على «وسطية الإسلام» .. «سماحة» شيخ الأزهر و«استنارة» وزير الأوقاف قطعت الطريق أمام دعاة الفتنة

السبت، 27 ديسمبر 2014 05:47 م
محمد فودة يكتب: «الطيب» رمانة الميزان والحارس الأمين على «وسطية الإسلام» .. «سماحة» شيخ الأزهر و«استنارة» وزير الأوقاف قطعت الطريق أمام دعاة الفتنة شيخ الأزهر أحمد الطيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن الله قد جعل له من اسمه نصيبا، إنه فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فهو بالفعل رجل «طيب» القلب دمث الأخلاق لا يخشى فى الله لومة لائم، كما أنه لم ينكسر يوماً أمام أعتى العواصف وأشد الأزمات التى بلغت ذروتها - فى تقديرى الشخصى - أثناء حكم الجماعة الإرهابية التى حاولت بشتى الطرق إقصاءه من موقعه وإبعاده عن أعلى سلطة دينية فى مصر، بل فى العالم الإسلامى، وذلك لأنهم اعتبروه حجر عثرة فى طريقهم نحو تحقيق أغراضهم الخبيثة، ولكنه لم يفرط فى الأمانة التى حملها على كتفه، وتصدى بكل ما يمتلك من قوة وعزيمة لأية محاولات للنيل من «وسطية الإسلام» بل وقف فى وجههم صلبا ومنع «تمرير» قوانينهم حينما وجدها تخالف شرع الله متسلحا بقناعته الشخصية بأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.

الدكتور أحمد الطيب شخص امتلأ قلبه بحب الله وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فدخل قلوب الناس البسطاء فى كل مكان وأحبوه بكل صدق، كما أنه وبفضل هذا القدر الكبير من قوة الإيمان استطاع أن يجبر أهل الديانات الأخرى على أن يحترموه ويضعوه فى المكانة اللائقة من التقدير والاحترام، وهى نفس الأسباب التى دفعت بعض الدول الشقيقة للاحتفاء به وكان آخرها تكريمه الذى كان «مشرفا» فى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

ولأنه رجل يتمتع بكل تلك الصفات الحميدة فقد استوقفتنى بل استفزتنى تلك الأزمة التى افتعلتها بعض وسائل الإعلام مؤخرا حينما أرادت أن تحدث شرخا فى العلاقة القوية والمتينة التى تربط بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبين وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، لأننى أعلم جيدا، ومن خلال معرفتى التامة به وبأخلاقه الحميدة أن الدكتور مختار جمعة الوزير الشجاع يكن كل احترام وتقدير لفضيلة الإمام الأكبر، وهو ما ترجمه وصاغه فى بيانه الذى أصدره فى أعقاب تلك الأزمة، والذى ما أن قرأته حتى وجدته وكأنه تفوح منه رائحة الاحترام والتقدير بقوله إن الإمام الأكبر صاحب فضل كبير فى دعمه، ودعم وزارة الأوقاف وأئمتها وسائر أعمالها، وقد وصل التبجيل إلى أقصى درجة وهو يقول عنه إنه فى مقام الوالد والأستاذ، فضلًا على كونه قيمة وقامة علمية ووطنية وشيخًا لأزهرنا الشريف.

وهنا أتساءل لمصلحة من تلك المحاولات للوقيعة بين مؤسستين كبيرتين كانتا دائما بمثابة حائط الصد الأول والدرع الواقية أمام الهجمات الشرسة التى يتعرض لها الإسلام «الوسطى» الذى ينبذ العنف وكل أشكال ومظاهر التطرف، ومن يقف وراء تلك الحملة الممنهجة التى تستهدف تأجيج النار التى تشعلها بعض القنوات الفضائية المأجورة من خلال نشر الانتقادات الحادة التى يوجهها أصحابها نحو ثوابت الدين وأصوله تارة ونحو رموزه وقياداته تارة أخرى.. وحينما أقول «ثوابت الدين» فإننى أعنى أنها المتمثلة فى مؤسسة الأزهر الشريف.

فإذا أمعنا النظر وعدنا إلى الخلف قليلا لوضعنا أيدينا على أول الخيط فى تلك الأسباب والدوافع والمبررات وراء هذه الفجوة التى يسعى البعض إلى إحداثها بين الأزهر ووزارة الأوقاف.. فالأزهر الشريف كان ولايزال الدرع الواقية للسنة النبوية فهو خير ما خلفه الفاطميون لمصر وللعالم الإسلامى منذ أن بناه القائد جوهر الصقلى بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة وفتح أبوابه للصلاة فى شهر رمضان عام 361هـ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحالى يقف الأزهر فى مواجهة المحاولات المستميتة للسيطرة على الدولة وتقويض قوتها وتفتيتها من خلال كسر الوازع الدينى، لذا فقد أصبح الأزهر وعلى مر العصور فى مرمى دائرة التصويب لأعداء الإسلام.

أما وزارة الأوقاف فلا يمكن لأحد أن ينكر ما قامت به خلال الفترة التى أعقبت حكم الإخوان وعلى وجه الخصوص تلك الحرب الشرسة التى خاضها وما يزال يخوضها الدكتور مختار جمعة بكل ما أوتى من قوة إيمان ورباطة جأش من أجل تطهير تلك الوزارة من العناصر المنتمية للإخوان إلى جانب قراراته الحاسمة بمنع اعتلاء المنابر لغير الأزهريين فى محاولة منه لقطع الطريق أمام دعاة الفتنة وشيوخ التطرف الذين يدسون السم فى العسل ويستخدمون المساجد فى أغراض سياسية دنيئة للتأثير على البسطاء وتفتيت تماسك المجتمع.. وهنا أسجل تقديرى الكامل للدكتور مختار جمعة على هذه الروح القتالية التى لمستها فى صلابته وقدرته الفائقة على إقناع المجتمع بالكامل بأهمية ما يقوم به من إجراءات وقرارات حازمة لحماية حرمة المساجد.

أليس هذا الامر كافيا للتأكيد على أن الأزهر الشريف بسماحة شيخه العالم الجليل ووزارة الأوقاف باستنارة وزيرها قد نجحا وعن جدارة فى توجيه ضربة ضد المتآمرين على الإسلام.. وهى ضربة قوية جاءت فى مقتل وهو ما يبرر وبما لا يدع مجالا للشك أن هذا الأمر لن يروق للبعض ولن يسر البعض أن يظل هذا الوضع من التآلف والتقارب بين هاتين المؤسستين الدينيتين على هذا النحو من التجانس حيث يكمل كل منهما الآخر، وإن كان الجميع يعمل تحت مظلة واحدة وهى الأزهر الشريف صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيما يتعلق بشأن الدين الإسلامى وسماحته وعلاقته بالديانات الأخرى من منطلق قناعات وثوابت لا يحيد عنها على الإطلاق.

ومن هذا المنطلق فإننى أرى أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قد أحس صنعا بزيارته التى قام بها إلى مشيخة الأزهر ففى هذه الزيارة رسالة طمأنة بأن الدولة تقدر للمشيخة حق قدرها وتؤكد أن للأزهر دورًا كبيرًا فى هذه المرحلة، وعلى وجه الخصوص فى نشر الإسلام الوسطى والفكر المستنير، فهو الملاذ والقلعة الحصينة التى تتحصن بها الدولة ضد محاولات الهدم التى تستهدف فى المقام الأول تقويض أعمدة الدولة التى تنهض من جديد فى ظل قيادة سياسية تعمل فى كل الاتجاهات من أجل تأسيس دولة قوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إن الأزهر يبذل جهودًا مضنية فى مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة، وكان آخرها الملتقى العالمى الذى نظمته مشيخة الأزهر فى مواجهة التطرف والإرهاب مطلع الشهر الحالى بحضور كبار علماء الإسلام ورؤساء الكنائس الشرقية، وممثلين عن بعض الطوائف الأخرى. كما أن الأزهر الشريف ينتشر من خلال علمائه وقوافله الدعوية والطبية فى كافة المحافظات والمناطق الحدودية، والأماكن النائية، استمرارًا لدوره الدعوى والوطنى والاجتماعى.

لابد أن يتنبه الجميع إلى خطورة تلك الوقيعة التى يسعى البعض إلى إحداثها بين الأزهر والأوقاف، فتلك الفتنة تاتى فى توقيت فى غاية الخطورة، حيث تخوض مصر حرباً ضد الإرهاب القادم إلينا من الخارج ومن الداخل أيضاً، يجب أن نتنبه إلى أن محاولة هدم الأزهر لن يكون فى صالح مصر، ولا فى مصلحة الإسلام بل سيكون جريمة تاريخية فى حق هذا الوطن فالأزهر كيان إسلامى عالمى يحظى باحترام وتقدير كل بلاد العالم.

أما وزارة الأوقاف ومن خلال الاستراتيجية المستنيرة التى يديرها بها وزيرها النشط الدكتور مختار جمعة فهى جزء لا يتجزأ من منظومة العمل الدعوى الشاملة التى يرعاها الأزهر الشريف وهى أحد أهم وأبرز تلك الوسائل التى يعتمد عليها الأزهر الشريف فى نشر رسالته الهادفة إلى إعلاء شأن الإسلام الوسطى المناهض للعنف والتطرف بكل أشكاله.

أنا على يقين من أن وأد الفتنة التى أطلت علينا برأسها القبيح لم يكن وليد الصدفة، ولكن ذلك جاء من منطلق أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الدكتور مختار جمعة يتسلحان بتقوى الله والعمل بإخلاص من أجل التصدى لأعداء الله والمتاجرين بالإسلام، وهو ما أراه سببا قويا فى قدرتهما على تجاوز تلك الزوبعة التى فى حقيقة الأمر ما هى إلا «زوبعة فى فنجان» حيث يقول الله عز وجل فى سورة الطلاق «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» صدق الله العظيم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسمين اشرف

معك حق يا استاذ فوده

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صابر

الرجال قليل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حسن بيومى الدكرورى

كلمات من ذهب - تحيى واجبة للاعلامى الكبير الاستاذ / محمد فودة

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف عز العرب

زوبعة فى فنجان

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرءوف مصطفى

اعطى للرجل حقه

عدد الردود 0

بواسطة:

قاسم عادل

رمانة ميزان جائز

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى الاسوانى

ارحمونا يرحمكم الله

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو علوى

دور مهم لوزارة الاوقاف

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود وليد

تقوى الله

عدد الردود 0

بواسطة:

رأفت أحمد على

حسبنا الله ونعم الوكيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة