الصين أعلنت إحياءه خلال زيارة السيسي ومصر تؤيد المبادرة للتعاون الإقتصادي.. طريق الحرير:مركز إقتصاد العالم القديم وصفحة لا تنطوى فى سجلات الفنون والثقافة..إزدهرت فى عهدة مصر المملوكية

الجمعة، 26 ديسمبر 2014 04:35 م
الصين أعلنت إحياءه خلال زيارة السيسي ومصر تؤيد المبادرة للتعاون الإقتصادي.. طريق الحرير:مركز إقتصاد العالم القديم وصفحة لا تنطوى فى سجلات الفنون والثقافة..إزدهرت فى عهدة مصر المملوكية خريطة تحدد مسار طريق الحرير
كتب رأفت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان له تأثير بالغ الأثر على الحضارات القديمة وازدهار الاقتصاد وحركة التجارة، حيث كان حلقة الوصل بين المراكز التجارية فى شمال الصين، من خلال مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمر عبر جنوب آسيا "منطقة تشانج آن"، فى الصين مع أنطاكية ومواقع أخرى.
خريطة تحدد مسار طريق الحرير
خريطة تحدد مسار طريق الحرير

انقسم طريق الحرير"بحسب المصادر الاعلامية والمادة المعلوماتية التاريخية " إلى فرعين شمالى وجنوبى فكان يمر "الشمالى" والذى كان يتم اتخاذه فى الصيف من مناطق "بلغار كيبتشاك" وهو عرق يتكون من قوميات مختلفة بعضها من اصول سلافية والبعض من اصول تركية، جاءوا في هجرات منتظمة للأراضي البلغارية، وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان وصولًا بالبندقية وهى مدينة فى شمال إيطاليا، وعاصمة إقليم فينيتو، ومقاطعة فينيسيا، ويمر الفرع الجنوبى من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين وكردستان والأناضول وسوريا عبر أنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.

أذهلت صناعة الحرير الصينيون سنة 3000 قبل الميلاد، فسعوا للحصول عليه من كل الأماكن، ومهما كان الثمن وبحسب الروايات التاريخية فإنهم كانوا يقدمون وزنه بالأحجار الكريمة، ومن هنا تم اطلاق اسم طريق الحرير"، حيث أتخذ مسارات محددة من الصين إلى أرجاء العالم، ومعه العديد من البضائع انتقلت من الصين، إلى أواسط آسيا وشمال أفريقيا ووسط أوروبا.

انتظمت القوافل التجارية فى طريق الحرير منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وظلت بهذا الانتظام حتى 1500 أخرى، أصبح خلالها الطريق منبعًا ثقافيًا وإجتماعيًا وتجاوز الإقتصاد العالمي، كما أنه تحول الطريق الى قبلة إنتقال الحروب و الديانات، حيث عرف شعوب العالم من خلاله البوذية والإسلام.

طغى النشاط الإقتصادى على طريق الحرير، حيث أدى الى نقله كبيرة فى الإقتصاد العالمي بإعتباره أكثر الطرق البرية أمانا، كما أدى إلى تراكم المخزون العالمي من الذهب، فى الصين، أكبر مما تمتلكه الدول الأوروبية.

لم يقتصر طريق الحرير على المجالات الإقتصادية فقط، بل جعل الحضارات العريقة تتبادل وتتأثر بعضها بالبعض وتكثفت الإتصالات بين الشرق والغرب، وبحسب المصادر الإعلامية ووفقا لما تم ذكره فى سجلات التاريخ الصينية أن "الجوز والخيار والفلفل الأسود جلبت من الغرب، والطيور والحيوانات النادرة والمجوهرات والتوابل والأوانى الزجاجية والعملات الذهبية والفضية، "كما "جلبت الموسيقى والرقص والأطعمة والأزياء وزخارفها من غرب آسيا، وآسيا الوسطى، وفى نفس الوقت صدرت المحصولات والمنتجات والتكنولوجيا الصينية مثل الحرير وصناعة الورق وفن الطباعة والأوانى المطلية والديناميت حتى أصبح منبع إزدهار الحضارات العالمية".
خريطة لطريق الحرير
خريطة لطريق الحرير

وهناك فروع أخرى لطريق الحرير البحرى والذى يبدأ من البحر الأحمر حتى يصل إلى مصر وحوض البحر الأبيض المتوسط،ولكن مع إشتعال الحروب المغولية الإسلامية فى آسيا، إندثرت معالم طريق الحرير وصارت البضائع، والثقافات، تنتقل في مسارات بحرية منتظمة، تتجه عبر المحيط الهندي من آسيا الجنوبية، إلى شمال أفريقيا مروراً بالبحر الأحمر، لتستلم القوافل البرية البضائع من آخر نقطة في خليج السويس، لتنقلها إلى المراكب الراسية في دمياط وما حوله من موانئ .

كان حكام و مماليك مصر فى ذلك الوقت يتقاضون رسومًا عالية مقابل هذه الوصلة حتى أنهم كانوا، مثلا يحصلون على الفلفل الأسود وزنه ذهبًا، وإزدهرت مصر المملوكية خلال تلك الفترة، حتى إكتشف طريق رأس الرجاء الصالح، فصارت السفن تحف جنوب أسيا، لتمر بحواف أفريقيا، فترسو على موانئ شبه جزيرة أيبيريا فازدهرت البرتغال وإسبانيا، وانطفأت مصر أواخر عصرها المملوكى وخلال عصرها العثمانى.

مع نزول النبوه على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وإنتشار الإسلام والفتوحات الإسلامية وصل نفوذ المسلمين إلى الحدود الغربية للصين، وأصبحت الأجزاء الكبرى من طريقي الحرير البري والبحري واقعة في ديار الإسلام وخاضعة لنفوذ المسلمين، فبدأت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات التجارية بين الصين وبلاد الإسلام عامة والجزيرة العربية على وجه الخصوص، وصنعت الفتوحات الإسلامية كتلة إقتصادية عالمية كبيرة شملت مصر وشمال أفريقيا والجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وإيران وأجزاء كبيرة من أواسط آسيا، وجمعت لأول مرة في التاريخ الخليج العربي والبحر الأحمر تحت سلطة واحدة، وكان لموقف الصينيين السلمي من هذا المد الإسلامى أكبر أثر كبير، تطورت التجارة بينهما، وبين أكبر كتلة إقتصادية شهدها العالم القديم.
توضح عمليان نقل البضائع فى طريق الحرير
توضح عمليان نقل البضائع فى طريق الحرير

وأعيدت الحياة مره أخرى لطريق الحرير مركز الإقتصاد العالمى قديما خلال زيارة الرئيس السيسى حين أكد على دعم مصر لمبادرة الصين ورغبتها فى إحياء "طريق الحرير" والذى يستهدف تحقيق التعاون والمصلحة المشتركة للبلدين بمساهمة 50 دولة.

ويهدف طريق الحرير فى العصر الحديث لإحياء علاقات الصداقة القديمة وتكثيف النشاط الإقتصادى وتحويل مناطق غرب وجنوب غرب الصين إلى محركات للمرحلة التالية من التنمية فى البلاد .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة