شيرين ماهر تكتب: هؤلاء هم أصحاب الضمائر البلاستيكية فاحذروهم

الأحد، 21 ديسمبر 2014 06:13 م
شيرين ماهر تكتب: هؤلاء هم أصحاب الضمائر البلاستيكية فاحذروهم أفعى سامة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أراه يفوح أكثر فأكثر ويقترب حتى يصل غلافى الحيوى.. يُشعِرنى بالاختناق وبدايات الوعكة، وكأنها لدغة مميتة من الأفعى "ذات الأجراس" يسرى سمها حتى تتغير معها مكونات الدم ممتزجة بشوائب قاتلة لا تقوى الغدد الليمفاوية على فلترتها.. أحتاج فور تمدد هذا الشذى القاتل بالهواء إلى أنبوب أكسجين وإلا احتبست أنفاسى لدرجة تفضى إلى الموت اختناقًا.

أتحدث أنا عن أنماط بشرية لها كل الخصائص السابقة ومرورها العابر قد يطيح بك أرضًا من فرط سُميته.. تتعكر معه الأجواء وتهب رياح عدم الارتياح وكأنها عاصفة رملية غادرة يمكنها أن تصيبك بسدة رئوية وتعتم رؤيتك بشبورة من الاصفرار، الذى يتقطر من تلك الطلة اللعينة.

تُرى هل صادفك هذا النمط البشرى العجيب؟ أنهم أصحاب النفوس المعتلة والضمائر البلاستيكية والشخصيات المطاطية، التى يتضخم طولها وعرضها لينتهى أمرها بالانفلات فى وجهك ضئيلة متضاءلة.. منكمشة وملتوية لترتطم بالأرض بعد أن كانت تتأهب لاجتياح أضعاف مساحتك.. أكاد أراهن بأنه لا يخلو دفتر أحوال كل شخص من حالة مرضية كهذه قد يكون موطنها فى العمل، فى العائلة، بين الجيران.. وقد تكون تعيس الحظ لو صادفت أكثر من حالة، فحالة واحدة تكفى!!

فقط أتساءل لما هذا التلون المفتعل وخلط العطر بالسم؟ أهو فخ الاصطياد أم تَجمُل الذئاب؟ قد يكون لا هذا ولا ذاك، ويكون الأمر ببساطة اعوجاجا نفسيًا يُرثى له لدى هؤلاء ممن يرفضون الاعتراف بضآلتهم لتظل نقائصهم تصهر السم وتعتقه فيفوح قسرًا بعبقه الخبيث.. يفترشون الابتسامات الصفراء.. ويتزينون بملامح بشوشة يكسوها التيبس كاشفًا عن تكلفها.. يفترضون بك الغباء وإنك ستبتلع الطُعم سريعًا.. يفتعلون الود ولكن لسواد قلوبهم ألف دليل ودليل.

تحاول الابتعاد لكنه لا يتركك.. يظل يحوم حولك بزنبقه الشيطانى.. يبدو ناصعًا فواحًا ولكنه ملىء بتركيزات بالغة السُمية.. ينشر كل فيروساته على سطحك.. ينتظر ساحة انتصار زائف يداوى به إخفاقاته متراقصًا على جسمانك.. وإذا ما نجح، لملم أدواته سريعًا لإعادة الكرة، فجسده لا يحتمل سمومه ويتوسله أن يتخفف من بعضها بزرعها فى دماء الآخرين.

قد يُخَيل للبعض أننى أُبالغ فى تقبيح من أصف، ولكنها حقيقة، وما أقوم به فقط تجريد هذه الحقيقة من قناعها لترونها كما أراها، فما أجمل أن تستطيع قراءة الملامح وتفك شفرات لغة الجسد الواشية التى لا تحتفظ بسر مرضاها.. فقط صدق حدسك ولا تدع البُهرج الخداع يخطف ضى عينيك، فقد يكون أكثرهم قربًا أكثرهم غدرًا.. أكثرهم تبسمًا أكثرهم حِنقًا.. أكثرهم اهتمامًا أكثرهم طعنًا!
ما عليك سوى الارتطام بأول انفعال غاضب وستقرأ منه الكثير.. ويا حبذا لو تقاطعت المصالح، ستقرأ أكثر وأكثر. فقط احمِ أنفاسك.. فأشدهم فتكًا من لا يجاهر بعدائك ويظل محتفظًا بمساحة تبقيه بجوار مجالك الحيوى كى تتجرع سمه ببطء ويوخزك بأشواكه الملوثة، وإن جاز لى اعتبارها "روشتة" أو قناعا واقيا من هذا العطر الفتاك، اليك تلك الخطوات لعلها تفيد:
• لا تدعه يقرأ عينيك فيرى ما يدور بهما من كشف ستره وريائه
• احتفظ بهدوء يجعله يصدق نجاحه فى خداعك وفى الاقتراب دون حذر
• احرس على ألا تكون صاحب المبادرة، فلتكن مجرد رد فعل وليس أكثر
• كن هلامى الردود ولا تفض بكلمة واحدة ذات مغذى
• دع الفتور عنوانك حتى يمل ويعزف عنك بما أنك بغير نفع له
• احذر من إظهار نجاحك أمامه، فهو وقود لهبه ويدفعه لمزيد من التربص
• حاصره بحب واحترام الآخرين لك ليزداد تضاؤلا فى أعماقه
• حاربه دون العلن بتجاهل كل أقواله وأفعاله وإساءاته
• وأخيرًا اتمنى أن يغادرك بلا رجعة لتتخفف من عبء الإحتماء الدائم من نفحاته القاتلة ومن كبت انفعالاتك الحقيقة درءًا لسمومه المتناثرة
لعله مشهد متكرر وأشخاص كثيرى العد، يتفشون بيننا كالخلية السرطانية ويكادون يطغون على بقاء "الأخيار"، ولكنها الإرادة يا أخى فى أن تؤمن ظهرك وتحمى روحك وبالطبع تقى أنفاسك من هذا "العطر السام" و"معسول السُم".. فأنا من أشد من يحترمون الشخص ذا الوجه الواحد، أما صاحب المائة قناع، فهو من يرهق معه كل جزيئاتك المادية والمعنوية، وعليك محاورته وليس تجنبه، لأنه ببساطة لن يتجنبك!








مشاركة

التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد ابراهيم

لماذا؟

و لماذا لا اقطع كل صلة به و أنساه إلى الأبد؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عثمان

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عثمان

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عثمان

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عثمان

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

شيرين ماهر

نصائحي لمن لا يملك رفاهية البعد أو التجنب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة