وفاء أحمد التلاوى تكتب: متى تتغير نظرة المجتمع السلبية إلى المرأة المطلقة؟

الأحد، 21 ديسمبر 2014 02:15 ص
وفاء أحمد التلاوى تكتب: متى تتغير نظرة المجتمع السلبية إلى المرأة المطلقة؟ خناقة بين زوجين - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظر المجتمع إلى المرأة المطلقة نظرة قاسية بلا رحمة ولا عطف ولا هوادة، فهل من الممكن أن تتغير هذه النظرة القاتلة للمرأة المطلقة؟ وهل يحق لها أن تعيش مرة أخرى مع شريك حياتها وتسعد بحياتها وتهنأ؟ أم يحكم عليها المجتمع بالفشل؟ وأود لو أن هذه النظرة تتغير، خاصة بعد ارتفاع نسبة الطلاق فى المجتمع المصرى فأصبح الكثير من فتياتنا مطلقات وعلى أبسط الأسباب والأشياء، وبعد حياة زوجية قصيرة بعضها لم يتجاوز الثلاثة أشهر.

فعلى شبابنا أن يغيروا من نظرتهم تلك للفتاة المطلقة، فقد كرم الإسلام المرأة ورفعها ما لم يحققه لها أى دين آخر ولا شريعة أخرى من الشرائع، وقد قال فى ذلك الإمام محمد عبده وقد درس الكثير من علم أحوال البشر ومقارنا بين أحوال المرأة ووضعها فى التشريع الإسلامى ووضعها فى أوروبا التى زارها وعرف الكثير من أحوالها فيقول: (هذه الدرجة التى رفع الإسلام النساء إليها لم يرفعهن إليها دين سابق ولا شريعة من الشرائع بل لم تصل إليها أمة من الأمم قبل الإسلام ولا بعده).

فالطلاق أصبح ظاهرة منتشرة بين الزوجات الصغيرات فى السن من ليس لديهن الخبرة الحياتية فى الزواج ومتطلباته وواجباته، ولم توجد لديهن التوعية الكافية فى تعلم كيفية احترام الزوج أو كيفية معاملته، مما يدعو لكثير من الخلافات والمشاحنات بين الزوجات وعلى من سيقود هذه السفينة منهم الزوج أم الزوجة؟ وخاصة فى الشهور الأولى من الزواج وهذا فى اعتقادى تقصير من الأهل واهتمامهم بالناحية التعليمية فقط لبناتهم ونسوا أن هذه الفتاة ستكون إما لأولاد وزوجة لرجل فى المستقبل والجميع يحتاجون لرعايتها وحبها وحنانها كى تستمر هذه الحياة الزوجية، وأن هذا الفتى أيضا سيكون أبا مسئولا عن أسرة بأكملها وملزم بها من جميع النواحى المالية والنفسية والصحية وغيرها.

فما أحوج المرأة المطلقة الآن إلى أن يعطيها المجتمع فرصة ثانية لتثبت فيها جدارتها ونجاحها وأنوثتها وإنها مازالت امرأة مرغوب فيها فتكون حريصة كل الحرص على ألا يتكرر فشلها مرة أخرى فهى غالبا الملامة الأولى على هذا الفشل وهو بمثابة وصمة العار التى وصمت بها من قبل المجتمع وكأنها قد ارتكبت جريمة فى حياتها ولذلك يوجب الأهل عليها المكوث بالمنزل حتى تتجنب أقاويل الناس عليها ولكن قد تكون هى ضحية الاختيار غير السليم منها أو من الأهل أنفسهم أو أن تكون هى ضحية العادات والتقاليد التى نعيشها فى مجتمعنا فهى مغلوبة على أمرها وإن كانت هى المحقة فقد يحدث الطلاق على أتفه الأسباب وأبسطها والأمثلة كثيرة.

ففى وقتنا هذا نجد أن الطلاق يقع على أهون الأشياء مثلا يعلق الرجل طلاقه من زوجته بذهابها إلى والدتها فهل يعقل ذلك؟ وهل يمنعها عن زيارة والديها وهل بذلك تصل رحمها؟ وترضى ربها؟ أو أن يقول لها إذا خرجتى من المنزل فأنت طالق أو يقول لها لو قلت ما قلته لك من حديث بيننا لوالدتك فأنت طالق أو يقول لها إذا لم يعطيك أهلك ميراثك فأنت طالق فما ذنبها هى وماذا فعلت لكى تفشل حياتها وتخسر زوجها وأسرتها وكأن الطلاق لعبة فى يده ولا يعرف هو مساوئه إلا بعد حدوثه من تشرد للأطفال والأبناء وتفكك للأسرة وضياع الأبناء، ومنهم من يطلب من زوجته الإكراه على ما لا تحب سواء أكان فى المعاشرة أو فى أمور أخرى تقليدا للغرب من عادات سيئة يريد الغرب أن تصل إلى شبابنا، وتتفكك بذلك أسرنا ويضعف أيضا مجتمعنا ويصير أبناؤنا ضائعين مشردين لا يجدون من يرحمهم أو يتعطف عليهم.

فالفشل فى الحياة الزوجية قد يحول المجتمع كله إلى مجتمع هش ضعيف متفكك لا يستطيع أفراده حماية أنفسهم من النقد ومن القيل و القال، وكثرة النقد قد تجعل من الأسرة كائنا هشا مما ينعكس آثاره على المجتمع كله فمن الضرورى العمل بل الحرص على تعليم المرأة ورفع مستواها الثقافى ليكون اختيارها لشريك حياتها صائبا ولا تسعى وراء الرجل الغنى فقط بل تبحث عن صاحب الأخلاق الكريمة و المتعلم والمثقف، والرجل أيضا كذلك عليه أن يفكر كثيرا قبل التسرع فى اتخاذ قرار الزواج أو الطلاق ليتيح لنفسه الفرصة له ولزوجته للتفاهم فيما بينهما وأن يتفهم الاثنان معنى الحياة الزوجية الذى ينبغى أن يكون قائما على الاحترام المتبادل بينهما والحب والمودة والرحمة وأن يضع الزوج أمام عينه هدفه الأول وهو إقامة بيت مستقر له ولأسرته لتكون أسرة مترابطة ليقيم فيها حياة سعيدة ملؤها الحب والتفاهم فالزوج فى اعتقادى هو المسئول الأول فى هذه الأسرة وعليه الإنفاق عليها من عمله ليكون هو صاحب القرار الأول والأخير فلا يحدث بذلك الصراع بينهما ولا يختلفا على من فيهم صاحب الكلمة أو الرأى فالقرار الأخير للرجل، فالرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهما على بعض، ويعرف كل منهما الدور الذى عليه فيؤديه على أكمل وجه فلا يقع الفشل و الانهيار إن شاء الله.

فيا ليت هذه النظرة القاسية للمطلقة تختلف الآن عما مضى فقد كان الطلاق بالماضى له أسبابه القوية التى يتعذر معها الاستمرار فى الحياة الزوجية مثل الخيانة وإهانة الأهل وعدم احترام الزوج أو الضرب للزوجة أو الزوج أو تناول المخدرات والمسكرات أو عدم تلبية الاحتياجات الأساسية أو غيره من الأسباب القوية التى قد تلام الزوجة عليها أو الزوج فيقع بذلك الطلاق الذى هو أبغض الحلال عند الله وقد أحله الله للضرورة ليحل به كثير من المشاكل التى قد تحدث أو تنشأ نتيجة عدم الطلاق، وحتى الغرب بدأوا يأخذوا به ليحلوا مشاكلهم ويعيشوا فى الحلال والنور.

فينبغى أن ينظر شبابنا إلى الفتاة المطلقة بعين الرأفة بها والرحمة عليها وليس الطمع فقط فيها وعدم الزواج بها بعد التغرير بها ، فقد تكون هذه المطلقة أشد حرصا على استمرار الحياة الزوجية من الفتيات الأخريات ممن لم يتزوجن بعد، وقد تكون هذه المطلقة أيضا أختا لنا أو ابنة أو من أحد أقاربنا، فلا نرضى لها الذل أو الهوان أو أن يتكلم أحدا فى حقها ويصفها بأسوأ الصفات، وأن نراعى الله فيها فقد كرمها الله وأعطاها حقها حتى إن لم يدخل بها، قال تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(237) البقرة

فأرجو أن يعطى شبابنا المرأة المطلقة فرصة أخرى للحياة الشريفة والكريمة ولا ننظر للماضى ولا نتكلم فيه ولا نعايرها به عند الاختلاف فى الرأى أو عند حدوث المشاكل الزوجية بل نستفيد منه ومن تجاربه ولا نكرر هذه الأخطاء مرة أخرى، ونحاول بناء أسرة جديدة قوامها الحب والعطف والمودة والرحمة كما أمرنا الله تعالى بذلك قال تعالى : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21) الروم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

تتغير النظره السلبيه للمطلقه عندما تتغير نظرة المطلقه للمجتمع وتراعى حدود واقعها الجديد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري بيجيب من الاخر

مصري بيجيب من الاخر

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

الي صاحب التعليق الاول / الشعب الأصيل

عدد الردود 0

بواسطة:

حاتم صلاح

حرام

عدد الردود 0

بواسطة:

حاتم صلاح

العيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

شكر وتقدير الي صاحب التعليق الرابع/ أ / حاتم صلاح

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

شكر وتقدير الي صاحب التعليق الرابع/ أ / حاتم صلاح

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

Hosam

أنسنة العلاقة بين المرأة و الرجل

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

شكر وتقدير لصاحب التعليق الثامن / مصرية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة