محمد أبو الفضل يكتب: لغة الحذاء البليغة أحيانا

السبت، 20 ديسمبر 2014 10:03 م
محمد أبو الفضل يكتب: لغة الحذاء البليغة أحيانا ثورات الربيع العربى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانت الشعوب العربية ومعها كل المضطهدين من ويلات الظلم من قبل حكامهم والعدوان الغربى المعاصر، وعبر الناس فى مختلف الدول العربية عن رفضهم لهذا الظلم والبغى والاستبداد، وتنوعت أشكال التعبير عن الرفض وتعددت، وعلى رأسها ما استهدف مباشرة حكام العرب والغرب السابقين غير المنتهية ويلاتهم حتى هذا الوقت .

لقد عبر المستضعفون فى الأرض دوما عن رفضهم للظلم والاستبداد بأسلحتهم البسيطة، لكنها ذات رسائل قوية وبليغة، وحاول أبو جهل مثلا النيل من سمية رضى الله عنها ولكنها بصقت فى وجهه بصقة كانت أقوى من طعنته، فارتقت ببصقتها وانحط بطعنته فى أسفل سافلين . ولقد صوبت دبابة الميركافا الهشة فى اتجاه الفتى الفلسطينى فارس عودة، فصوب نحوها حجارته القوية وبقيت صورته فى أذهان كل فتيان العرب وغير العرب ... صوب الإعلامى العراقى منتظر الزيدى زوجى حذائه فى اتجاه من حاول بجيشه إذلال أبناء العراق، فكان أولى بما لحقه من رمى النعال.

ومهما يكن العذاب الذى ناله هذا الإعلامى، لكن رسالته غير المشفرة كانت أبلغ من البليغة، كما قال الشعب المصرى وأعلن عن رفضه لمبارك ونظامه بحذائه وقال ردا على خطابه ما لم يقله كثير من الناس بألسنتهم، ومواقف من هذا العيار تكون كلفتها عالية، لكنها كلفة منتظرة وهو منتظر!! عاشت الشعوب العربية فترة زمنية طويلة من الظلم عانت فيها من تسلط واستبداد وديكتاتورية الحكام فطمع الغرب إلى تفتييت المنطقة العربية بنشر الفوضى الخلاقة فكانت البداية منذ احتلال العراق وأعدم رئيسه، وعاث المفسدون فى خيراته فسادا قبل الغزو وبعده، وتوالت سلسلة إذلال الشعوب العربية وتدميرها وهذا ما نرى نتائجه المثمرة فى سوريا وليبيا واليمن والسودان وتونس ومصر وغيره من الدول العربية.. لكن إرادة الرفض وعزيمة الإصرار وشعلته لم تنطفئ، لأنها قبس من نور الله الذى لا ينطفئ أبدا" يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (التوبة : 32 ) لقد جاءت ثورات الربيع العربى بما يضمن البقاء غير المكلف عوض الخروج غير المشرف، فجاء الرد العربى فكان التوقيع من قبل المواطنين بالساحات العربية برفع أحذيتهم، وهى أكبر بصمة من بصمات الرفض، وهى بذلك تسمو فوق كل بصمات الخنوع والخضوع. إن التغيير الذى وقع على مستوى الحكام العرب مهما اختلف تقييم الناس له، فسيبقى من المتفق عليه أنه دليل على رفض مسار مليء بما أسماه النفيسى بـ ''بأس القوة وبؤس السياسة''. إن مصير تلك الشعوب أمانة فى أعناق كل الذين تمتعوا بروعة المشاهد للسؤال عنها، والدفاع عنها، والاحتفاء بها، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من أبناء تلك الشعوب وعلى كل الذين يسعون لإذلال الشعوب وترويضها، أن يضعوا فى حسبانهم مثل هذه المشاهد التى تخلد فى الذاكرة ولا تمحوها كل عمليات التضليل والمسخ والاستخفاف. علينا أن نتذكر دائما ذلك الإعلامى العراقى وهو يقاد إلى خارج القاعة بعد تصويب حذائه نحو بوش ، فتلك رسالة قد يعززها البحث عن الحذاء ووضعه فى أشهر الساحات اليوم أو غدا ليبقى عبرة لمن يريد الأعتبار.

وأنا أزعم أن ذات الحذاء لو بيع فى مزاد علنى اليوم لحقق أرقاما خيالية، شريطة أن تحول مبالغ بيعه لدعم كل أشكال المقاومة والممانعة فى الأمة. وأنا أزعم أن كل أصحاب الرسوم الكاريكاتيرية وغير كاريكاتيرية المعبرة عن رفض ومقاومة الظلم والاستبداد والتهميش والعدوان سيجدون فى تلك المشاهد من الإيحاءات ومن مداخل الإبداع الشىء الكثير.. إنها نكاية ، لن تستطيع طمسها كل صيغ الدعاية .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة