إطلاق طائرة فوق الأقصى "خرافة يهودية" تنذر بقرب نزول المخلص المنتظر

الجمعة، 19 ديسمبر 2014 02:18 م
إطلاق طائرة فوق الأقصى "خرافة يهودية" تنذر بقرب نزول المخلص المنتظر المسجد الأقصى
رام الله (ا ش ا)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن إطلاق مستوطنين يهود لطائرة صغيرة للتحليق فوق الأقصى بالقرب من باب الرحمة أو كما يسمونه "الباب الذهبي" المغلق عند الجدار الشرقى للمسجد عملا إجراميا عابرا من قبيل الصدفة، ولكنه يأتى من منطلق خرافة يهودية قديمة وهى أن النبى المخلص المنتظر الذى يأتى فى آخر الزمان لكى يدمر كل أعداء اليهود ويحكم العالم ويقيم مملكة اليهود فى فلسطين سيدخل من هذا الباب.

ويعتبر المستوطنون اليهود أن إطلاق الطائرة أمس بالقرب من باب "الرحمة" يعد رسالة قوية إلى يهود العالم أجمع بأن ظهور المخلص المنتظر قد اقترب وأنه سيتم فتح الباب قريبا لدخول هذا النبى الذى يؤيده الله بالقوة الروحية والمادية فكما أنه نبى فإنه سيكون أيضا رجل حروب يقاتل الأعداء وينتصر عليهم، وذلك حسب معتقداتهم.

ويرى خالد الحسينى نائب رئيس هيئة مرابطى القدس، خلال حديثه مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله، أن ممارسات المستوطنين اليهود بالمسجد الأقصى وبخاصة إطلاق الطائرات فوق المسجد بالقرب من باب الرحمة تأتى من منطلق اعتقادهم بأن النبى المخلص سوف يدخل من هذا الباب وأن هذه اللحظة قد اقتربت، مشيرا إلى أنهم يبتكرون كل يوم وسيلة جديدة لتهويد الأقصى والمدينة بأكملها.

ومن جانبه، أكد محمد الصادق مدير مركز إعلام القدس أن أى شخص غير المستوطنين يتواجد فى منطقة باب الرحمة يتم اعتقاله فورا، فهى عند اليهود منطقة مقدسة، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التى يتم فيها إطلاق طائرة فوق المسجد الأقصى ولكنها المرة الرابعة وهذا التصرف يحمل فى طياته خرافة يهودية باقتراب دخول النبى المخلص من هذا الباب، حيث تم قبل ذلك إطلاق طائرات صغيرة وكان أولها من منطقة باب الرحمة أيضا، الثانية من منطقة حائط البراق والثالثة من منطقة القصور الأموية.

ومخلص اليهود المنتظر كما يعتقدون هو ملك من نسل داوود سيأتى ليعدل مسار التاريخ اليهودى والبشرى، فينهى عذاب اليهود ويأتيهم بالخلاص ويجمع شتات المنفيين ويعود بهم إلى صهيون ويحطم أعداء إسرائيل، ويتخذ أورشليم (القدس) عاصمة له، ويعيد بناء الهيكل، ويحكم بالشريعتين المكتوبة والشفوية اليهودية (التوراة والتلمود)، ويعيد كل مؤسسات اليهود القديمة.

ويستمد اليهود ذلك الإيمان من بعض النصوص الموجودة فى التوراة وتتحدث عن قدوم ذلك المخلص الذى سيأتى فى آخر الزمان وتتحدث تلك النصوص عن صفته وعن الأرض التى سيخرج منها وعن وصف قومه وأمته وخصائص دعوته.

أما باب الرحمة، فهو باب عظيم مغلق فى الجدار الشرقى للمسجد الأقصى المبارك، ويمثل جزءا من السور الشرقى للبلدة القديمة، يبلغ ارتفاعه 5ر11 متر، وهو مكون من بوابتين "الرحمة" جنوبا و"التوبة" شمالا ويقع إلى الشرق من الباب خارج السور مقبرة "باب الرحمة" التى تضم قبرى الصحابيين شداد بن اوس وعبادة بن الصامت رضى الله عنهما وبها قبور شهداء مجزرة الأقصى وفى الغالب أنه تم إغلاق الباب على يد السلطان صلاح الدين الأيوبى بعد تحرير القدس بهدف حماية المدينة والمسجد من أى غزو محتمل.

وكانت أولى الاعتداءات على باب الرحمة عام 1869 حيث قام المستكشف وارين بحفر نفقا رأسيا خارج الباب الذهبى فى مقبرة الرحمة، كان عمق الحفر ثمانية أمتار فوجد تربة طينية ثم تربة صخرية واخترق أحد القبور الصخرية أيضاً.

وفى حرب 1967، حاول موشـيه ديان فتح الباب إلا أنه فشل، فقامت دائرة الأوقاف ولجنة إعمار الأقصى فـى السبعينيات بترميمه ومـد الكهربـاء له، وقد أعمرت الباب والقاعة لجنة التراث الإسلامى واتخذتها مقرا لأنشطتها الدعوية داخل الأقصى منذ عام 1992، حتى جرت محاولة اقتحام له تم إحباطها فى عام 2002، عندما حاول صهيونى فتح قبر المولوية الملاصق للباب من الخارج، وحفر نفق تحته ينفذ إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، وقامت سلطات الاحتلال الصهيونى بحل اللجنة عام 2003.

واستكمالا لفرض الطابع اليهودى على الباب والمقبرة، قامت قوات الاحتلال فى عام 2005 بإعلان المنطقة متنزه عام وصادرت فى منتصف عام 2008 أكثر من 800 متر مربع من أراضى مقبرة باب الرحمة، وفى 29 مايو 2007 أصدر آفى ديختر وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى قرارا بمنع المقدسيين من دفن موتاهم فى جزء من مقبرة باب الرحمة بزعم أن المسلمين قد استولوا على هذا الجزء، وأقاموا عليه مقبرة بينما هو فى الأصل حديقة قومية.

وفى 16 يوليو 2008، أدخلت إسرائيل عددا من الجرافات إلى المقبرة ودمرت عددا من القبور، وغطت معظم المكان بالرمل الأحمر، وكانت هى خطوة أولى فى مشروعٍ يهدف لتحويل المقبرة إلى حديقة عامة، وإقامة تلفريك يربط بينها وبين جبل الزيتون، لتكون بوابة للقادمين من التجمعات الاستيطانية الهائلة شرق المدينة فى مستوطنة "معاليه أدوميم" ومحيطها.

هذا هو باب الرحمة يخضع اليوم إلى أكبر حملة تدميرية تهويدية شرسة تنهش حجارته وتنهش مقبرته كى تحوله إلى باب يدخل منه النبى المخلص وتحقق به عقائد وأهداف صهيونية مخترعة، وهو ما يدل على أن الاحتلال يقوم كل يوم باختراع أساليب جديدة ومبتكرة يهدف من وراءها تهويد معالم القدس.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة