الصراع بين روسيا وأمريكا على أسعار البترول يهدد الخليج بركود اقتصادى.. أزمة النفط ستؤثر على المساعدات العربية لمصر وتزيد ضغط الشركات الأجنبية على الحكومة

الجمعة، 19 ديسمبر 2014 11:57 ص
الصراع بين روسيا وأمريكا على أسعار البترول يهدد الخليج بركود اقتصادى.. أزمة النفط ستؤثر على المساعدات العربية لمصر وتزيد ضغط الشركات الأجنبية على الحكومة محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار
تحقيق : محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

تصاعدت أزمة تراجع أسعار البترول فى الأيام الأخيرة بشكل أصاب جميع أسواق المال فى المنطقة العربية بخسائر فادحة، وتبعها السوق المصرية على الرغم من أن مصر دولة مستوردة وليست مصدرة.

وأكدت دراسة أعدها محسن عادل، نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، أن الدول المستوردة للنفط تستفيد من أى تراجع فى أسعار النفط من خلال خفض تكلفة استيراد النفط ومشتقاته التى تستخدم أساسا فى مدخلات الإنتاج، وبالتالى فإن الحكومة لديها فرصة لخفض العجز فى موازنتها، فى حين أن المنتجين يمكن أن يقدموا منتجاتهم بأسعار أقل، ومن ثم تخفيف الضغوط التضخمية، وبالنسبة لمصر فإن الانخفاض الأخير فى أسعار النفط يأتى فى صالح الحكومة فى خضم سعيها لخفض العجز فى الموازنة العامة وعجز الميزان التجارى.

وأضافت الدراسة، أن مصر كانت من أحد مصدرى النفط حتى وقت قريب، وفى عام 2010 أصبحت مصر مستورد صافٍ للطاقة منذ ذلك الحين، فيما تستهلك مصر حوالى %20 من النفط و%40 من الغاز الطبيعى على مستوى القارة الأفريقية فى عام 2013، وذلك حسب تقرير صادر من وكالة الطاقة الأمريكية، وذلك فى ظل تزايد الاستهلاك على منتجات الطاقة بشكل مطّرد على مدى عقد كامل، وارتفاع استهلاك الطاقة بمعدل سنوى قدره %5 منذ عام 2000 لتصبح مصر أكبر مستهلك للنفط والغاز الطبيعى فى أفريقيا.

وأرجعت الدراسة الأسباب الرئيسية وراء الارتفاع إلى تزايد معدلات التنمية الصناعية ومشاريع الطاقة المكثفة الغاز واستخراج النفط، والنمو المستمر فى شراء السيارات بجانب معدل النمو السكانى السريع.

كذلك، فإن سياسة الدعم السخى للطاقة التى اعتمدتها الحكومة أسهمت فى ارتفاع مستوى الاستهلاك، لهذا فإن انخفاض أسعار النفط من الممكن أن نلاحظه كميزة بالنسبة للميزان التجارى المصرى، لكن تراجع أسعار النفط يزيد بعض المخاوف بأن دول الخليج الغنية قد توقف دعمها السخى إلى مصر، إذ إن %90 من إيرادات دول الخليج تأتى من النفط الخام، فيما تشير تقارير إلى أن استمرار انخفاض أسعار النفط فى عام 2015 قد يؤثر سلبا على المساعدات الخليجية إلى مصر.

وكشفت الدراسة عن أن المخاوف الأخرى تتضمن ضغط الشركات الأجنبية العاملة فى مصر فى قطاع الطاقة، بعد أن انخفضت أرباحها فى الآونة الأخيرة، ما قد يدفعها إلى الضغط على الحكومة المصرية، والمطالبة بمستحقاتها المتأخرة.

ابار بترول
ابار بترول

إلا أن الدراسة أشارت إلى أن مصر سوف تحقق استفادة كبيرة من وراء انخفاض أسعار النفط الخام فى الأسواق العالمية، حيث إن مصر تعتبر من الدول المستوردة للبترول بسبب وجود فجوة بين الاستهلاك والإنتاج الذى لا يكفى لحاجة الاستهلاك فى السوق المحلية، وهو ما يضطر الحكومة إلى شراء حصة الشريك الأجنبى، علاوة على شراء كميات من البترول الخام من دولة الكويت لتوفير المنتجات البترولية من خلال استغلال معامل التكرير فى مصر مؤكدة أن المحصلة النهائية لانخفاض أسعار النفط فى الأسواق العالمية على مصر هى محصلة إيجابية، لأنها سوف تؤدى إلى انخفاض فاتورة الاستيراد وانخفاض العجز فى ميزان مدفوعات وزارة البترول.

وقالت الدراسة، إن السؤال الأهم هنا هو : كيف يمكن أن تستجيب منظمة «أوبك»؟ فالدول المنتجة للنفط لم تخفض من حجم تصديرها إلى الآن، وهناك حجم فائض من النفط فى السوق العالمية، ومع كل هذه التغيرات السياسية بالمنطقة قد يبدو بأنه وقت غير مناسب للاستثمار فى النفط، خاصة بعد أن واجهت أسهم شركات الغاز والنفط تضخمًا بعد انخفاض الأسعار، ولكن وكما يعلم معظم المستثمرين، يمكن أن تشكل اللحظة التى يهرب فيها غيرك فرصة مثالية لصفقة مربحة.

وأشارت الدراسة إلى أن منطقة اليورو يمكنها بفضل تراجع أسعار النفط أن تستفيد من الأثر الإيجابى لتراجع اليورو على صادراتها من دون أن تتأثر بسبب ارتفاع أسعار الواردات، وأن تأمل كسب نصف نقطة فى إجمالى ناتجها الداخلى خلال سنتين، حيث يشير معهد كو- ركومنس إلى انخفاض فاتورة الطاقة الفرنسية بخمسة مليارات يورو على الأقل خلال 2014، موضحة أن «الصناعة هى الرابح الرئيسى، ويتوقع أن تكسب مليارى يورو، أى أكثر من التسهيلات الضريبية من أجل تشجيع تنافسية التوظيف»، التى تعتمدها الحكومة الفرنسية أساساً للإنعاش الاقتصادى ويقدر «إى بى إن امرو» أن ما ستكسبه الدول المستوردة سيرفع نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى بمعدل %0,7 وكتبت وكالة ستاندرد آند بورز فى تقرير، أن «التراجع الأخير فى سعر المحروقات، وفى حال استمراره لفترة طويلة، سيكون له تأثير كبير» ويقول مصرف «إتش إس بى سى»، إن نصف الدول الناشئة ستتأثر سلباً بتراجع أسعار النفط.

وأضافت أن البرازيل استثمرت بكثافة فى المنشآت والبنى التحتية النفطية التى سيكون من الصعب عليها استعادتها، كما حددت روسيا ميزانيتها على أساس سعر 100 دولار للبرميل مقابل 56 دولارًا سعر إقفال فى السوق الأمريكية، إلا أن «التراجع الكبير فى سعر الروبل سيخفف الضغوط على الميزانية» وتبدو المؤشرات كلها سلبية فى فنزويلا التى تعانى أساسا اختناقا ماليا، ويشكل النفط %96 من مصادرها من العملة الصعبة. وأكدت الدراسة أن تراجع النفط يؤثر على استخراج الوقود الصخرى فى الولايات المتحدة الذى يحتاج لاستثمارات ضخمة للحفاظ على وتيرة الإنتاج.

وقالت الدراسة إنه فى الوقت الحالى، بدأت تطرأ العديد من التغيرات بعد انخفاض أسعار النفط، فقد خفضت الدول المستهلكة حجم إنفاقها على واردات الخام، وتسارع استخدام بدائل الوقود التقليدى لخفض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وكل هذه الإجراءات تزيد من الشعور بوضوح أن هناك فصلاً جديداً يتم تسطيره بتاريخ أسواق النفط، وسط عزوف «أوبك» عن التدخل لكبح الإنتاج من أجل دعم الأسعار مع توقعات بأن النفط سوف يحوم حول النطاق من 60 إلى 50 دولاراً للبرميل لعدة أشهر أو لعام وربما لعقد من الزمن.

وبنظرة مختلفة أوضحت الدراسة أنه يتسبب استمرار هبوط أسعار النفط فى وضع التضخم قيد المراقبة مما يقلل من الضغوط على الاحتياطى الفيدرالى للبدء فى رفع معدل الفائدة خوفاً من وقوع الاقتصاد تحت وطأة الانكماش والركود، كما أن لهذا الانخفاض عواقب سلبية على ولايات أمريكية غنية بالنفط مثل «داكوتا الشمالية» و«تكساس» و«ألاسكا»، وهو ما يعنى تقليل الوظائف وانخفاض إيرادات الضرائب وتراجع النشاط الاقتصادى، كما لوحظ تتبع أسواق الأسهم لحركة النفط بفعل شركات قطاع الطاقة، وطالما كان للنفط أبعاد سياسية وهيمنة لبعض الدول على الأسواق العالمية لقوة إنتاجها، مع تعرض البعض الآخر لأزمة تمويل طاحنة لاعتماد موازناتها على إيرادات النفط مثل ليبيا ونيجيريا وفنزويلا والإكواداور وإيران، وحتى الولايات المتحدة التى توقعت إيرادات كبيرة من النفط الصخرى. أما روسيا، فلم تكن بمنأى عن هذه الأحداث، فقد عانت من انخفاض أسعار النفط، ولاسيما بعد تزايد العقوبات التى فرضتها أمريكا وأوروبا على موسكو لتدخلها فى الشأن الأوكرانى، مما تسبب فى انهيار واسع النطاق للعملة الروسية «روبل» ليكلف اقتصادها خسائر سنوية تتراوح بين 130 و140 مليار دولار، مما أثار احتمالية تعثر البلاد فى الوفاء بالتزاماتها المالية.

pdf19122014








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر بدر

اللهم اهلك الظالمين بالظالمين

أمين

عدد الردود 0

بواسطة:

ثابت هاشم

الظالمون يتساقطون .... وربنا يستر

فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل الشاطر فرج

هل مازالت مصر متمسكه بفكرة استبدال البترول بالفحم ؟

هل

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم

قناة السوس الجديدة وشها حلو .. هنحولها لحمام سباحة

قناة السوس الجديدة وشها حلو .. هنحولها لحمام سباحة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

يافتايين لو الموضوع فيه خطر كانت اوبك اتحركت

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال القدس المحتله

المشكله ان اغلب الناس ما بتفكر بالمستقبل وبتكتفي بما لديها

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد قابيل

قناة السويس الجديدة هي الخير لمصر على المدى البعيد ، وانكماش التجارة العالميه الآن حادث عرضي

تحيا مصر ،،،،، تحيا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

يحي رضا

الى رقم 3 ، لا أعتقد تخلي المسئولين عن استخدام الفحم .... كدة السبوبه هاتروح ؛ بزنس بزنس

بزنس بزنس

عدد الردود 0

بواسطة:

هاله شريف

للأسف ...قناة السويس الجديدة قامت على فكره اساسية هو ازدهار حركة التجاره العالمية في البترول

إيه الحل ,هل ضاع المال والمجهود هباء ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمشاوي

يكفينا فخرا رفع 156 مليون طن رمل في السويس الجديده حتي الأن لسه الأسماعيبيه و بور سعيد

.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة