ديفيد مايكل يكتب: عندما تنتصر الرواية للمرأة فى زمن التحرش

الخميس، 18 ديسمبر 2014 05:08 م
ديفيد مايكل يكتب: عندما تنتصر الرواية للمرأة فى زمن التحرش سيدات بأوروبا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى السنوات الأخيرة امتلأت الصحف بأخبار عن حوادث التحرش والاعتداء البدنى والنفسى على المرأة، وفى كل يوم والآخر نسمع عن فتاة أو سيدة يتم الاعتداء عليها فى أماكن العمل أو المدارس والجامعات، وفى الأسبوع الماضى سمعنا عن فتاة قفزت فى النيل وغرقت محاولة منها لإنقاذ نفسها من متحرش أراد أن يفتك بها ورأت فى الغرق هوانا على أن يتم التحرش بها.

تأتى هذه الأحداث المشينة فى نفس الوقت الذى نسمع فيه أصوات ضالة تحقر من شأن المرأة وتضعها فى صندوق ضيق يحد من قدرتها على الابتكار والنجاح والمساهمة فى بناء المجتمع تماما مثل الرجل. ويرى هؤلاء أن المرأه خلقت لتكون خادمة للرجل فقط دون أى مساهمة منها فى اتخاذ القرار.

وأثناء تلك الهوجة الشنعاء على المرأة قرأت رواية جديدة طرحت حديثا فى السوق عنوانها "امرأة غير قابلة للكسر" للكاتب محمد رفعت. وما لفت نظرى إلى هذه الرواية هو أنها تحدت الثوابت السلبية التى رسمها المجتمع عن المرأة من أنها مخلوق ضعيف غير ذكى لا يتحمل المسئولية ولا يمكنه بأى شكل أن يتخذ قرار دون الرجوع أو الاستعانة بالرجل.

الرواية تتحدث عن سيدة اسمها "شاهيناز" تمردت عى واقعها العقيم الذى لم يكن فيه أى إبداع، واقع كانت هى فيه عبارة عن أداة فى يد الظروف السيئة التى وجدت نفسها مع أسرتها محبوسة فيه. فقررت أن تغير الواقع الذى تعيش فيه عن طريق تغيير الظروف التى ألقتها فى هذا الواقع من البداية.

هذه السيدة بطله الرواية لم تر فى نفسها سيدة "مكسورة الجناح"، كما قد يتصورها المجتمع خصوصا بعد تخلى زوجها عنها ومعها ثلاثه بنات اضطرت أن تتحمل مسئولية تربيتهم وتعليمهم.

ما شدنى أكثر إلى الرواية هو واقعيتها وملامستها للمجتمع المصرى المعاصر، حيث تسرد مكونات نفسية واجتماعية اكتسبها المجتمع المصرى فى خلال العقود الأخيرة جعلت مثلا تعامل الأفراد مع بعضهم البعض يغلب عليه طابع المصلحة والندية، وليست روح المجتمع كما كنا عليه فى الخمسينات. وفى خلال تسليط الضوء على المرأة المصرية فى الرواية، نجد الرواية تتحدث أيضا عن المراءة الأجنبية ذات الجذور المصرية وكيف تفكر المرأة الغربية مقارنة بالمرأه الشرقية وطريقه تعاملها مع الرجل الشرقى.

وكما ذكرت فإن الرواية وإن كانت تظهر الملامح الإيجابية من شخصية المرأة فى صورة البطلة "شاهياز" وبناتها الثلاثة اللاتى أصبحن ناجحات فى حياتهن العملية والشخصية، إلا أنها أيضا أبرزت بعض الملامح السلبية فى بعض السيدات التى قد تكون نتيجة تراكمات اجتماعية وأسرية، ولكنها فى النهاية تثبت أننا بشر وغير كاملين، ولكن علينا التغلب على السلبيات وإن لم نستطع أن نحولها إلى إيجابيات، علينا على الأقل أن لا نترك السلبيات فى حياتنا تعوقنا عن النجاح وتحقيق الأحلام.

ليس هدفى من هذه المقالة تقمص دور الناقد الأدبى ولكنى أردت توجيه رسالة للمرأة المصرية العظيمة من خلال هذه الرواية، إنها صاحبة إرادة وعزيمة مثل الحديد، ويجب تسخير تلك الإرادة فى الإسهام بتنمية مجتمعها ومحيطها والتأثير فيه، وكما أن المرأة المصرية قد تبذل المستحيل فى سبيل منع أى شخص من أن يسلبها شرفها وكرامتها، كذلك يجب عليها أيضا أن تجاهد من منع أى شخص أو ظرف مهما كان أن يسلبها إرادته.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة