انتشار فيروس الحصبة يهدد حياة التلاميذ بسبب إهمال الصحة والمدارس..الالتهاب الرئوى والسحائى من مضاعفاته وخطره قد يصل إلى الوفاة

الخميس، 18 ديسمبر 2014 10:32 ص
انتشار فيروس الحصبة يهدد حياة التلاميذ بسبب إهمال الصحة والمدارس..الالتهاب الرئوى والسحائى من مضاعفاته وخطره قد يصل إلى الوفاة فيروس الحصبة ينتشر بين التلاميذ
تحقيق: مروة محمود الياس " نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزحف لا يزال مستمرا لفيروس الحصبة الذى ضرب مناطق بعينها فى مصر ولا يستبعد زحفه لأخرى، سيوة ومطروح وغيرهما لم تسلم من المرض، وهذا أثار رعب المصريين، حتى إن الأسر توقفت عن إرسال أطفالها إلى المدارس، خوفا من الفيروس الذى أدى لوفاة بعض الحالات المصابة بعد تدهورها.

والإهمال الدائم من الأسرة والمدرسة والمستشفيات والمؤسسات الصحية أساس انتشار أى مرض يمكن تحجيمه فى بداية ظهوره، لذلك ترصد «اليوم السابع» فى هذا التقرير ما يجب معرفته عن فيروس الحصبة وطرق انتقاله وكيفية تجنبه وعلاجه وأسباب تدهور الحالات المصابة.

فى البداية يرى الدكتور محمد عبدالفتاح، أخصائى رعاية الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعى للأطفال، أن أهم خطوات الوقاية هو عدم إهمال تطعيم الأطفال فى عمر الـ9 أشهر كتطعيم أولى، ويدعم فى عمر الـ15 شهرا كى يصبح للطفل القدرة على الوقاية التامة من المرض، وقد يكون الأطفال دون الشهر التاسع عرضة للإصابة، كما حدث فى الآونة الأخيرة، ويجب على الأمهات فى هذه المرحلة وقاية الطفل من الإصابة بالعدوى من الأقرباء أو الأطفال الآخرين، مع اتباع إجراءات الوقاية والنظافة الشخصية لها ولكل من يتعامل بشكل مباشر مع الطفل، ومراعاة ضبط درجة حرارة الطفل لدى مختص، وإذا لاحظت الأم أية تغييرات فى درجة حرارته أو ظهور بثور فعليها عرضه على الطبيب، وإذا ثبتت الإصابة فعليها أن تعزله عزلا جيدا، خاصة عن مرضى الأنفلونزا أو أى مرض آخر، لأنه ضعيف المناعة فى هذا الوقت، كما يجب عليها المتابعة الجيدة حتى ينتهى الفيروس فى أقل من عشرة أيام.

وأوضح د.«محمد» أن التطعيم متوافر، ويسهل الحصول عليه من منافذ وزارة الصحة، وهو من التطعيمات الإجبارية ويكون لزاما فى العمر المناسب للتطعيم، كما يصلح لكل الأعمار، ما دام المريض لم يصب من قبل بالفيروس، حتى كبار السن يمكنهم تعاطيه فى حالات الخوف من الإصابة ما دام لم يصابوا بالمرض سلفا.

وحذر أخصائى الأطفال من تطعيم بعض الفئات لخطورته على حياتهم، وهم الحوامل لضعف مناعتهن وإمكانية تعرض الأم والجنين للوفاة بسبب عدم قدرة الجسم على تكوين أجسام مضادة للفيروس والأطفال المصابون بأمراض المناعة والمرضى بضعف المناعة ومن يعانون من عيب خلقى فى المناعة ومرضى الإيدز.

وأوضح أخصائى الأطفال وجود اتجاهات عالمية تؤكد أهمية تكرار تعاطى التطعيم ضد الحصبة، ناصحا بتعاطى جرعة عند سن العاشرة لتنشيط الأجسام المضادة التى تم تكوينها فى الماضى ولمزيد من الوقاية من المرض عند الكبر.

ولفت د.«محمد» إلى أن التطعيم إجبارى وحتمى وفى مواعيد محددة، وهناك حالات طارئة يكون تكرار التطعيم فيها حتميا، مثل التعامل المباشر مع الحالات المصابة، أو فى التواجد فى مكان موبوء تكررت بها الإصابة، حيث يجب تكرار تطعيم المدرسين والأطباء وغيرهم، وعلى من تخطى موعد تطعيم طفله فى عمر الـ9 أشهر ألا يقلق كثيرا، فيمكنه تطعيمه قبل إتمامه العام، فقد يكون الطفل حينها اكتسب مناعة طبيعية وزاد تحمله للتطعيم، كما يمكن لمن فاته التطعيم فى عمر الـ15 شهرا أن يطعم طفله حتى عمر الـ18 شهرا، لكن دون إهمال متعمد، فبعد هذه المرحلة يصبح الطفل عرضة للإصابة بنسب عالية جدا.

وشدد د.«محمد» على ضرورة اهتمام كل فرد بالأسرة بالوقاية من الفيروس، فالإهمال يزيد انتشاره كما يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية واستخدام المطهرات فى المنزل والمدرسة، ومنع التلامس بين الأطفال وأفراد الأسرة، والعزل الجيد للمرضى والاهتمام بالكشف المبكر فى حالة ملاحظة الأعراض وسرعة عمل الإسعاف الأولى، وكذلك الاهتمام بالتهوية الجيدة فى المنزل والفصل، والتعقيم المستمر لكل الأماكن التى يشترك فى ارتيادها الكثيرون، مثل أدوار السينما والنوادى والكافيهات والمدارس والحضانات وحمامات السباحة والحمامات العامة وحمامات المدرسة والمنزل، وكذلك فصل الأدوات الشخصية داخل المنزل الواحد، ليصبح لكل فرد أدواته، وماكينة حلاقته ومشطه، ومقلم أظافره، كلها إجراءات وقائية حتمية لتحجيم انتقال العدوى بالفيروس.

والإجراء الوقائى الأمثل فى حالات الإصابة يتمثل فى عزلها التام عن الأصحاء، داخل المنزل وخارجه، وفى نفس الاتجاه وبالتزامن مع عزل المرضى، يتم الحفاظ على الطفل السليم بعيدا عن التعرض لأماكن العدوى، واحتمالات العدوى من الأشخاص المرضى، فإذا مرض صديق طفلك فى المدرسة، امنع طفلك السليم من الاختلاط به. ومن أشد مضاعفات الحصبة – يقول د. محمد–إنها قد تؤدى فى حالة إهمال العلاج إلى الإصابة بالالتهاب الرئوى والسحائى، مشددا على ضرورة نقل الحامل بمجرد الاشتباه فى إصابتها لسرعة إسعافها، وكذلك كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة يتعاطون لها دواء مستمرا.

أما المرضى من الأطفال والشباب أو أى فئة عمرية أصيبت بالمرض، فقد تتعرض للشعور بالاختناق أو انقطاع النفس أو حدوث تشنجات حرارية عالية الخطورة، أو ارتفاع غير عادى لا ينقطع لدرجة حرارة الجسم، أو أى أعراض غير طبيعية أخرى يشكو منها المريض ولا يمكن العزل من إيقافها، فعليها الذهاب فورا للمستشفى، حيث يكون المريض عرضة للوفاة أو الإصابة على أقل تقدير بمشكلات مرضية بالمخ أو تأثر عضلة القلب، والتى سيطر عليها تعاطيه مضادات فيروسية جاهزة فى المستشفى عند إسعافه وإخفاض درجة حرارته بكل الطرق.

والأعراض كما يذكرها إخصائى رعاية الأطفال، هى الإصابة بالسعال والعطس والهذيان وفقدان الشعور بالجوع ونبذ الطعام، وألم فى الحلق، وارتفاع معدلات حرارة الجسم لما فوق الـ40 مع أحمرار بياض العين تماما، وبالتأكيد ظهور حبوب حمراء على سطح الجلد.

هل الحصبة وباء؟
لا ليست وباء، بل هو مرض فى أكثر فترات انتشاره نشاطا، فالفيروس قوى وغير سهل التخلص منه سوى بالوقاية، ولكن ليس معناه أنه أصبح وباء.

وفى السياق نفسه، يوضح الدكتور محمد المنيسى، استشارى الجهاز الهضمى والكبد وعضو الجمعية الملكية البريطانية لأمراض الباطنة، أن فيروس الحصبة قاس، ينتقل عبر التلامس والرذاذ والتعامل مع الحالات المصابة وعدم الاهتمام بإجراءات العزل السليمة، وقد يؤدى للوفاة نتيجة تطور مضاعفاته لدى بعض الأشخاص ضعفاء المناعة، وحسب درجة استجابة أجسامهم للمضاعفات التى منها الالتهاب الرئوى، والسحائى.

وأشار استشارى الباطنة إلى أن حالات الوفاة جراء الإصابات الأخيرة بالفيروس محتمل، بسبب الإهمال، ففى مراحل التطور العالية للفيروس ومضاعفاته القوية وعدم القدرة على تجنبها تصبح الإصابة بالالتهاب الرئوى عالية جدا، فضلا على الالتهاب السحائى المخى، الذى يصيب قشرة المخ، وهى أخطر مضاعفاته على الإطلاق، وقد تؤدى هذه المضاعفات للوفاة، مشددا على ضرورة وصول التطعيمات والاهتمام بها فى الأماكن النائية مثل سيوة ومطروح، وقال: إن الحالات التى توفيت بسبب الإصابة دليل على إهمال التطعيمات والتعامل الجاد مع الفيروس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة