أبو بكر الديب يكتب: عيد العلم وهجرة العقول!

احتفلت مصر منذ أيام بعيد العلم، وخلال هذه الاحتفالات غابت مشكلات العلم والبحث العلمى فى مصر، ومن أهم هذه المشكلات هجرة العقول المصرية إلى الخارج والتى أصبحت مسلسلاً مستمرًا، وتحول الأمر إلى ظاهرة تدق أجراس الخطر وتثير تساؤلاً مهمًا وهو إلى أى مدى تظل مصر تعلم وتربى وفى النهاية يهجرها أبناؤها؟.. وما الأسباب التى تدفع هذه العقول النابغة والشباب العبقرى إلى الهجرة؟.

الدراسات والأبحاث تشير إلى وجود أكثر من 844 ألف شاب منهم 450 ألف كفاءة وعبقرية علمية فى كل المجالات البحثية العلمية.. وهجرتهم تتسبب فى خسارة مصر لأكثر من 54 مليار دولار سنويًا فى الوقت الذى تحتاجها مصر وتقترضها للأسف الشديد من الخارج مرة أخرى.

وأكدت دراسة صدرت مؤخرًا عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى أن هناك 54 ألف عالم وخبير مصرى فى الخارج يعملون فى مختلف التخصصات العلمية من بينهم 11 ألفًا فى تخصصات نادرة و94 عالمًا فى الهندسة النووية و36 فى الطبيعة الذرية و98 فى الأحياء الدقيقة و193 فى الإلكترونيات والحاسبات والاتصالات.

وتبين الإحصاءات أن أمريكا تحظى بالنصيب الأكبر من الكفاءات والعقول المصرية المهاجرة بنسبة 39% تليها كندا بنسبة 13.3% وإسبانيا فى المؤخرة بنسبة 1.5%.

وتؤكد الإحصائيات ذاتها أن عدد العلماء المصريين بالخارج من ذوى التخصصات النادرة يقدرون بنحو 618 عالمًا منهم 94 عالمًا فى الهندسة النووية و26 فى الفيزياء الذرية و48 فى الكيمياء و25 فى الفلك والفضاء و48 فى البيولوجى والميكروبيولوجى و46 فى استخدامات الأشعة السريمية و22 فى الجيولوجيا وطبيعة الزلازل و67 فى المؤثرات الميكانيكية و66 فى الكبارى والسدود و93 فى الإلكترونيات و72 فى استخدامات الليزر و31 فى تكنولوجيا النسيج.

أخطر وأهم المجالات وأحدثها فى نفس الوقت والذى شهد هجرة مكثفة للعقول قطاع تكنولوجيا المعلومات وقطاع الاتصالات، واستطاعت الهند التى كنا نعتبرها متخلفة التفوق فى هذا المجال بفضل استقطاب العقول.