فيما شيع المئات من أهالى جثمان الصياد الأخير بمحافظة السويس، فى ساعة مبكرة من اليوم الاثنين، ليكتمل عدد الذين تم تشييعهم لـ13، 12 منهم بالدقهلية وآخر بالسويس.
وخرجت الجنازات من ثلاثة مساجد بالمدينة، حيث خرجت 5 جثامين من مسجد الهداية بوسط البلد، وأربعة جثث من مسجد محمد الريس وثلاثة من مسجد العقبيين، وبمجرد نزول النعوش من سيارات الإسعاف سقط العشرات من الأهالى مغشيا عليهم، بعد مشاهدتهم لجثث ذويهم.
وتجمع المشيعون بعد الانتهاء من صلاة الجنازة داخل شارع سعد زغلول أحد شوارع المدينة الرئيسية ورددوا هتافات "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله" و"حسبنا الله ونعم الوكيل"، فيما شهدت الجنازة حضورا كبيرا من كل الأعمار السنية بالمدينة بالإضافة إلى النساء.
وقام الأهالى بقطع طريق المطرية المنصورة، وذلك عقب الانتهاء من تشييع جثامين 12 صيادا لقوا مصرعهم فى حادث غرق مركب الصيد بدر الإسلام بالبحر الأحمر، بعد أن صدمته سفينة شحن بضائع، مما أدى إلى وفاة 13 وإصابة 13 آخرين وفقدان 15 صيادا كانوا على متن المركب للمطالبة بحقوقهم.
ومنع الأهالى دخول أو خروج أى سيارات للمدينة، وذلك للمطالبة بحقوق الصيادين الذين لقوا مصرعهم، وللمطالبة بإعادة بحيرة المنزلة إلى سابق عهدها من أجل عودة الصيادين لها بدلا من المخاطر التى يتعرضون لها بالبحر الأحمر. وعلى الفور انتقلت القيادات الأمنية والتنفيذية بالمدينة إلى الأهالى فى محاولة لإقناعهم بإعادة فتح الطريق مرة أخرى، ووصلت بعض التعزيزات الأمنية إلى مكان الغلق تحسبا لأى تطورات بالموقف.
فيما تابع اللواء عمر الشوادفى محافظ الدقهلية، تطورات حادث غرق مركب الصيد (بدر الإسلام) التى كانت تقل (40) صياداً من مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، والذى غرق أمام (مدينة الطور) صباح اليوم، وقام بإجراء اتصالات هاتفية لمتابعة الموقف مع محافظ البحر الأحمر، وذلك لسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة بشأن حالات الوفاة، وكذا متابعة الحالة الصحية للمصابين فى مستشفى الطور.
وأكد المحافظ فى تصريحات خاصة، متابعته للموقف حتى وصول جثامين المتوفين وانتهاء إجراءات الدفن لهم فى مسقط رأسهم بمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية.
وأشار المحافظ إلى أنه تم التوجيه لوكيل وزارة الشئون الاجتماعية ورئيس مدينة المطرية لسرعة اتخاذ وإنهاء الإجراءات اللازمة لصرف المستحقات المالية لأسر المتوفين.
صرح طه الشريدى، رئيس مجلس إدارة نقابة الصيادين بالمطرية، بأن ما يشهده صيادو المطرية من حوادث متكررة وغرق ووفاة وإصابات، بالإضافة إلى القبض عليهم من قبل خفر السواحل بسبب دخولهم للمياه الإقليمية لبعض الدول واحتجازهم وتغريمهم أموالا طائلة، هو نتيجة لما يحدث فى بحيرة المنزلة من تعديات وبلطجة وفرض سيطرة، مما تسبب فى هروب وعزوف الصيادين إلى أماكن أخرى للبحث عن الرزق بعد أن ضاقت كل السبل للصيادين داخل البحيرة.
وأضاف أن هذا دفعهم إلى الاتجاه إلى مياه البحر المتوسط بحثا عن الرزق لتلبية احتياجاتهم منه، فيما أشار فتحى جلال أحد أعضاء مجلس إدارة نقابة الصيادين، أن الحزن والسواد لا يغيب عن مدينة المطرية، فهناك حادث للصيادين كل شهرين أو ثلاثة على الأكثر، وذلك نتيجة دخولهم فى عمليات الصيد داخل البحر الأحمر بعدما فقدوا الرزق داخل البحيرة، وطالب المسئولين بالتدخل وإعادة السيطرة على البحيرة وفتح أبواب الرزق فيه مرة أخرى بدلا من يخرج شباب المدينة إلى البحر ويعودوا جثثا لذويهم.
قررت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى المصرية مضاعفة المساعدات لأسر ضحايا مركب جنوب سيناء، على أن يتم صرف مبلغ 10 آلاف جنيه لأسرة كل حالة وفاة، بدلا من 5 آلاف، وصرف ألفى جنيه للمصاب بدلا من 1000 جنيه. وقالت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه تم تشكيل لجان من الوزارة لمساعدة أسر الضحايا، لافتة إلى أنه سيتم التعرف على احتياجاتهم وبحثها، حيث يوجد حالتا وفاة من السويس و11 حالة وفاة من المنزلة، إضافة إلى وجود 13 مصاباً بمستشفى الطور العام. كان 13 صيادا قد لقوا مصرعهم وأصيب 13 آخرين كانوا على متن مركب صيد بالبحر الأحمر، فى منطقة جبل الزيت بين رأس غارب وطور سيناء، حيث اصطدمت بهم سفينة نقل بضائع بنمية، ووصلت القوات البحرية إلى مكان غرق المركب بدر الإسلام، فى محاولة لإنقاذ الصيادين الغارقين هناك.
سيارة الإسعاف تنقل جثامين الضحايا
الأهالى أثناء انتظار تشييع الجنازة
الأهالى يشيعون الجنازة
دخول الجثامين للمسجد للصلاة عليها
تشييع الجنازة
الأهالى فى انتظار الجثامين
الأهالى يحملون جثمان أحد الضحايا
الأهالى يتجمعون لدفن الضحايا
الأهالى أثناء انتظار الجثامين
