سعد الدين الهلالى

عاجل إلى مؤسسة أخبار اليوم والأزهر الشريف

الأحد، 14 ديسمبر 2014 11:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتعرض مصر لمؤامرة بعض أوصياء الدين من أذناب جماعات الإخوان والسلفيين الذين شوهوا الخطاب الدينى فى مصر منذ مائة عام بالتمام والكمال، وبالتحديد منذ تكوين ما سمى بـ«الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية» سنة 1912م وإنشائها لمساجد خاصة تزعم أنها شرعية ليهجر المصريون مساجدهم إليها فيتم تجنيدهم دينيًا فى تكفير القوانين بعد وصفها بالوضعية وفى تفسيق من يخالفونهم الرأى فى اللحية والنقاب وتسييد النبى صلى الله عليه وسلم فى الأذان وفى الصلاة والحلف بالنبى صلى الله عليه وسلم وزيارة قبور الصالحين، وغير ذلك مما ساغ فيه الخلاف الفقهى إلا أن الأوصياء أوهموا أتباعهم بأن مخالفيهم هلكى فى الآخرة لأخذهم بالرأى الذى وصفوه بالشذوذ أو بالضعف حتى يحكم الأوصياء القبضة على مريديهم، وفى عام 1926م تم تكوين جماعة «أنصار السنة المحمدية» التى سيطرت على أكثر المساجد الأهلية فى مصر لشد أزر رسالة التكفير والتفسق التى بدأتها «الجمعية الشرعية» وزايدت عليها بمصطلح البدعة وضلالتها لتخويف المصريين من الخروج عن عباءتهم، ثم تكونت جماعة «الإخوان المسلمين» سنة 1928م لقيادة المجندين عن طريق «الجمعية الشرعية وأنصار السنة» فى الاستيلاء على حكم مصر بزعم إعادة ما أسموه بالخلافة الإسلامية الضائعة وتحكيم الشريعة الإسلامية المفقودة بحسب التربية المغرضة من الخطاب الدينى فى تلك الكيانات التى نشأت نشازًا لعدم حاجة المصريين إليها والذين أكرمهم الله بالأزهر العامر الذى يمتد فى تاريخهم منذ سنة 975م حصنًا للعلوم الشرعية وحاميًا لاجتهادات الفقهاء بكل مذاهبهم المختلفة ومقدرًا للخلاف الفقهى الذى يراه رحمة بالأمة كما ذهب إلى ذلك عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه وكثير من السلف الصالح، إلا أن تلك الكيانات الثلاثة «الجمعية الشرعية وأنصار السنة والإخوان المسلمون» لم يعجبهم الخطاب الأزهرى العلمى الذى يستوعب المخالف ويتعاون مع الآخر فى القدر المشترك دون احتقار لهذا القدر فى قلته؛ لبناء حضارة الإنسان بروح الدين كما قال تعالى: «ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» «المائدة: 2»، فما كان من تلك الكيانات الطفيلية إلا أن تكتلوا على المصريين وغزوا ببعض عناصرهم مؤسسة الأزهر العريق وابتدعوا خطابًا دينيًا وصائيًا يعتمد على دكتاتورية الرأى الواحد الذى يحقق مقصودهم فى السيطرة على حكم المصريين وإخضاعهم بما أسموه دين الحق، وتحقق لهم مرادهم الأسود سنة 2012 م فاكتشف المصريون حقيقة أمرهم اللعوب بأمر الدين والتجارة به فأسقطوهم فى الثلاثين من يونيو 2013م إلا أنهم كالشياطين يعودون لإغواء المؤمنين من جديد، وسلاحهم الوحيد الذى يغسلون به أيديهم من ارتكاب الكبائر هو الفتنة التى يدركون قول الله فيها: «والفتنة أشد من القتل» «البقرة: 191»، أو «أكبر من القتل» «البقرة: 217».

ومن هذا الباب للفتنة الهالكة خرج المدعو عبدالمعطى عمران الموصوف برئيس تحرير جريدة «اللواء الإسلامى» ليصدر العدد «141» يوم الخميس 11 ديسمبر 2014 م ليشعل فتنة القتل بين المصريين بأكذوبة افتراها على شخصى المتواضع حتى يغسل يديه الآثمتين من دمى الذى يتمنى تصفيته بيد أحد من مريديه بعنوان مغرض فى جريدته يقول: «عندما قتل الاحتقان الدكتور المريب حسن شحاته»، ثم كتب بقلمه الكاذب تحت عنوان «سعد هلالى، يهدم الإسلام» يصفنى بالمريب فى إشارة واضحة بالدعوة إلى قتلى، ويفترى على الأكاذيب ليؤجج احتقان أتباع «الجمعية الشرعية وأنصار السنة والإخوان» الذين لا يعرفون من الإسلام إلا ما يملى عليهم من أمرائهم وأحبارهم فيتهور أحدهم ليفعل بجسدى الفانى ما حدث للدكتور حسن شحاته، فإن حدث فإنى أوصى بتحمله المسؤولية مع سائر المجرمين فى دمى، ولأن الأعمار بيد الله، والموت فى سبيله شهادة تسكن صاحبها مع النبيين والصديقين فيمن أنعم الله عليهم فأهلًا بقضاء الله الذى لا يأتى إلا بخير، ولكن أريد أن أثبت للتاريخ حتى لا يغتر المغلوبون أو المسترسلون بتدليس هذا الفتان والكذاب الأشر الحقائق العلمية التالية ردًا على الأكاذيب المفتراه على خطابى الفقهى البرىء.

«1» أن الشهادة بأن «محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم» ركن وجزء لا يتجزأ مع شهادة التوحيد بـ«لا إله إلا الله» لتحقيق صفة الإسلام الخاتم الموصوف فى قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينًا» «المائدة: 3»، وحسبنا قوله تعالى: «محمد رسول الله» «الفتح: 29»، وحديث الصحيحين - واللفظ لمسلم- عن ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله»، وعند البخارى «إيمان بالله ورسوله». الحديث.

أما القضية التى طرحتها فى الإعلام مؤخرًا فلا تتعلق بشأن المسلمين بالدين الخاتم.
وإنما تتعلق بشأن غيرهم من أهل الكتاب، وكنت أتوقع أن ينتفع بعرضها الفقهى الأمين كل مصرى غيور على بلده مهتم بحربنا ضد الإرهاب ويجد فى بعض أوجهها ما يجمع كلمة المصريين جميعا فى توحيد الله ويستثمره فى التقريب بينهم وبث المحبة والتقارب ونبذ الفرقة والكراهية خاصة أنه حجر الأساس فى كل ما يبذل فى مجال حوار الأديان الذى يتبناه الأزهر الشريف.

إنها قضية فقهية من الطراز الأول حتى ولو تدارسها علماء علم العقيدة أو علم الكلام، فقد تكلمت عنها «الموسوعة الفقهية الكويتية» فى مصطلح «إسلام»، كما تكلمت عنها وسائر كتب الفقه المذهبى فى «تقسيم الديار» إلى «دار إسلام ودار عهد ودار حرب» عند الجمهور، والحنفيون يدخلون «دار العهد» فى «دار الإسلام»، وتناولها بعرض الخلاف الفقهى فيها ابن تيمية ت 728 هـ فى «مجموع الفتاوى»، وجلال الدين السيوطى ت 911 هـ فى «الحاوى للفتاوى»، وابن حجر الهيتمى ت 974 هـ فى «الفتاوى الحديثية»، كما أشار إليها علاء الدين الكاسانى الحنفى الملقب بملك العلماء ت587 هـ فى «بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع» - وكلها كتب فقهية لمن لا يعلم - وتساءلوا بقولهم: «هل يطلق الإسلام على كل دين حق أو يختص بهذه الملة الشريفة»، وذلك على قولين، رجح أكثرهم اختصاص أهل الدين الخاتم باسم الإسلام، وذهب بعضهم ومنهم ابن الصلاح ت643 هـ إلى إطلاق الإسلام على سائر الملل السابقة، وجمع ابن تيمية بين هذين القولين بتقسيم مصطلح الإسلام إلى إطلاقين عام يشمل الملل السابقة وخاص يشمل الأمة الخاتمة، وقد أطال هؤلاء الفقهاء البيان والأدلة لتلك الأقوال الفقهية برحابة صدر وإعذار المخالف، فهل صار نقل العلم جريمة أم أن هذا العلم يهدم مشروع الأوصياء الدينيين القائم على بث الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.

والعجيب أن صاحب المقال المفتن يستثير بوصايته الدينية مؤسسة الأزهر العلمية التى سبق لها دراسة كتابى «الإسلام وإنسانية الدولة» الصادر عن الهيئة العامة للكتاب 2012م دراسة نقدية فاحصة من أربعة أساتذة من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ونشرت تقاريرهم فى مجلة الأزهر تباعًا على مدار أربعة أشهر، ولم تتعرض هذه التقارير الفاحصة من قريب أو من بعيد إلى أى نقد أو مؤاخذة على ما نقلته بأمانة من أقوال الفقهاء فى حكم إطلاق الإسلام على أهل الملل السابقة وإيجاز دليل كل قول ص35، 36 مما يدل على تلقيهم هذا الخلاف الفقهى بالقبول، وأن عرضى للقضية كان أمينًا بحسب المعايير العلمية.

«2» أكذوبة الراقصة شهيدة من تحريف واجتزاء الإخوان والسلفيين، فأصل المسألة كما هو ثابت فى كل ألفاظى المسجلة بالصوت والصورة كان إجابة عن سؤال لمقتولة برصاص الغدر فى ميدان التحرير فى 28 يناير 2011 م، وبفحص الجثة اتضح أنها لراقصة كانت من متظاهرى الثورة، وليس لراقصة تمارس الرقص أو متوجهة إليه كما صنع التحريف المغرض، وكان جوابى بعموم حديث «المطعون شهيد» الذى أخرجه أبوداود وغيره بإسناد صحيح، ولأن العبرة بحسن الخواتيم لما أخرجه البخارى عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركى يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك»، وأخرج الشيخان عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغى من بغايا بنى إسرائيل فنزعت موقها (اللفظ فارسى معرب ويعنى الخف) فسقته فغفر لها به».

«3» أما مسألة البيرة فهى مسألة فقهية يرجع الخلاف فيها إلى تعريف الخمر أهى من العنب والتمر كما ذهب أبوحنيفة وأبويوسف أم هى من كل شراب يسكر العقل كما ذهب جمهور الفقهاء، مع اتفاق الجميع بدون خلاف فى الجملة على ما أخرجه النسائى بسند صحيح عن ابن عباس «حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب»، وليس فى فقه الفقهاء المسلمين الثقات ما يستحى من ذكره لعموم قوله تعالى: «وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه» «الإسراء: 13».

إن الأزهر الشريف سينتصر للعلم وللفقه لأنه السبيل إلى إلغاء الوصاية الدينية، كما أنه السبيل إلى حضارة المسلمين وتعايش بعضهم مع بعض وقبولهم للآخر، وسيخيب الأزهر أوصياء الدين الأحرص على اختلاق الفتن وتأجيج الاحتقان وبث الكراهية والتمييز العنصرى بين المصريين فى الدنيا، وسيلقن الأزهر المغرضين من أصحاب الأقلام المفتنة درسًا فى القراءة والتعلم وإحسان الفهم للفقه كما قال تعالى: «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب» «الزمر: 18».

بقى النداء الأخير إلى الأستاذ الكبير ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وكل المسؤولين الشرفاء، أن يطهروا مؤسساتهم من مثيرى الفتن وناشرى البغضاء وحاملى لواء الحقد أمثال رئيس تحرير اللواء الإسلامى صاحب المقال المحرض على القتل وسفك الدماء لجهله بالخلاف الفقهى والعلمى، وأختم بقول الله سبحانه: «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب» «هود: 88»، وقوله تعالى: «إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد» «37».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ميخائيل كامل

اتفق معك

عدد الردود 0

بواسطة:

غيور على دينه

عجبا لامرك

عدد الردود 0

بواسطة:

د. سعيد ليلة

واضح

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

فعلأ لقد انتصر الأزهر الشريف للحق يا هذا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

الفتنة نائمة

عدد الردود 0

بواسطة:

Dr/ alaa

حفظك الله للأمه ووأزاح الفتن والغمه

عدد الردود 0

بواسطة:

د يحيى حسن

امام المجددين

عدد الردود 0

بواسطة:

maher

الى الامام

عدد الردود 0

بواسطة:

سليم

بارك الله فيك د. سعد

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد يوسف قنديل

ال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة