عمار محسن يكتب: حتى لا نسقط فى الإحباط.. تريكة ومراد وحجى نجاح وراء نجاح

الجمعة، 12 ديسمبر 2014 10:17 م
عمار محسن يكتب: حتى لا نسقط فى الإحباط.. تريكة ومراد وحجى نجاح وراء نجاح تريكة وحجى ونمرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش فى قلق واضطرابات منذ عدة سنوات، لكن تظهر لنا دائما نماذج للنجاح والتألق تعطينا دفعة فى هذه الحياة حتى لو ظللنا نلعن الظروف والتحديات يكفى أننا نرى شخصا ناجحا لأنك بالطبيعى تتأثر بنجاحه وتحس أن هناك أملا لنجاحنا ونستطيع تقديم ما هو أفضل بحياتنا ولأهلنا والمجتمع كله.

من أهم النماذج التى أحب الإشارة لها فى هذا المقال:

أبدأ بلاعب كرة القدم الماجيكو "محمد أبو تريكة" هذا الرجل الذى تكلم عنه الجميع ولم نستطع أن نوفيه حقه إلا أن قصة نجاح تريكة تتمثل فى أهم قيمة تتمثل فى كل الناجحين وهى حسن الخلق التى تعتبر محركا رئيسيا ودافعا للالتزام بالنجاح فى حياتك.

ظهر تريكة مع الأهلى ومنتخبنا الوطنى فى مسيرة كروية مثالية كأفضل ما يكون رغم ما تعرض له خلال فترات قليلة فى مسيرته أبرزها مذبحة بورسعيد، بدأ مسيرته بنجاح وانتهت بنجاح بشهادة الجميع وحتى الآن يحتل قلوب الجميع لأنه قصة نجاح متحركة يتمنى أى لاعب مصرى أو عربى أن يصل يوما ما لما وصل له المحترم تريكة، حتى فى سنة اعتزال تريكة تم اختياره أفضل لاعب داخل القارة الإفريقية، وبعد الاعتزال بعام اختاره الاتحاد الدولى لكرة القدم كأفضل لاعبى مونديال كأس العالم للأندية على مدار تاريخها.

ثانى مثال وشخص ناجح أكتب عنه الكاتب الشاب أحمد مراد، الذى بدأ بإصدار أولى رواياته عام 2007 وهى فرتيجو، ثم قدم رواية تراب الماس فى 2010، وفى 2012 كانت أقوى الروايات الفيل الأزرق التى تصدرت مبيعات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى 2013 م ورشحت لجائزة القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية عام 2014، واستطاع مراد استثمار نجاح الرواية فى كتابة فيلم الفيل الأزرق، الذى نجح بكل مكوناته بداية من التصوير والإخراج والإضاءة والكتابة وأبطال العمل كل هذا النجاح ولابد أن يذكر معه أحمد مراد، وأخيرا رواية 1919 التى صدرت فى 2014 وكان حفل توقيع الرواية شاهدا على نجاح الكاتب الذى لم يتخط عمره الـ36 وأصبح الجميع يعرف الكاتب وكتاباته وينتظر كل جديد، وأعاد مراد شريحة الشباب للقراءة مرة أخرى رغم عزوف أغلبهم عنها وهذا نجاح فى حد ذاته.

ثالث شخصية شابة ناجحة وتعطى لمجتمعنا أملا "عصام حجى" عالم فضاء مصرى 39 عاما، بدأ مشواره العلمى كمعيد بكليات العلوم بجامعة القاهرة سنة 1997 ثم باحثا بالمركز القومى للبحوث CNRS بفرنسا 1999 ثم مدرسا بجامعة القاهرة سنة 2002 ثم باحثا بمركز الفضاء الفرنسى CNES ثم أستاذاً مساعداً بجامعة باريس ثم انتقل للعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة.

يعمل الدكتور عصام حجى حاليا فى معمل محركات الدفع الصاروخى بوكالة ناسا الأمريكية فى القسم المختص بالتصوير بالرادار والذى يشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية.
ويشرف حجى فى الوقت الراهن على مشروع قمر صناعى يدرس المياه الجوفية وآثار التغير المناخى على المناطق الصحراوية، كما يعمل فى فريق بحث علماء ضمن مشروع الذى تتعاون فيه ناسا مع إيسا لدراسة المذنبات، ويشارك فى أبحاث استكشاف الماء فى المريخ وتدريب رواد الفضاء وتصميم مركبات الفضاء المتجهة إلى أجزاء مختلفة من المجموعة الشمسية.

عصام حجى الطموح وصل بقدراته وطموحه إلى سطح القمر والكواكب المجاورة، حتى وصل به المطاف ليكون واحدًا ضمن فريق كبير ساهم فى هبوط المركبة الفضائية "فيله" لأول مرة على سطح المذنب "تشورى"، خلال الرحلة الفضائية "روزيتا"، وهو الإنجاز الذى يفتخر به العالم كله.

ورغم أن جامعة القاهرة قامت بفصل العالم المصرى فى 2004 بسب نقده للفساد فى إدارة الجامعة فى ذلك الوقت واحتجاجه على اكتمال الإجراءات الإدارية، لم يتوان عن استكمال مسيرته العلمية وأصبح العالم يعرف من هو عصام حجى.

رابع نموذج تجدر الإشارة له هو الفنان بمعنى الكلمة النجم "حمزة نمرة" الشاب السكندرى الذى تسمع صوته يخرج من قلبه بصدق يطرب كل من يسمعه ينتقى أسهل الكلمات والألحان ليبقى فى ذاكرة محبيه، نموذج نجاح نمرة لا يتعدى 3 ألبومات فى مسيرته الفنية أولها فى 2008 ألبوم احلم معايا، وفى 2011 ألبوم إنسان، وآخرها ألبوم اسمعنى صدر فى هذا الشهر "11 ديسمبر". قصة نجاح حمزة تتمثل فى نوعية الفن الذى يقدمه وكيف استطاع أن يصمد فى وسط الغناء الفنى الذى يتشابه كله فى كلماته وأفكاره التى لا تتغير وأحيانا تفاهاته التى تجعلك لا تفرق بينهم جميعا.

شريحة كبيرة من الشباب الواعى اندمجت مع أغانى نمرة واقتنعت بما يقدمه من مضمون هادف، تعرض نمرة أيضا لعدة مصاعب بحياته، يكفى قلة عدد حفلاته بالقاهرة وعدم التواصل مع مستمعيه بشكل مستمر مثل ما يحدث مع باقى الفنانين، أيضا القرار الغريب الذى صدر مؤخرا من رئيس هيئة الإذاعة المصرية بمنع إذاعة أغانيه على محطات الإذاعة المصرية وما له من أثر سيئ هذا القرار على متابعى ومحبى الفنان ورغم كل شىء سيظل حمزة نمرة علامة فنية متألقة مختلفة عن الجميع يميزه حسن الخلق وهدوء صوته وطربه الأصيل.

وأخيرًا أود الإشارة للنجم الخلوق محمد صلاح المحترف بإنجلترا بنادى تشيلسى، الجميع يعرف صلاح وكيف بدأ مشواره فى مصر بنادى المقاولون العرب ثم سويسرا وانتهى به المطاف ببلاد الإنجليز، كل ما ميز صلاح بجانب موهبته بشهادة أصدقائه واللاعبين هو حسن خلقه واحترامه للكل داخل وخارج الملاعب، والجميع يتنبأ لصلاح بمسيرة رياضية ناجحة لانه امتلك مقومات النجاح وصفاته، من حيازة لإعجاب الجميع به وموهبته العالية ويكفى انتشار مقولة "خليه ينزل صلاح" حبا فى اللاعب والفرحة برؤيته يلعب حتى وإن كان يمر حاليا بظروف عصيبة فى مسيرته الاحترافية ولكن عقليته الاحترافية الذكية تحتم عليه التزام الصمت والاجتهاد فى تدريباته وعند الدفع به فى أى محفل رياضى يكون عنوانا للنجاح والتألق كما عودنا وننتظر منه الكثير لأنه رمز للنجاح فى ظل ظروف معقدة بحياتنا.

كل هذه الشخصيات الشابة الناجحة تعطى طاقة إيجابية للشباب رغم ما يعانيه الكل من إهمال وتهميش إلا أن الاجتهاد له ثمرة ناجحة فى نهاية المطاف، وأختم بقول الله تعالى فى سورة الكهف "إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا"، فالإحسان فى العمل نتيجته النجاح رغم أى معوقات وعراقيل كما رأينا فى النماذج الحية الماضية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة