محمد منير

الجماهير والسادة

الخميس، 06 نوفمبر 2014 08:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريبة بل عجيبة علاقة الجماهير بعالم صناع القرار والسياسيين والقادة السادة والحكام.. الجماهير هم المكون الرئيسى فى خطاب الحكام وهم أيضا المكون الرئيسى على خريطة التهميش والإهمال.. الجماهير فاعل رئيسى فى الصراعات السياسية والانتخابات ومحدد رئيسى فى صعود أو هبوط القادة والحكام وأولى الأمر، وهم أيضا مفعول بهم فى الحياة اليومية لا يملكون حتى حق الاحتجاج على أقدارهم المأساوية.. الجماهير تحترق دماؤهم فى الصراعات السياسية الفوقية ويتصارعون على سادة رقعة الشطرنج وهم أيضاً الذين تراق دماؤهم دهسا أو حرقاً أو ذبحاً فى الطرقات.

ضحايا حوادث الطرق فى بلادنا –يا سادة- فاق عددهم ضحايا الحروب، وضحايا الحروب دائما من الشبان المقاتلين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لحرية الأوطان باختيارهم وإرادتهم، أما ضحايا الطرق فهم من كل الفئات شبان وأطفال ونساء ورجال وعواجيز وكهول أريقت دماؤهم وأزهقت أرواحهم غفلة ثمناً لرغد عيش أهل الحكم والقرار المنشغلين بقضايا ومشكلات فوقية وترسيخ قواعد الحكم.

الشرطة تطارد المعارضين فى الشوارع وتترك سيارات النقل تدهس الأبرياء تحت عجلاتها نهارا وليلاً رغم وجود القوانين التى تحدد مواعيد وقواعد لسيرهم فى الطرقات.. ولكن شرطتنا مهمومة مشغولة عن الأخطار التى تهدد جسم الوطن بتلك الأخطار التى تهدد رأسه، فسُحق جسد الوطن وأريقت دماء أبنائه تحت عجلات الإهمال.

الشرطة فى وطننا تنظم طرق السادة وضيوفهم وتجمل طوابير الانتخابات أمام الكاميرات وتترك شوارع البسطاء مكدسة بالتكاتك العشوائية وسيارات الميكروباص المتهالكة غير المرخصة والبلطجية الذين يهددون المواطنين.. ولا عجب، فشرطتنا مهمومة بتجميل رأس الوطن أمام العالم مشغولة عن العلل والتقيحات التى أصابت كل جسده المدفون فى تلال من الإهمال والفوضى والعشوائية.

الجماهير يا سادة هم الوقود الذى ينير حياة السادة ويحترق من أجل سعادتهم.. وكما قلت عجيبة وغريبة علاقة الجماهير بالسادة، ولكنها غير ثابتة، فقد علمنا التاريخ أن نار الجماهير كثيرا ما تغير مسارها كوقود ينير حياة العلياء إلى نار تحرقهم بلا رحمة ولا هوادة.. تحذير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ممدوح ابو الوفا

صح

صح الكلام ده

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة