وأضاف، خلال كلمته أمام مؤتمر قمة المنظمة الدولية للفرانكفونية الخامسة عشرة المنعقدة بداكار عاصمة السنغال يومى29 و30 نوفمبر2014: إن جامعة "سنجور"، هى رمز للفرانكوفونية الحديثة، حيث تقيم روابط وثيقة بين الشباب الناطقين بالفرنسية، كما تعزز من التزامهم بقيم الفرانكوفونية، وتحقيقا لهذه الغاية، فاننى أرحب بالدور المتنامى الذى قامت به الجامعة فى تدريب الكوادر الأفريقية فى مجالات التنمية، وأؤكد مجددا على الدعم الكامل من الحكومة المصرية لتعزيز رسالتها ودورها
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تعيش حاليا مرحلة مهمة فى تاريخها الحديث، فعقب ثورتين شعبيتين فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، طالب خلالهما الشعب المصرى بدولة مدنية، حديثة، ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات، تم تبنى دستور جديد فى يناير 2014، وانتخب رئيس فى يونيو الماضى فى إقبال غير مسبوق، ويتحرك الركب لإجراء انتخابات تشريعية خلال الربع الأول من عام 2015، وهى آخر مراحل خارطة الطريق، التى سوف يتم بها الوفاء بالتزامات المسار الديمقراطى.
وأضاف: أود فى هذا الصدد أن أشكر أصدقاءنا وشركاءنا الفرانكوفونيين، الذين وقفوا بجوار مصر خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخها، فلقد حظيت مصر بدعم أولئك الذين يدركون دورها المركزى فى الاستقرار الإقليمى الدولى، ويدعمون تطلعات الشعب المصرى، الذى يمد يد الصداقة لجميع الشعوب الذين يؤيدونه فى مسعاه.
وقال رئيس الوزراء: إن مصر الجديدة، مصر ثورة يناير ويونيو، لا تستطيع إلا أن تتمسك بشعارات القمة الحالية للفرانكوفونية "المرأة والطفل فى الفرانكوفونية: قوى سلام، وأدوات فاعلة للتنمية"، فلقد كانت النساء والشباب هما القوى الدافعة الرئيسية للتغيير، الذى شهدته مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، لذا تتفق مصر مع الدول الأعضاء فى الفرانكوفونية على أهمية وأولوية هذين العنصرين فى تشكيل أساس متين للتقدم نحو مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا، مشيرا إلى أن مصر الحديثة تعتبر الشباب هم الثروة الحقيقية، فقد كان هذا الشباب هو القوة الدافعة لثورتنا، ومصدر الإلهام لشجاعة وعزيمة وطموح لا حدود له، من أجل آفاق جديدة للديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واحترام وقبول الآخر.
وأكد محلب أن عمل الحكومة اليوم موجه نحو هؤلاء الشباب، الذين يشكلون غالبية السكان لدينا، ويتم إعطاء الأولوية للخدمات الاجتماعية الأساسية، بما فى ذلك التعليم والصحة والإسكان والتوظيف، وتتمحور مشروعاتنا الأساسية حول الشباب، من خلال توسيع سوق العمل، وتوفير فرص جديدة فى مختلف المجالات من أجل مستقبل أفضل، ويشهد المشروع العظيم لـ"محور قناة السويس" على عزمنا والتزامنا الثابت لبناء "مصر جديدة" مع مستقبل أفضل لأبنائها وشبابها.
وقال: لا ننسى أن الشباب يطمح فى أن يكون له دور أساسى فى العملية الديمقراطية، وبالتالي، فإننا نعمل على إحياء وتشجيع مشاركتهم فى الانتخابات التشريعية المزمع عقدها فى العام المقبل، كما زادت الحملات الإعلامية على المستوى الوطنى من أجل تشجيع الشباب على الحصول على بطاقات انتخابية، للتأكيد على أهمية مشاركتهم واختيارهم فى تقرير تشكيل البرلمان الجديد.
وأشار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إلى أن مصر سارعت بالتصديق على اتفاقات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق المرأة والطفل، كما يشارك خبراؤها بنشاط فى أجهزة الهيئات الدولية المعنية بتفعيل عمل تلك الاتفاقات، والتى أصبحت جزءا من تشريعاتنا الوطنية ومعترفا بها بالكامل من قبل دستورنا الجديد.
وقال: إن مصر لا تمتلك فقط أساسا تشريعيا قويا فيما يتعلق بحقوق المرأة، ولكن لديها قاعدة مؤسسية وعملية على أعلى مستوى لتطبيق تلك الحقوق، فعلى المستوى المؤسسى، لديها المجلس القومى لحقوق المرأة، والمجلس القومى للأمومة والطفولة، اللذان يتمتعان بوضع مستقل، ولهما اختصاصات واضحة تتعلق بضمان تنفيذ القوانين المتعلقة بحقوق النساء والأطفال، واقتراح الاستراتيجيات، ووضع خطط العمل التى تهدف إلى تعزيز دور المرأة وحماية الطفل.
وعلى المستوى العملى، فان الحكومة نشطة من خلال وزاراتها المختلفة فى تشجيع مشاركة المرأة فى الإدارة، وفى أعلى مستويات صنع القرار، فنحن فخورون بأن لدينا شخصيات نسائية بارزة من الوزراء والسفراء ورؤساء الجامعات والضابطات.
وأكد محلب أن دور المرأة فى الأسرة هو عامل من عوامل الاستقرار والتكامل الاجتماعى، فهى التى تدرس لأولادها، وتحمى القيم التقليدية المصرية الخاصة بالسلام والوسطية ونبذ العنف.. وبالتالى، فإننا نؤيد عمل الأمم المتحدة لتعزيز دور المرأة فى إقرار السلام والمحافظة عليه.
وفى كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى أن إفريقيا تلعب دورا متناميا على المستوى العالمى، فنحن أحد أقطاب النمو الجديدة، وذلك بفضل حيوية شبابنا وإمكاناتهم الهائلة، نحن نمثل مستقبل الفرانكوفونية، مؤكدا أن مصر أبدت دعمها للجهود، التى يقوم بها الأشقاء الأفارقة فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، كما تشيد بالانتهاء من تنفيذ مشروعات كبرى فى أفريقيا فى مجالات البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل، وفى هذا الصدد فإن مصر تؤكد مجددا عزمها على مواصلة الدور التاريخى للشركات المصرية الكبرى فى تنفيذ هذه المشروعات.
كما تقف مصر داعمة فى مواجهة التحديات التى تواجه قارتنا، وفى هذا الإطار، فإننا نعرب عن قلقنا العميق إزاء اندلاع وباء فيروس "ايبولا" فى غرب أفريقيا، ونعلن عن تضامننا الكامل مع شعوب وحكومات البلدان المتضررة.
كما نرحب بالجهود التى بذلتها مختلف الدول، وخاصة البلدان الأشد تضررا من هذا الوباء، لاحتواء انتشار الفيروس. ونؤكد مجددا على استعدادنا الكامل لمواصلة دعم البلدان المتضررة فى كفاحهم ضد انتشار الفيروس، وقد وفرت مصر مساعدات طبية ولوجيستية لبعض الدول الصديقة المتضررة كغينيا (كوناكرى)، وسيراليون، وليبريا، للمساهمة فى الجهود المتعددة فى هذا الاتجاه.
واستطرد: قامت مصر أيضًا فى أكتوبر الماضى بتنظيم دورات تدريبية لمكافحة انتشار الفيروس، من خلال التعاون بين مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام، والاتحاد الإفريقى، والأمم المتحدة، كما نستعد لإرسال طاقم طبى مصرى للمشاركة مع الفرق الطبية التابعة للاتحاد الإفريقى. ونود فى هذا الصدد التأكيد أن استمرار التعاون والتنسيق بين الدول فى جميع أنحاء العالم، وخاصة فى منطقة الفرانكوفونية، هو أمر ذو أهمية قصوى.
وعن ملف الإرهاب، قال رئيس الوزراء: الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل عقبة رئيسية تسعى الى إبطاء قوة اندفاعنا نحو تحقيق التنمية الديمقراطية، والاجتماعية، والاقتصادية لبلداننا وشعوبنا، وإننا لنعرب عن قلقنا إزاء زيادة الأعمال الإرهابية، التى يرتكبها المجرمون فى فضاء الفرانكوفونية، وبخاصة فى الشرق الأوسط، ومنطقة الساحل والصحراء، ولكننا عازمون على القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره، مع احترام معايير ومبادئ وقيم حقوق الإنسان.
ونؤكد مجددا على أهمية زيادة اليقظة من جانبنا تجاه الانتهاكات الخطيرة، التى ترتكبها الجماعات المتطرفة، ومنها تنظيمات "داعش"، والقاعدة، و"النصرة"، والجماعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها، كما ندعو إلى المزيد من التعاون بين دولنا، لتطوير استراتيجيات مناسبة، واتخاذ إجراءات تعاونية، من أجل مكافحة هذه الظاهرة المدمرة، التى تضر بالسلم والأمن الدوليين.. وفى هذا الصدد، نؤكد على أهمية التبادل المستمر للمعلومات لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، والتى تعتبر حجر الزاوية فى تنفيذ الشبكات الإرهابية، كما نؤكد من جديد دعمنا للجهود المبذولة على المستوى الإقليمى والعالمى فى مكافحة هذه الآفة، كما أنه من الضرورى العمل على تنفيذ الالتزامات، التى تعهدت بها الدول بشأن هذه المسألة، بما فى ذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولى، والتى تطالب بوقف تمويل الإرهاب، وتوفر مأوى للإرهابيين.
وأكد محلب أن مصر تسعى إلى القيام بأعباء دورها على المستويين الإقليمى والدولى، وذلك بوصفها عضوا مؤسسا فى الأمم المتحدة، ولديها خبرة واسعة فى مختلف الهيئات والمؤسسات التابعة لها، كما لعبت دورا أساسيا فى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين خلال العقود الأخيرة، فقد كانت مصر دائما ملتزمة بدعم الجهود التى تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتعزيز السلام فى مناطق الصراع، وبخاصة فى أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث دعمت بنشاط عمليات حفظ السلام منذ بدايتها فى عام 1948، كما أنها من بين أكبر المساهمين فى قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، فمصر كانت واحدة من أوائل الدول التى وضعت قضية مكافحة الإرهاب على جدول أعمال الأمم المتحدة، باعتبارها تهديدا عالميا خطيرا للسلم والأمن الدوليين.
وصول إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، إلى العاصمة السنغالية داكار، فى ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت
كما شاركت بالفعل فى تعزيز دور الأمم المتحدة فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، بما فى ذلك تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب العالمى.
وقال: مع التزام مصر المستمر نحو تحقيق السلام والأمن، ومساهمتها الكبيرة فى قضية الاستقرار الإقليمى والازدهار بأفريقيا والشرق الأوسط، فان مصر ترغب فى مواصلة العمل بفعالية فى تحقيق هذه الأهداف من خلال سعيها لتصبح عضوا غير دائم فى مجلس الأمن الدولى للفترة 2016 – 2017، وأن تكون صوتا لشعوب بلدان الفرانكوفونية، والتعبير عن طموحاتهم فى المجلس.. لذا فإننى أدعو الدول الأعضاء لدعم الترشيح المصرى لهذا المقعد، وسنكون ممتنين بشكل خاص للدعم القيم من أصدقائنا فى بلدان الفرانكوفونية.
السفير هشام ماهر سفير مصر لدى السنغال يصافح محلب عقب وصوله مطار داكار الدولى
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء تقدم فى بداية حديثه إلى الرئيس ماكى سال، رئيس جمهورية السنغال بالشكر، على حفاوة الاستقبال فى هذا البلد الجميل، وعلى ترحيب السنغال للمرة الثانية بالأسرة الفرانكوفونية، ذلك البلد المتميز بأفريقيا داخل مجتمع الفرانكفونية، قائلا: إنه لشرف عظيم لى أن أكون هنا معكم اليوم فى جمهورية السنغال، هذا البلد الشقيق والصديق العظيم لمصر.. كما يسعدنى أن أشارك للمرة الأولى فى هذا الحدث الهام لمنظمتنا، وإنى على ثقة فى أن مناقشاتنا ستكون فرصة لإرساء علامة مميزة على طريق الفرانكفونية وتقاسم الرؤية المشتركة حول عالم يسوده السلام والحرية والتنمية.
وأضاف فى هذه المناسبة، يشرفنى أن أنقل إليكم التحيات القلبية لرئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وتمنياته بأن تكلل المناقشات التى ستتم خلال هذين اليومين بكل التوفيق والنجاح.
كما أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر، مهد الحضارات وأرض المعرفة القديمة، حافظت خلال تاريخها الطويل، على القيم الأساسية بما فى ذلك الانفتاح على العالم، وعلى أهمية الحوار والتضامن بين الشعوب.
أحد أعضاء السفارة المصرية بالسنغال يصافح رئيس الوزراء
واضاف: أننا نشعر بالامتنان بشكل خاص لمواطننا اللامع والفرانكفونى البارز الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وأول أمين عام للمنظمة الدولية للفرانكفونية، الذى أرسى الروابط والصلات بين مصر والمنظمة الدولية للفرانكوفونية. كما نرحب أيضا بجهود الرئيس "عبدو ضيوف" على رأس هذه المنظمة، فتحت قيادته أصبحت الفرانكوفونية شريكا كاملا للمجتمع الدولى، ولكن هذا الدور لم يكن مفاجئا لنا فى ظل الدور الرائد لدولة السنغال فى مجتمع الفرانكفونية، خاصة أن الرئيس الشاعر "ليوبولد سنجور" كان له دور بالغ الأهمية فى ولادة منظمتنا.
أعضاء السفارة المصرية بداكار يرحبون رئيس الوزراء لدى وصوله إلى مطار داكار الدولى
وأضاف: ما قدمتموه، الأمين العام للفرانكوفونية، من جهود من أجل السلام والأمن وحل النزاعات، هو أمر معترف به، فقد قدتم المنظمة بموهبة وحكمة، فكان لمبادراتكم بشأن الوساطة داخل البلدان فى أوقات الأزمات، وبخاصة داخل القارة الأفريقية دور فى إرساء قواعد دبلوماسية وقائية حقيقية داخل منطقة الفرانكوفونية، وتعزيزا لمصداقية ورؤية الفرانكوفونية دوليا.
رئيس الوزراء يترأس وفد مصر فى القمة الفرانكوفونية الخامسة عشرة
محلب يرحب برؤساء الدول والحكومات الأعضاء بالمنظمة العالمية للفرانكوفونية
رؤساء الدول والحكومات يرحبون برئيس الوزراء
مناقشات جانبية مع محلب وأحد رؤساء الدول المشاركين فى المنظمة العالمية للفرانكوفونية
مناقشات جانبية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة