وفاء القناوى تكتب: ثورة أَوَنْطة

الجمعة، 28 نوفمبر 2014 02:15 ص
وفاء القناوى تكتب: ثورة أَوَنْطة مظاهرات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم الجمعة هو يوم عيد فى السماء والأرض، وهو سيد أيام الأسبوع وأفضلها على الإطلاق عند الله، إنه عيد للمسلمين فى الدنيا فيه يجتمعون للصلاة ومناقشة ما يتعلق بهم بأمور حياتهم والتعارف فيما بينهم، إلا أن الإخوان كان لهم رأى آخر فيه، وهو جعله يوم صحوة الإسلام والانتفاضة لنصرته، يوم ثورة، والغريب فى الأمر أن تكون ثورة إسلامية فى بلاد المسلمين وكأننا قد ارتددنا عن ديننا واعتنقنا دين آخر، وكأننا لوثنا الإسلام بالتراب ودنسناه ومحينا عنه هويته، وها قد جاء المدافعون عن الإسلام والذين يحملون لواءه، هاهم ينتفضوا لنصرة دين الله وبماذا سيتم ذلك ليس بنشر تعاليمه من خلالهم وليس من بإقناع المرتدين عن ماهية هذا الدين وسماحته، وإنما بالثورة على كل ما لا يعجبهم وعلى كل ما لا يتفق معهم، بالتخريب وترويع الآمنين، إنها حرباً إذن ليست لصالح الإسلام وإنما لصالح أحلام دنيوية وبريق كرسى، قد فُقد وفُقدت معه العقول، مما جعلها تتفنن فى نشر الأفكار الدنيئة والكاذبة لجذب أكبر عدد من المؤيدين، ولأن المسلمين وبخاصة المصريين الإسلام بالنسبة لهم خط أحمر لا يمكن لأحد الاقتراب منه، فكان اللعب على هذه النقطة وعلى أن ما سيحدث غدا 28 نوفمبر ما هو إلا ثورة إسلامية لاسترجاع الإسلام وكأن الإسلام قد خُطف أو ضاع، والتركيز على أنها ثورة لرفع راية الشريعة والتذكير بها وكأننا فقدنا تعاليم شريعتنا الإسلامية وبعدنا عنها، والمناداة بمعركة الهوية تلك الكلمة الرنانة التى تلهب حماس الشباب، وذلك برفع المصاحف وهذا ليس رمزاً لإعلاء راية الإسلام وإنما هذا الأمر يكشف الخسة والدناءة فى التفكير فقد يعرض المصاحف للسقوط تحت الأقدام ويكون عرضة للتدنيس وهذا هو المراد، إظهار المؤسسات الأمنية وهى تحارب الإسلام، نفوس مريضة حاقدة لا تريد للبلاد الاستقرار، غسلت عقول شباب وزرعت فى فكرهم أن الخروج غدا الجمعة هو جهاد فى سبيل الله، هنا يحدونى سؤال هل سيتقدم أولئك الدعاة صفوف هذا الجهاد المشبوه أم إنهم كالعادة يضحوا بالشباب وهم متفرجين من بعيد، يظنون أنهم بعاصفة 28 نوفمبر المزمعة سيسقطون النظام على حد زعْمهم، وهذا حلم فى الخيال، فمن سيقف جنب من يريد زعزعة استقرار البلاد وتفتيتها، وخلق عُصيبات وعصابات بداخلها، من سيقف بجوار من يريد التخريب والتدمير، من سيقف بجوار من يريد إنهاك الجيش حامى حمى البلاد وإضعافه حتى يسهل التغلب عليه والسيطرة على البلاد، ومن يريد انهيار البورصة وسقوط الاقتصاد، مهما كانت المعاناة التى يعيشها الشعب إلا إنها لن تكون نقطة الضعف التى يستغلها الإخوان على الصعود على الأكتاف والرجوع إلى السلطة مرة أخرى، إنه الحلم الضائع للإخوان وليست ثورة إسلامية ولا معركة هوية.













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة