المتولى محمد يكتب: الخطر الحقيقى

سنوات قليلة غيرت الكثير والكثير فى مصر والمنطقة بل والعالم وظهرت بقوة ملامح الخطر الحقيقى الذى يهدد مصر فجميع التحديات التى تواجه مصر ليست جديدة، والمؤامرات حيكت كثيرا واستطاعت مصر تحدى الكثير منها، وإحباطها من خلال اصطفاف الشعب المصرى وتوحده ولكن الخطر الحقيقى يهدد هذا التوحد ويهدد أيضا قيام كل فرد من الشعب بدوره الذى قام به أسلافه
فالخطر الحقيقى هو اللاوعى وظهرت بوادره عقب ثورة يناير.

ومن نتائج اللاوعى للثورة، حكم فصيل ذى تاريخ ملوث بالدماء والأفكار الهدامة، وسيطرته عليها، فكما قال الشاعر الراحل محمود درويش "هناك ما يكفى من اللاوعى كى تتحرر الأشياء من تاريخها وهنا ما يكفى من التاريخ كى يتحرر اللاوعى من معراجه".

اللاوعى هو عدو التاريخ لذا فقد ذهب تاريخ هذا الفصيل مع ذهاب الوعى من الشارع المصرى.

ويكمن الخطر الحقيقى فى غياب دور المثقفين والمفكرين وغياب دور الدولة فى نشر الوعى بمختلف صوره على مدار سنين مضت.
تعلم أعداء مصر ما يجب أن يتعلمه المصريون فقد علموا أن عدوهم الحقيقى هو الشعب صاحب التاريخ والحضارة ومن الأمور الكارثية أن يخرج المصريون يستهزئون بتاريخهم وحضارتهم بدعوى أنها لم تقدم شيئا لهم، وهنا يظهر الخطر الحقيقى فقد وصل التحدى لتغيير الهوية من خلال التحكم فى الفكر المنعدم صحته وتصدير أفكار هدامة لشعب ضاع عنه الوعى الحقيقى لأسباب عديدة، فسلاح الدولة المصرية هو المصرى بهويته الحقيقية التى يستمدها من عظمة تاريخه، وفخر حضارته، وتجارب أسلافه التى تترك فيه من الصفات ما يمس الروح ويغرس فيها حب الانتماء وحب الوطن.

ولذا فقد حان الدور لنشر الوعى وقراءة التاريخ والنظر للحضارة لتمدنا بأسرارنا التى بتنا نجهلها ويعلمها العالم كله، فالدور الآن هو دور المثقفين ورواد الفكر.