د. سيد بكرى

الأزهر الشريف رمز الوسطية ومنارة العلم لا يفرخ إرهابًا

الجمعة، 28 نوفمبر 2014 10:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ينكر عاقل ولا مفكر ولا صاحب رأى سديد دور الأزهر الشريف فى نشر قيم التسامح بين الناس جميعًا، ورعايته للفكر الإسلامى المعتدل فى مصر والعالم كله. فالأزهر الشريف هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الإسلامى ودراسته ونشره، وحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل شعوب العالم، والعمل على إظهار حقيقة الإسلام ودوره البناء فى حفظ وتقدم البشرية ورقى الحضارة.

والأزهر الشريف كأعظم جامعة إسلامية كان ولا يزال يقصده طلاب العلم من جميع أنحاء العالم، ليتعلموا فيه صحيح الإسلام الوسطى وللتفقه فى الدين وحديثاً ليدرسوا ويتعلموا العلوم والفنون والآداب، ليتخرجوا علماء عاملين متفقهين فى الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، مصقولون بكفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك.

وتأهيل عالم الدين للمشاركة فى كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة فى الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وتزويد العالم الإسلامى والوطن العربى بالمختصين وأصحاب الرأى فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. للأزهر الشريف خريجين علماء ومتخصصين فى شتى المجالات والتخصصات يملاؤن ربوع الأرض يحملون على عاتقهم الدفاع عن الإسلام وينفون عنه غلو المغالين وانتحال المبطلين وتفريط الكسالى والمرجئين ودعاوى المرجفين الزائغين.

وجامعة الأزهر العريقة والتى تعد أقدم وأعرق جامعة عرفها العالم منذ القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) وهى جامعة الألف عام ما هى إلا صرح عملاق يخرج علماء الدين والدنيا، منهجها الوسطية والاعتدال لا غلو ولا تفريط، وجامعة الأزهر ليست منغلقة على نفسها، بل تتواصل مع أكبر وأعرق المؤسسات الدينية والعلمية والجامعات فى العالم وتفتح أبوابها على مصراعيها لترحب بتواصلِ وتوافدِ كل صاحب فكرٍ معتدل وسطى فى العالم ليُعلم ويتَعلم فى رِحابها العطرة. وهذه الجامعة العريقة الخالدة براء من كل من يدعى أنها تفرخ إرهابيين فخريجى الأزهر وسفرائه يملاؤن ربوع الأرض ويتبؤاون مناصب رفيعة متعددة فى شتى المجالات والمناصب بل إن منهم من وصل لسدة الحكم فى يلدانهم. تضم جامعتنا العريقة ما يربو على السبعين كلية علمية متخصصة ممتدة من جنوب مصر إلى شمالها ويدرس بها قوامة ما يربو على النصف مليون دارس مصرى ووافدى من أكثر من مائة دولة هل لتعلمهم الإرهاب؟ حاشا وكلا بل يكفى هذا الصرح العملاق بمنهجه الوسطى المعتدل أن شعاره لا غلو ولا تفريط.

وكيف لجامعة عريقة يتبوأ خريجوها مناصب رفيعة متعددة فى شتى المجالات والمناصب والهيئات العالمية الكبرى أن يدعى البعض أنها تفرخ إرهابيين؟!. إن الأزهر الشريف جامعًا وجامعة لا يعرفُ الإرهاب لأن الإرهابَ لادينَ له ولم يولد من رحم الإسلام والتعليمُ الأزهرى يُنفِرُ من التكفير والإرهاب لا كما يدعى البعض زوراً وبهتانا.

وقد تعلمتُ وزملائى ولنا الشرف والفخر فى جامعة الأزهر علوم الدين والدنيا وأصول المنهج الوسطى تعلمّنا أن الإسلام دعانا إلى حسن التعامل مع البشر وحفظِ حقوقِ الإنسانِ وكرامتهِ وجميلُ التواصلِ معهُ وحثنا على إعمارِ الأرض والسعى فى الإصلاحِ وبثُ روحِ التآلفِ والتآخى والتسامح وحذرنا من الفساد وإهلاكِ الحرث والنسل وتلويث البيئة وقطع الأشجارِ وتعذيبِ الحيوان فنحن أمةُ علمٍ وعمل وأمنٍ وإيمان وعدلُ وإنصاف وحبٍ وسلام وبناءٍ وتعمير نسعى لإسعاد البشرية وبناء الحضارة على تقوى من اللهِ ورضوان.

تعلمنا فى الأزهر ألا نَظلمُ أحدًا ولا نرضى أن يظلِمُنا أحد نعدلُ مع القريبِ والبعيد والصديقِ والعدو أكرمُنا أتقانا لا فرق عِندنا بين أبيضِ وأسود ونحن أمة وسط لا إفراطَ ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء العفو أحبُ عندنا من العقوبة والتسامحُ أنبل لدينا من الإنتقام والصفحُ أجملُ من القصاص.

تعلمنا فى الأزهر أن ديننا أمرنا ألاّ نعتدى ولا نظلم ولا نجور ولا نخدع ولا نغدر ولا نخون ولا نكذب ولا نزنى وأن نُحسن إلى جيراننا ونُكرم ضيوفَنا ونحافظ على أُسرنا ونُحسن تربيةَ أولادنا ونوقر كبيرنا ونرحم صغيرنا ونحترم معلمينا وأساتذتُنا , فكيف بمن يحاصرون بيوت أساتذتهم ويحرقون سياراتهم وممتلكاتهم الخاصة غير محاولات أنهم خرجوا على منهج الأزهر وتعاليمه واتبعوا المفسدين.

تعلمنا فى الأزهر أن نبينا (ص) أوصانا بالنساءِ خيرًا فقد شرف الإسلامُ المرأة ورفع قدرها وكرمها وصانها وأعلى شأنها وجعلها محتشمة مصونةً كالدرِ المكنون والكنُز الثمين وخلدَ اسمها فى التاريخ بل إن من النساءِ المرأة الواحدة تساوى آلاف الرجال. وقد علمنا أساتذتنا أن ديننا أمرنا باحترام جميع الأديان والتحاور مع الآخر وفقًا لضوابط الحوار وتعاليم الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

تعلمنا فى الأزهر أن إقحام الدين فى السياسة لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير، ويكفى الإسلام ما أصابه من تشويه صورته على يد من يرفعون راية الإسلام ويتسترون به مرتكبين أعمالًا إجرامية وإرهابية باسم الإسلام وهو منهم براء. لقد روج هؤلاء لفكرة الإسلاموفوبيا وأظهروا لغير المسلمين أمرا غير واقعى وروجوا للصورة غير النمطية للمسلمين وهو أمر برىء منه الأزهر الشريف براءة الذئب من دم بن يعقوب.

تعلمنا فى الأزهر أن حب الوطن أمر فطرى والحفاظ عليه وعلى مرافقه ومقدساته أمر أوجبه الشرع حيث أمر بتحقق صدق الانتماء إلى الدين أولا ثُم الوطن ثانيًا.

هذه نبذة موجزة عن منهج الأزهر وما تعلمناه ونتعلمه ونعلمه لطلابنا كل يوم فى رحاب الأزهر الشريف بمؤسساته التعليمية، أيها السادة القراء الأجلاء أخبرونى بالله عليكم هل تجدون فى هذا إرهابًا؟.

• الأستاذ بكلية العلوم – جامعة الأزهر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشيماء اسماعيل

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور عصام جاويس

رئيس جامعة فاسد بس

للاسف كلام رقم صح

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود

قصيدة لأحمد شوقى فى مدح الازهر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة