أمير محمد عبد العزيز يكتب: أيها الملحد هذا أنا وهذا أنت

حقيقى أنا أشفق عليك، حقيقى أنا أرجو لك الإيمان رأفة بك، خضت فى متاهات الأفكار ودهاليز الأوهام وفى خضم هذا كله نسيت نفسك، حسبت أنك وجدت فى إلحادك هناء النفس، وراحة البال، ووجدت فى تحررك ملاذًا لنفسك الحائرة المتمردة، ولكنك فى الحقيقة متعلقًا بالسراب.

لن أحاول أن أقنعك بالإيمان ولن أسرد لك من الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى ما تضيق به الأفق، ولكنى سأخبرك فقط من أنا ومن أنت.
أنا لى رب أعبده وأنت لا رب لك.
أنا مطمئن بالإيمان وأنت قد تكون مطمئنًا للإلحاد، ولكنك لست مطمئنًا به.
أنا ألجأ إلى الله فى المصائب فإن دعوته فرج الكرب وإن لم يفرجه ألهمنى الصبر وأدخر ثواب الدعاء لى فى الآخرة وأنت لمن تلجأ؟ لإنسان يحتاج من يعينه؟ أم لقوانين ونظريات علمية إن استطاعت تفسير شىء عجزت عن تفسير أشياء.
أنا لى هدف فى الحياة أسمى من الحياة ذاتها، وأنت لا معنى لحياتك، فحياتك وما عملت فيها إلى زوال والدنيا التى هى ملاذك ومقصدك أيضا إلى زوال.
أنا راض بقضاء الله وقدره كيفما كان، وأنت فزع قلق هلوع ترتعد مع كل مصيبة تأتيك، وإذا ما أصاب حبيب لك أو قريب مرض أو مصيبة خارجة عن نطاق قدرة البشر لم تعلم لمن تلجأ، يا لتعاستك.
أنا أرى فى كل ملمح من ملامح الحياة معان راقية، أنت محروم منها، فأنت لا ترى إلا ما تبصره عيناك.
أنا أدرك معنى السعادة أما أنت فلا تعرف إلا المتعة وشتان بين هذا وذاك .
أنا أقدر قيمة الحياة، أما أنت فحياتك ووجودك عبثى.
حقًا يالتعاستك، إن شئت انزع العصابة عن عينيك، وابصر ما خلق الله عز وجل من معجز صنعته وعظيم قدرته وإن شئت كن كما أنت فلن أطلب منك أن تؤمن فالله ليس فى حاجة إليك.