أحمد أبو يوسف يكتب: المبادرة الخليجية.. والورطة القطرية- الإخوانية

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 04:01 م
أحمد أبو يوسف يكتب: المبادرة الخليجية.. والورطة القطرية- الإخوانية تميم بن حمد أمير قطر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت المبادرة الخليجية بقيادة سعودية لتؤكد مرة أخرى حكمة وحنكة القيادة فى المملكة، فقد وضعت هذه المبادرة الخطوط العريضة لمصالحة عربية عموما ومصرية- قطرية خصوصا، وهو أمر شديد الأهمية لأمتنا التى تمر بأصعب امتحان وأخطر أزمة فى تاريخها المعاصر. كما أن هذه المبادرة تعطى لقطر فرصة غالبا هى الأخيرة لكى تعود لحضن العرب وتعيد النظر فى سياساتها الشاذة التى أضرت بها قبل أن تضر بأمتها كلها.

القيادة السعودية تدرك تماما أن انقسام الخليج الآن سيكون أمرا شديد الخطورة ولكنها تدرك أيضا أن دعم مصر ليس اختياريا فمصر بكل ما تمتلك من ثقل سياسى وبشرى وعسكرى وتاريخى هى القائد الطبيعى لمعركة العرب اليوم، لهذا كان من الضرورى قياس الأمور وردود الأفعال بميزان الذهب بحيث لا يزيد الضغط على قطر عن الحد فتنقطع كل حبال الود بين الأشقاء فى الخليج ويحدث الانقسام وفى نفس الوقت لا يجب السماح بمحاولات إفشال مصر وضرب نهضتها، لهذا ضغطت المملكة بقوة ولكن دون أن تغلق الباب أمام عودة قطرية فيها قدر من حفظ ماء الوجه. وأعتقد أن المبادرة الخليجية لم تكن أبدا مفاجأة لمصر.

مصر بين ذكاء القيادة وأسئلة الشارع المشروعة:

القيادة المصرية اليوم تتميز بسرعة التفاعل والحسم والدقة فى ردود الفعل ورد الفعل الرسمى المصرى هذه المرة كان فى هذا الإطار بكل تأكيد.

فالقيادة المصرية سارعت بقبول الدعوة السعودية لتؤكد حرصها على وحدة العرب فى هذه الظروف ولتؤكد أيضا احترامها لمجهودات السعودية وقيادتها ولتقطع الطريق على أى محاولة لتعكير صفو العلاقات المصرية السعودية الهامة ولكن مخطئ من يظن أن القيادة المصرية قد قبلت هذه المبادرة دون شروط فرغم كل ما سبق لكن القيادة المصرية تضع مصلحة مصر وأمنها القومى فوق كل اعتبار ولهذا ليس من الصعب أن نتوقع الشروط المصرية حتى ولو لم تعلن:

1 - وقف الدعم المباشر للإخوان سواء إخوان الخارج الذين يحاولون إدارة المعركة ضد مصر وشعبها وجيشها وقيادتها ويقومون بتحريك كل ما لديهم من قطع داخليا وخارجيا لتحقيق هذا الغرض. أو إخوان الداخل المنفذين.

2 - وقف أى دعم لأى جماعات متطرفة تحارب أو تعادى الدولة المصرية وعلى رأسها حماس التى يراد لها أن تكون شوكة فى ظهر مصر وقد تلوثت أياديها بدماء المصريين فعلا. كذلك وقف الدعم لمتطرفى ليبيا الذين يجرى إعدادهم لكى يفتحوا جبهة جديدة ضد مصر.

3 - وقف الحملات الدعائية ضد مصر وقيادتها عبر وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الريال القطرى سواء الجزيرة أو غيرها من وسائل إعلام عربية أو غربية.

هذه الشروط لا جدال ولا نقاش فيها فهى من ضرورات الأمن القومى المصرى ولكن طبيعة اللعبة السياسية تجعل من أعلانها على الملأ أمرا غير مطلوب...

تساؤلات الشارع المصرى:

يعنى كدة سماح قطر!؟ معقول بعد كل اللى عملوه فينا نسامحهم!؟ يعنى هم ببساطة كدة هيتخلوا عن الإخوان!؟
هذه أسئلة حقيقية تتردد فى الشارع المصرى على ألسنة مواطنين بسطاء.

فبعد ما فعلته قطر وقيادتها وجزيرتها من تشويه لثورتنا فى 30 يونيو ودعم للإرهابيين وصل لدرجة التحريض الصريح وتشويه بل واختلاق للحقائق بعد هذا الكم من الخطايا لم يعد لقطر أى رصيد لدى المصريين لهذا يكون السؤال كيف نسامح قطر؟ سؤالا مشروعا جدا خصوصا مع عدم إعلان معظم الشروط المصرية كما سبق التوضيح...

الحقيقة أن هذه مهمة أخرى صعبة تقع على عاتق القيادة والإعلام، فيجب أن يدرك المصريون أنه لا تنازل عن أمن مصر أو حق مصر فى معاقبة كل من أسال دماء المصريين أو حرض علينا ولكن فى نفس الوقت علينا أن نذكر الشعب المصرى العظيم بأن لعبة المصالح أحيانا تقتضى بعض المرونة من أجل المصلحة العليا للوطن.

المصريون يثقون فى قيادتهم ويدعمون قراراتها ولكن لابد من توضيح مثل هذه القرارات حتى لا تترك مساحة للتساؤلات قد يستغلها بعض المغرضين.

الورطة القطرية الإخوانية:

قطر لم توقع الاتفاق وهى فى قمة السعادة! فهذا الاتفاق يلزمها بالكثير من التغييرات الجذرية فى سياساتها وتعلم قطر تماما أنها ستكون تحت المجهر الخليجى والمصرى والورطة القطرية تنبع من كون قطر قد ربطت نفسها بعلاقات مع جماعات وأطراف عديدة منها الإخوان على أمل أن تستخدمهم لكى تكتسب وزنا وتأثيرا فى المنطقة واليوم "لو" التزمت قطر باتفاقها الخليجى ستتأثر علاقتها بمعظم هذه الجماعات بل ربما ينقلب بعضهم على قطر وهو أمر خطير للغاية. فقطر لم تكتف بدعم الاخوان بل وصل الأمر لدعم داعش والقاعدة وإذا كان من السهل عقد الصفقات مع الشيطان فالخروج منها أمر شديد الصعوبة!

المعضلة القطرية كبيرة ولكن "لو" التزمت قطر فقد تجد دعما خليجية وعربيا يساعدها فى الخروج من ما ورطت نفسها فيه أما الجماعة الإرهابية فمشكلتها أكبر!

الإخوان المتأسلمون لم يعد لهم الكثير من الحلفاء المؤثرين والحليف القطرى شديد الأهمية فهو الممول والبوابة الإعلامية الأهم التى يطل منها غربان الإخوان وأتباعهم لمهاجمة مصر وتذكير العالم بما مضى! ولو توقفت قطر عن دعم التنظيم خارج مصر وداخلها فسيكون هذا بداية لنهاية سريعة لما تبقى من وهم الجماعة وتنظيمها الدولى.

كما أن قطر التى بدأت تضيق بالإخوان فعلا كانت مكانا أو ملجأ لهم ولحلفائهم وأى ملجأ.. ملجأ خمس نجوم يفيض بما لذ وطاب.

السؤال الآن هل تلتزم قطر؟
هل فعلا تنوى القيادة القطرية تنفيذ هذه الالتزامات الكبيرة والمؤلمة؟

الأمر لن يكون سهلا والضغوط على قطر من الاتجاهين ليست صغيرة وهو ما يعنى أن الأمور قد تسير فى أى من الاتجاهين.

وعموما ستكون هناك اختبارات عديدة أولها فى يوم 28 نوفمبر الجارى ثم فى مرحلة الانتخابات البرلمانية المصرية وستكون تصرفات قطر هى الفيصل فى الحكم الأكيد هو أن هذا الاتفاق المهم وهذه المبادرة هى فرصة أخيرة لقطر أتمنى- رغم عدم تفاؤلى- أن يحسن حكام قطر استغلالها لمصلحة بلدهم وأمتهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عبده خيرالله

قطر والمجهول

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الحاسى

ماذا ننتظر..؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

جزائري حر

الاخوان خلص لفظهم الشعب ......

عدد الردود 0

بواسطة:

حنى

" بغض النظر عن قطر ومشاكلها "

" امير قطر له ابتسامه ترد الروح "¬_¬

عدد الردود 0

بواسطة:

حبيب النبي

التزمات قطر

قالوا الي احلف قال جالك الفرج افلح ان صدقوا

عدد الردود 0

بواسطة:

ما انا جني برضو

استفراغ استنطاق طراش

عدد الردود 0

بواسطة:

حنى

ياطراش انا علقت اني لاتعنيني مشاكل قطر

عدد الردود 0

بواسطة:

تركي

مأجورين قطرائيل

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام الصياد

انتو مصدقين

عدد الردود 0

بواسطة:

smsm

قطر لا عهد لها ...... والقادم سيثبت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة