كرم بدرة يكتب: 28 نوفمبر بين "ما يمكث فى الأرض وما يذهب جفاء"

الإثنين، 24 نوفمبر 2014 08:14 ص
كرم بدرة يكتب: 28 نوفمبر بين "ما يمكث فى الأرض وما يذهب جفاء" مظاهرات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ثورة 25 يناير وما تلاها من موجة ثانية وهى 30 يونيو ولولاها ما كانت 30 يونيو، هكذا أقولها فى كل مقالاتى وسوف أظل على ذلك ما حييت.

الماء الذى ينزل من السماء ما هو إلا رزق وخير ينزل من قبل ملك الملوك إلى أهل الأرض، كما قال الله عز وجل ﴿أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أو مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17)﴾ [الرعد]

فى هذه الآية أمثال، المثل الأول: إن الماء ينزل فوق الجبال ويتجمع فى كميات كبيرة، ويجرى من فوق الجبال إلى الأودية، ويجرى فيها مسافات طويلة ويحمل فى طريقه الكثير من الخبث والقاذورات وتنتفع الأرض بالماء فينبت بها الزرع وتأكل منه الدواب ويشرب منه الناس ولكن يبقى الزبد فيجف ويذهب بسرعة بلا فائدة.

وهذا ما حدث بالتمام والكمال من بعد ثورة 25 يناير وما تلاها من ثورة شعبية مكتملة هو أن الله أكرمنا بهما كما أنزل الماء من السماء، وفى طريق الثورة يظهر المرتزقة الذين يتشكلون كالحرباء فمنهم من يظهر بمظهر الطيب الورع الذى يريد الخير للناس كالإخوان المسلمين، ومن يتمسح بالدين على شاكلتهم، ومتى يجتمع الإيمان مع حب الدنيا؟.

ومنهم من يظهر بمظهر الرأسمالى من يريد أن ينتج من أجل الناس وهو أول من يريد سرقة الناس ومنهم من كان يريد الخير بصدق للبلاد ومع أول إشارة منفعة نسى الخير وذهب إلى الدول الأوروبية، كى يلبى دعواتهم البريئة من وجهة نظره ويرضى أن يبيع نفسه بالـ"Pocket Money" كبعض الثوار.

ومنهم من خاف من كل هؤلاء وارتبك فى فترة حكمه وكان من الممكن أن يجنب البلاد كل هذا العبث كقادة المجلس العسكرى.

المثل الثانى: المعدن الثمين الذى يٌستخرج من الأرض، كالذهب والفضة ونحوهما من المعادن النفيسة، ثم توقد عليه النار ليخلص من الشوائب المختلطة به، فيطفو الخبث والشوائب، لتلقى متفرقة ممزقة، وتذهب فلا يبقى لها أثر، ويبقى المعدن الخالص صافيا يتلألأ، ينتفع به الناس فى التجارة والبيع والشراء والزينة وغير ذلك.

وهو الشعب المصرى العظيم الذى كان يقف بالمرصاد لكل هؤلاء ويعرفهم ويعرف نواياهم بكل دقة مدهشة أنه شعب أصله من ذهب يا سادة، أيام حكم مبارك كان يٌسقط من ينتمى للحزب الوطنى ولكن من ينجح بعد ذلك يستقطبه الحزب الوطنى بحجة الخدمات ولكن لا يعلم أن الشعب يريد التغيير.

إلى أن فجر أبناؤه شرارة البدء لثورة خالدة ونزلت مصر كلها الميادين وأتى الشعب بمن كان يتوسم فيهم الخير ولكن اكتشفهم مبكرا وثار عليهم أيضا.

ويأتى دور الشعب أيضا فى يوم 28 نوفمبر الجارى لكى يحمى ما اكتسبه فى الأعوام السابقة، ولولا الشعب نفسه لكانت مصر كسوريا أو العراق أو ليبيا ولكن شعب مصر يا سادة شعب من ذهب له جذور ضاربة فى أعماق أعماق التاريخ، منتظرا كل جاهل أو حاقد أو أعمى أو منتفع أو جبان وهم كما الزبد الذى يحمله السيل، يظهر منتفخا منتفشا، ثم يذهب ممزقا، بيد الشعب فلا يبقى منه شىء.

فالحق فى هذين المثلين، كالماء والمعدن الصافيين النافعين الباقيين، والباطل فيهما كزبد السيل الرابى وزبد المعدن، وهما "الجفاء" الذى يذهب فلا يبقى له أثر.










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ali sultan

كرم بدره يتحدث عن اعماق حب الوطن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة