مجلة أمريكية تحتفى بهيمنة مصر على "الاسكواش" عالميًا.. "ذى أتلانتك" ترصد تاريخ اللعبة.. وتؤكد مبارك عزز شعبيتها وقصرها على الطبقة العليا فقط.. وعمرو شبانة يحذر من هجرة اللاعبين لغياب الدعم الحكومى

الأحد، 23 نوفمبر 2014 11:54 ص
مجلة أمريكية تحتفى بهيمنة مصر على "الاسكواش" عالميًا.. "ذى أتلانتك" ترصد تاريخ اللعبة.. وتؤكد مبارك عزز شعبيتها وقصرها على الطبقة العليا فقط.. وعمرو شبانة يحذر من هجرة اللاعبين لغياب الدعم الحكومى بطولة اسكواش – أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت مجلة "ذى أتلانتك" الأمريكية بفوز المصرى رامى عاشور ببطولة العالم المفتوحة للاسكواش، بعدما تغلب على محمد الشوربجى، المصرى المصنف الأول عالميا فى المباراة النهائية التى أقيمت يوم الجمعة فى العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت المجلة، إن تلك البطولة تعادل بطولة ويمبيلدون فى التنس، وتجذب أفضل اللاعبين من حول العالم، إلا أن المباراة النهائية افتقرت لأحد عناصر الإثارة، حيث كان كلا اللاعبين مصريين، وتحدثت المجلة عن التفوق المصرى الهائل فى رياضة الاسكواش، وقالت إن المصريين يهيمنون على التصنيف الدولى هذا العام، فثلاثة من بين اللاعبين الخمسة الأوائل فى العالم مصريون، وفازت مصر يوم الجمعة باللقب السابع لها خلال الـ12 عاما الماضية، وخلال تاريخ البطولة التى بدأت عام 1976، وتفوقها فيها أستراليا وباكستان فقط من حيث عدد الألقاب، وبدأ تفوق مصر فى الامتداد إلى بطولات السيدات الدولية، وبطولات الناشئين وحتى الجامعات الأمريكية، فقد فاز شباب مصريون بثلاث بطولات فردية فى الجامعات الأمريكية.

وأشارت "ذى أتلانتك" إلى أن هيمنة اللاعبين المصريين تعود إلى الأيام الأولى للاسكواش كرياضة تنافسية دوليا، فبعدما تم اختراعها فى مدرسة إعدادية بريطانية فى القرن التاسع عشر، انتشرت الرياضة عبر الإمبراطورية البريطانية لتصل إلى مصر، وبنى البريطانيون أندية لضباطهم المستعمرين فى القاهرة والإسكندرية، إلا أن لاعبى الكرة المصريين والموظفين استطاعوا الدخول إلى ملاعب الاسكواش فى الأوقات التى لم يتواجد فيها البريطانيون.

وكان أول بطل دولى عظيم فى تلك الرياضة هو عمر بيه، دبلوماسى مصرى، بدأ اللعب عندما كان فى بريطانيا، وفاز بست بطولات بريطانية مفتوحة متعاقبة، ثم بالبطولة الدولية الأكبر فى الثلاثينيات، وألهم فوزه لاعبى الكرة فى مصر، وأحدهم كان محمود الكريم الذى حصل على 4 من بطولته المفتوحة فى بريطانيا خلال الأربعينيات.

ولم يكن هناك أبطال دوليون للعبة من مصر فى الفترة ما بين الخمسينيات والتسعينيات، فالحروب المتكررة والاضطراب الداخلى خلال تلك الفترة جعل من الصعب على أفضل اللاعبين السفر إلى البطولات خلال إقامتهم بمصر.

ونقلت الصحيفة عن عمر شبانة، حامل لقب بطولة العالم أربع مرات، قوله إن كل كبار اللاعبين تركوا البلاد وعاشوا فى أوروبا، وكانت تلك الفترة التى حدث فيها تراجع فى الاسكواش المصرية، فلم يستطع اللاعبون المقيمون فى مصر أن يتجولوا دوليا، وكانت البلاد محاصرة.

لكن فى أواخر الثمانينيات، زرع شبانة وأحمد برادة بذور عودة ظهور مصر عندما بدءا اللعب معا فى نادى المعادى، ولأن اللاعبين المهرة فى مجال الاسكواش لم يستطيعا المشاركة فى البطولات، تدربا وتنافسا فى القاهرة، فأصبح بإمكان برادة وشبانة ممارسة الرياضة والمنافسة ضد بعض أفضل اللاعبين فى سن صغيرة للغاية.

ويقول شبانة: "هناك قول مشهور يفيد بأنك بارع بقدر براعة الناس التى تحيط بك، وكان حولنا أفضل اللاعبين، ربما ليس الأفضل فى العالم، لكننا كنا نعتقد أنهم كذلك، وساعدتهم الجغرافيا لأن كل أندية الاسكواش بالقاهرة كانت على بعد نصف الساعة بالسيارة من بعضها البعض، على العكس من الولايات المتحدة حيث تقع ملاعب الاسكواش الكبرى فى فيلادليفيا ونيويورك وبوسطن، فكانت النتيجة وجود مجتمع اسكواش صغير متركز فى أندية القاهرة"، ويرى شبانة أن هذا كان السبب الرئيسى لازدهار اللعبة، فكان كل لاعب يدفع الآخر، وقد كان أمرا فريدا.

وإلى جانب التعامل مع كبار المحترفين، كان أمام برادة وشبانة ميزة أخرى، فكانت قواعد البطولات المصرية تسمح لهما بالمشاركة فى مباريات أكثر من الوضع فى إنجلترا أو الولايات المتحدة، فهناك بطولات تحت 12 سنة وتحت 14 سنة وتحت 16 وتحت 19، وبطولة الرجال، بما يعنى أنه يمكن أن يلعب خمس مباريات فى اليوم.

وتحدثت ذى أتلانتك أيضا عن حب الرئيس الأسبق حسنى مبارك للعبة، وقالت إن مبارك الذى كان يلعب تلك الرياضة دعم مكانتها على المستوى الوطنى، وفى عام 1966 أقام بطولة دولية كبرى فى مصر وبنى ملعبا زجاجيا أمام الأهرامات، وحينها وصل برادة للنهائيات، وهنأه مبارك شخصيا، ووصل بعدها برادة إلى المركز الثانى فى التصنيف العالمى للعبة.

ويقول شبانة، إن هذا التصنيف أعطى لاعبى الاسكواش فى القاهرة هدفا جديد، فأصبح شبانة بعد سبع سنوات أول مصرى يفوز ببطولة العالم المفتوحة عام 2003، وترى المجلة الأمريكية أن مبارك عمل على زيادة شعبية الاسكواش، لكن ليس القدرة على لعبها، فظلت تلك الرياضة مقصورة على الطبقة العليا فى مصر، ومارسها من كانوا قادرين على دفع الرسوم فى الأندية التى بناها البريطانيون فى القرن العشرين.

ولا تزال أسباب هيمنة مصر فى الاسكواش قائمة حتى الآن، ورغم أن بطل العالم هذا العام ووصيفه مصريين، إلا أن شبانة يعتقد أن نهاية الهيمنة المصرية على اللعبة تلوح فى الأفق، ويقول إنه يعتقد أن اللعبة تتغير، فكبار اللاعبين يعيشون مرة أخرى خارج مصر، بسبب غياب الدعم الحكومى، فهو يعيش فى تورنتو، ورامى عاشور مقيم تقريبا فى نيويورك، كما أن الشوربجى مقيم فى إنجلترا، ويذهب أفضل اللاعبين الآن إلى الدراسة بجامعات بريطانيا وأمريكا، لذلك هناك فجوة، ويعتقد شبانة أنه سيكون من الصعب على اللاعبين الصغار أن يتدربوا مع أفضل اللاعبين فى العالم لو لم يكن منهم من يعيش فى مصر.

لكن الصحيفة تقول إن نتائج بطولات الناشئين تشير إلى أن خلفا مصريا سيصعد بعدما يتقاعد البطل الحالى.



موضوعات متعلقة:


أبطال الاسكواش يطلبون مقابلة رئيس الجمهورية لإهدائه لقب الدوحة











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة