سيد فاروق أحمد يكتب: بناء العقول والأفهام أولا

النقد البناء ثقافة مجتمعية غائبة عن مجتمعاتنا إلا من رحم ربى نتيجة لرداءة المنتج التعليمى وهدر المنتج الثقافى هباءا منثورا، وبسبب بيروقراطية عفنة توارثتها حكومات متعاقبة كان جل تفكيرها فى الحلول الأمنية فقط ولم تك تعى ما تفعله بشعب صاحب حضارة وتاريخ، ناهيك عن تفشى الجماعات الدينية التى انتهجت العنف وكفرت المجتمع!! وفعلت بالسادات ما فعلته الدبة بصاحبها، تبعتها الفاشية الدينية التى كادت أن توصلنا إلى نفق مسدود لايفضى إلا إلى المجهول، إلى ان جاءت 30 يونيه بعدما بلغ السيل الزبى، ودخل الجيش على خط المواجهة ليحارب إرهاباً أسود.

والإرهاب لا يعرف الأخلاق أوالرحمة ولا ينتهج سوى نهج عصابات وقطاع طرق وقتلة ومجرمين تحت مسميات لا تمت لواقعه المحزون بأى صلةٍ كانت.

ونفاجأ ببعض التعليقات التى تخرج علينا كل حين وآخرمن أفواه كانت تأكل على جميع الموائد.. والقائلة بنظريات عجيبة لا ترقى إلى مستوى العقل والمنطق تحاول أن تصور ثورة يناير المجيدة على أنها كانت مكيدة وأن ثورة يونيه 30 هى الثورة بمفهومهم المغلوط. 25يناير ثورة و30 يونيه ثورة لتعديل مسار ثورة يناير.

ويخرج علينا مناصرو الارهابية بتفسيرات غير عقلانية عن قيام الأجهزة المخابراتية بتدبير حوادث ضد الجيش حتى تتغول سلطاتها العسكرية وتستطيع إحكام قبضتها الأمنية على البلاد والعباد!!!

والأدهى والأمر أن تلك الشائعات تجد من يصدقها من البسطاء والعامة.. خاصة أنها تتطرق لموضوعات عدة منها على سبيل المثال غلاء أسعار المحروقات وقلتها فى محطات التموين وعدم ضبط الأسواق ووووو.

وبالنظر لوضع البلاد الأمنى نجد أن وزارة الداخلية فى الوقت الحالى تقوم بواجبها بشكل شبه جيد أفضل كثيرا من العام الماضى أو الذى سبقه، وتحاصر أوكار الجريمة أنى وجدت وتنجح فى ضبط الشارع بكفاءة على قدر المتاح لديها من وسائل وأدوات ومعدات وعتادوتقدم التضحيات من دماء أبناءها الشهداء بصفة شبه يومية !!

والجيش لايتوانى عن تأدية واجباته ويقدم دماء ابنائه الأبطال فى صور ملحمية سيسطرها التاريخ فى كتبه
ولكن هل بالتخوين والسب واللعنات والتكفير سنبنى بلدا قويا؟
هل سنبنيها بالحل الأمنى وفقط؟
أم بالمصالحة والمصارحة والشفافية؟ وتقبل الرأى الآخر وطرح الرؤى والأفكار والمقترحات والنقد البناء؟

يجب بناء العقول والأفهام أولا.