نهاية عصر الحمائم.. دعوات "28 نوفمبر" تعيد محمد على بشر إلــى السجن بعد 6 سنوات.. القيادى الإخوانى البارز لم يستطع مواجهة الشاطر بمعارضته ترشح مرسى.. وكوادر التنظيم اغتالوه معنويا بسبب "المصالحة"

الخميس، 20 نوفمبر 2014 12:25 م
نهاية عصر الحمائم.. دعوات "28 نوفمبر" تعيد محمد على بشر إلــى السجن بعد 6 سنوات.. القيادى الإخوانى البارز لم يستطع مواجهة الشاطر بمعارضته ترشح مرسى.. وكوادر التنظيم اغتالوه معنويا بسبب "المصالحة" محمد على بشر
كتب محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
6 سنوات تفصل بين آخر مرة غادر فيها الدكتور محمد على بشر القيادى بجماعة الإخوان، السجن فى يوليو 2009، وبين تاريخ عودته إليه فى نوفمبر 2014 بتهمة الدعوة للعنف فى مظاهرات 28 نوفمبر المقبلة، وخلال هذه السنوات استدار وجه الحياة فى مصر دورة كاملة بمعدل لا يقل عن 180 درجة فصعدت الجماعة إلى رأس السلطة، بعد أن كانت "محظورة" ثم هبطت مرة أخرى إلى أسفل الدرجات وأصبحت "إرهابية " بقرار حكومى وتغيرت السلطة فى مصر نحو 3 مرات خلال 3 سنوات وبشر نفسه غادر السجن إلى مقعد المحافظ ثم الوزير إلى أن عاد اليوم للسجن مرة أخرى.. كل هذا حدث لكن بشر ظل كما هو داخل الجماعة "مفعول به" وغير قادر على الفعل.


عقب عزل مرسى فى يوليو 2013 هبطت مهمة إدارة الشئون السياسية لجماعة الإخوان على رأس بشر، لكنه كان يعلم أيضًا أن لا شىء بيده وأن قرار الجماعة فى النهاية بيد آخرين متواجدين داخل السجون أو خارج البلاد، وكشف مسار الأحداث عن أزمة يعانى منها بشر على المستوى الشخصى بسبب الفارق بين رؤيته هو لحل الأزمة ورؤية الآخرين، وهو فارق لا يختلف كثيرا عن تلك المساحة التى تفصل بين الأرض والسماء.

تاريخ بشر مع الإخوان ينبئ دائما أنه شخص ملتزم تنظيميا يتمرد داخل حدود الجماعة ولا يفارقها يختلف مع الأوامر بشدة، لكنه فى النهاية ينفذها والأمثلة هنا كثيرة، أبرزها مثلا أنه كان أحد المشاركين فى تأسيس حزب الوسط بالنيابة عن الجماعة فى منتصف التسعينيات وكان متحمسا للمشروع بشدة وأنفق الكثير من وقته وجهده من أجل هدف يؤمن به وهو أن يكون للإخوان حزب سياسى علنى يقضى تماما على حالة السرية التى تحيط بالجماعة لكن عندما جاءت الأوامر من الجماعة بالتوقف عن تأسيس الحزب اختلف فى البداية لكنه امتثل فى النهاية بينما فارق آخرون الجماعة مثل أبو العلا ماضى، وعصام سلطان بسبب رفضهم للأوامر.

لا يختلف موقف بشر فى منتصف التسعينيات فى ظل جبروت نظام مبارك عن موقف آخر له فى 2011 بعد ثورة يناير فلا يخفى على كثيرين أنه كان من أشد المؤيدين لأن تتخذ الجماعة قرارا بدعم عبد المنعم أبو الفتوح فى الانتخابات الرئاسية، وألا تدفع بمرشح إخوانى للرئاسة، ويروى بعض المقربين منه أنه صرح بهذا الرأى لعدد من شباب الإخوان، وقال لهم نصا "إننى قيمت جميع المرشحين ولم أجد أفضل من عبد المنعم أبو الفتوح"، لكنه لم يستطع أن يجهر بذلك الرأى أو حتى يختلف مع الإخوان عندما قررت الدفع بمرسى فى الانتخابات الرئاسية، وإن كان البعض يؤكد أنه صوت لأبو الفتوح فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

ومنذ اليوم التالى لعزل مرسى، تم تكليف بشر رسميا داخل جماعة الإخوان بمهمة التفاوض مع السلطة، وقد أكد هذه المعلومة محمد طوسون القيادى الإخوانى البارز حين أكد أن مسئولا برئاسة الجمهورية اتصل به فى اليوم التالى لعزل مرسى لترتيب لقاء له باعتباره ممثلا للإخوان مع الرئيس السابق عدلى منصور، لكنه عندما سأل الإخوان قالوا له "إن ملف التفاوض مع الدولة مسئولية الدكتور بشر عندما صدق الرجل أنه لديه صلاحيات للتفاوض مع السلطة تعرض لأكثر من صفعة إخوانية حدث هذا حين تسربت أنباء عن اللقاءات التى تمت بينه وبين الدكتور أحمد كمال أبو المجد وقبلها مع محمد حسنين هيكل بهدف التمهيد لمصالحة بين الجماعة وبين الدولة لكن قيادات بالجماعة نفت تماما إمكانية قبولها لأى مصالحة مع النظام، واضطر بشر لإصدار بيان يسحب فيه كلامه السابق عن المصالحة وبعدها بأشهر تعرض لصفعة أقوى حين أجرى اتصالا بالمستشار فؤاد عبد المنعم رياض رئيس لجنة تقصى حقائق أحداث 30 يونيو واتفق على زيارة اللجنة لكن الأمر جاء من الخارج بأن يتوقف فتوقف.

اللافت أن الإخوان الذين كلفوا بشر بفتح قناة اتصال مع السلطة التى يصفونها بـ"الانقلابية" هم أنفسهم الذين شهروا بالرجل ومارسوا ضده اغتيالا معنويا عنيفا جزء منه يرجع إلى توتر العلاقة بينه وبين الشاطر فما يدور الحديث حوله همسا داخل الصف الإخوانى أن بنات الشاطر هم أكثر من يهاجم بشر بعد أى تصريح له يعبر فيه عن موقفه بضرورة تسوية الأزمة وإجراء مصالحة مع الدولة وهو الأمر الذى وصل لدرجة أن مصادر أكدت أن بشر أعلن أكثر من مرة عن رغبته فى الابتعاد عن المشهد بالكامل.

العمل الأخير الذى اختتم به بشر نشاطه السياسى قبل السجن كان التوقيع على بيان يدعو فيه شركاء الثورة للتوحد قبل ذكرى أحداث محمد محمود، لكن أحد من شركاء الثورة أصبح يثق فى الإخوان أو فى بشر ولا الجماعة كانت تراه يعبر عن الخط السياسى لها فانتهى به الحال إلى السجن.


موضوعات متعلقة..


بالصور.. تفاصيل القبض على القيادى الإخوانى محمد على بشر.. الأمن الوطنى يداهم منزله فى البر الشرقى بشبين الكوم فى الثانية والنصف فجرا.. والتهم المنسوبة له الدعوة لبث الفوضى والتخريب فى 28 نوفمبر


قوات الأمن تلقى القبض على القيادى الإخوانى محمد على بشر بالمنوفية



تحالف الإخوان: القبض على بشر "خسارة جديدة"


مصدر أمنى: القبض على محمد على بشر بتهمة التحريض على العنف










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة