علاء عبد الهادى

أرجوك لا تشاهد هذا الفيديو

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو مجرد لاجىء من مئات الآلاف من اللاجئين الذين نزحوا من أفريقيا إلى شتى بقاع العالم، هربا من أماكن الصراع والتطهير العرقى، أو بحثا عن حياة كريمة فى بلاد تحترم الإنسان، وهربا من أخرى قد تزيد فيها أهمية الحيوان عن الإنسان، وقد لا يساوى أحيانا ثمن رصاصة تطلق عليه، هرب من الصومال، ولجأ إلى شمال أوروبا إلى الدنمارك، كان محظوظا لم يمض وقت طويل حتى حصل على وظيفة بسيطة تؤمن له الحياة الكريمة، وتقدم لمهنة سائق أتوبيس نقل عام، وخاض الاختبار ونجح.

أخلص صديقنا الصومالى فى عمله، كما يأمره دينه الإسلامى الحنيف، لم يكن ينس حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذى يؤكد فيه أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، وهو كان من المتقنين لأعمالهم، خلال وقت قياسى أصبح من أشهر السائقين المشهود لهم بالكفاءة، وبالابتسامة الجميلة التى تظهر أسنانه أكثر بياضا مع بشرته السمراء.. حرصه وإخلاصه فى عمله جعله ينسى أن يأخذ إجازات، لم يفعل مثل بقية زملائه، ويحصل على يوم إجازة للاحتفال بعيد ميلاده، فقرر زملاؤه فى العمل أن يفاجئوه ويحتفلوا بعيد ميلاده بطريقة مبتكرة.

فجأة وجد «سعيد شيره» وهو يقود حافلته، كما اعتاد كل يوم، أن هناك عزفا وغناء فى الأتوبيس، لم يدرك للوهلة الأولى ما حدث إلا عندما بدأ اسمه يتردد على لسان من يغنون له أغنية عيد ميلاده، المفاجأة لم تنته لأن سعيد الذى اتقن الانضباط فى هذه البلاد، واصل رحلته لم يوقف الأتوبيس، وأثناء سيره فى مساره المعتاد فوجىء بأن هناك من يرفعون لافتات، ويعطون ظهرهم للسيارات، قال بالتأكيد هى مظاهرة، وفجأة يكتشف أن المتظاهرين ماهم إلا مجموعة أخرى من الزملاء يحملون لافتات تهنئة له بعيد ميلاده، الذى أجل الاحتفال به إخلاصًا وحبًا فى عمله.

ما حكيته ليس حدوتة، بل موجود فى فيديو على اليوتيوب أدعوك لتشاهده، لكى تشع بالاستشفاء وترك حقيقة وجوهر تقدم هذه البلاد التى احترمت آدمية الإنسان، فأصبح هو رأسمالها الحقيقى، وثروتها التى تتنامى مع الأيام، ورغم ذلك فجر الفيديو نوعًا من النقاش بين متعاركين يقفون على طرفى نقيض، نقاش عقيم وصل إلى حد أن بعض السذج يرون أن الفيديو ليس إلا مؤامرة من الدنمارك التى تريد أن تتقرب إلى البلاد العربية والإسلامية، لتغسل الجريمة الخاصة بالرسوم المسيئة، فالفيديو فى عرف هؤلاء ليس إلا محاولة لتجميل وجه الدنمارك القبيح.

أحدهم قال تصوروا معى كيف كان سيكون مستقبل هذا الصومالى لو بقى فى بلده، فرد عليه آخر وقال، إذا كان ذهب إلى جنة فى الدنيا واستقر فى الدنمارك، كان سيذهب إلى الجنة مباشرة لو عاش وبقى فى الصومال، لأن البعض قد يجنده لتفجير نفسه بحافلة هنا أو هناك، تحت باب الجهاد فى سبيل الله، ضد الكفرة أعداء الدين، وكان ساعتها سيدخل الجنة من أوسع أبوابها ويلقى الحور العين، فأيهما أفضل: حور الدنيا أم حور الآخرة؟! آخرون تركوا القضية وتحولوا بالنقاش إلى جدل لا طائل منه من خلال مقارنات بين الإسلام والمسيحية واليهودية، ونسوا أنها كلها أديان سماوية، نبعها واحد.

مشاهدتى لهذا الفيديو قد تختلف عن كثيرين، لأننى تابعت التجربة الدنماركية عن كثب، أثناء متابعتى لآخر انتخابات أجريت هناك، لذلك فأنا أستشعر الحسرة التى قد يشعر بها البعض أثناء مشاهدتهم لهذا الفيديو.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة