ياسمين مجدى تكتب: عن هوجة برامج الرقص أتحدث

لم نخلص بعد من برامج اكتشاف المواهب الغنائية التى تذاع على معظم الفضائيات العربية حتى وجدنا هوجة من برامج اكتشاف المواهب ولكنها مواهب من نوع آخر وهى مواهب الرقص بأنواعه.

فأنا أكتب لكم مقالى هذا ونحن فى تلك الأيام نتابع برنامجين تخصصا فى اكتشاف مواهب الراقصين.

الرقص الشرقى الذى تتزعمه الفنانة الاستعراضية"دينا " تقوم فيه بدورها بتعليم الفتيات من مختلف أنحاء العالم قواعد وأصول الرقص الشرقى "على حق ربنا"، ولكنى ما أخذته على ذلك البرنامج هو أنه ضمن فى عضوية تحكيمه من ليس له علاقة على الإطلاق بالرقص الشرقى، مثل الكاتب والمؤلف الأستاذ تامر حبيب، ولأن الرقص مثله مثل باقى الفنون له قواعد وأصول لابد أن يتم تدريسها، فأرى سؤالا يطرح نفسه وهو، ما علاقة الكاتب والمؤلف بالرقص الشرقى؟ فبصراحة لا أجد إجابة محددة غير أنهم لا علاقة ببعضهما البعض على الإطلاق.

وتنضم معهم فى لجنة التحكيم الفنانة التونسية" فريال يوسف" التى أرى أنها تحكم على الراقصات فى هذا البرنامج حكم المشاهد العادى فى المنازل فهى ليست راقصة كى تنضم بلجنة وتحكم على راقصات وهنا سؤال جديد يطرح نفسه، وهو هل هناك علاقة ما بين الرقص والتمثيل...؟

لكن عندما ننظر إلى البرنامج الآخر الذى يقدم أنواع الرقص الأخرى مثل الهيب هوب، والصلصا، وأنواع أخرى من الرقص الإيقاعى التى تتزعمه نجمة السينما وراقصة الباليه المصرية الفنانة "نيللى كريم" نرى أنهم يكتشفون أخطاءهم ويصححوها، ففى بداية هذا البرنامج نرى أن لجنة التحكيم تضم الفنانة المصرية "روجينا"وقد استعجبت من ذلك، فما علاقة الفنانة روجينا بهذه الأنواع من الرقص، فهى لا تمت لها بصلة، كى تحكم فى برنامج مثل هذا ولكن احترمهم فى هذا البرنامج لأنهم بالفعل استبدلوا الفنانة روجينا فى آواخر حلقات البرنامج بالراقصة اللبنانية"أليسار كاراكالا"صاحبة ومديرة فرقة"كاراكالا" اللبنانية، وهى الفرقة الأشهر فى لبنان وبالفعل نجد أن الكلام الموجه للمشتركين يوضح كم تتمتع لجنة التحكيم بالثقافة الخاصة بتلك الأنواع من الرقصات.

هذا عن لجان التحكيم، أما عن المشتركات فى تلك البرامج نرى فى هذا البرنامج أن معظمهن من لبنان، لأن البرنامج يتم بثه من لبنان.. هذا الوطن الصامد الذى يثبت دائما أنه وطن محب للحياة فبالرغم من العذاب والدمار نشاهد كم البرامج التى تهتم باكتشاف المواهب فى الغناء والرقص، وكأن شيئا لم يحدث فى هذا البلد، حيث نجد المشتركين على قدر عال جدا من الرقى والتحضر، لكن يعيبهم أنهم يقلدون الأجانب فى حكاية الأحضان والبوس، وهذا يتنافى مع العادات والتقاليد الشرقية، كما أنهن مهذبات فى كل شىء وفى تعاملهن مع مدربيهن أيضًا على عكس البرنامج الآخر الذى يبث من مصر فنجد المشتركات المصريات للأسف اللائى من المفترض أن يرسمن صورة جيدة عن الشعب المصرى، وخصوصًا أن هذا البرنامج يضم مشتركات من جميع أنحاء العالم فنجد بعض المشتركات المصريات تصرفاتهن لا تليق بهذا البرنامج وخصوصا مع وجود الفنانة دينا.

ولكن يحسب للبرنامج تشجيعه للسياحة فى مصر، بعمل برامج لزيارات أماكن سياحية لهؤلاء الفتيات واللائى جئن من كل أنحاء العالم للاشتراك فى البرنامج وبالتأكيد لمشاهدة تلك الأماكن السياحية، وهذا ما أتمناه من جميع البرامج الموجودة على القنوات الفضائية أن تنظم زيارات للأماكن الأثرية فى مصر فهى دائمًا أم الدنيا.

فى الحقيقة وبعد كل ذلك، أرى أولاً وأخيراً أن البرنامجين مكملين لبعضهما البعض لأنهما يضمان كل أنواع الرقص سواء الشرقى أو الأنواع الأخرى وما أبهرنى وجود فتيات من جميع أنواع العالم يرقصن على نغمات "أم كلثوم" و"فريد الأطرش" فأتمنى التوفيق للفتيات المشاركات وأتمنى أن تقدم تلك البرامج دائمًا صورة مشرفة لمصر.