ننشر نص مذكرة محامى أسرة "الحسينى أبو ضيف" فى قضية "الاتحادية".. 4 ورقات تتضمن دور شهيد الصحافة فى فضح ميليشيات الإخوان.. وترصد الدقائق الأخيرة قبل إصابته واعتزازه بالانتماء للصاعقة المصرية

الخميس، 23 أكتوبر 2014 03:12 م
ننشر نص مذكرة محامى أسرة "الحسينى أبو ضيف" فى قضية "الاتحادية".. 4 ورقات تتضمن دور شهيد الصحافة فى فضح ميليشيات الإخوان.. وترصد الدقائق الأخيرة قبل إصابته واعتزازه بالانتماء للصاعقة المصرية الحسينى أبو ضيف
كتبت رانيا عامر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حصل "اليوم السابع" على نص المذكرة المقدمة من المحامى محمد فاضل، عضو اللجنة القانونية لحركة كفاية بصفته وكيلا عن أسرة الشهيد الحسينى أبو ضيف، إلى هيئة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى، فى قضية أحداث قصر الاتحادية.

وجاء نص المذكرة كالتالى:

مذكرة
فى القضية رقم 10790 لسنة 2013
جنايات مصر الجديدة

نود فى البداية التأكيد على انضمامنا للنيابة العامة فى مرافعتها وما تقدمت به من أدلة إثبات قولية وفنية وسوف تتناول هذه المذكرة الإجابة على السؤالين اللذين طرحتهما النيابة العامة فى الجزء الأخير من مرافعتها وهو "من هو الحسينى أبوضيف؟ وما هى أسباب تواجد المجنى عليه فى مكان الأحداث وعلاقتها بتوافر أركان المسئولية الجنائية الخطأ والضرر والعلاقة السببية بينهما؟".

وستكون إجابة التساؤل الأول على لسان المجنى عليه الحسينى أبوضيف فهو قد عرف نفسه على صفحته الشخصية بالفيس بوك والتويتر بأنه "صحفى قومى عربى ناصرى دينى هو العروبة التى صنعها الإسلام عضو حركة كفاية أرحب بالنقد أحب وطنى وأتمنى أن ينال ما يستحقه من حرية وعدل".


الحسينى أبوضيف هو من قال عن ذكرياته فى سلاح الصاعقة فى مدونته "شعرت بالفخر الشديد أننى سألتحق بسلاح عرف عنه الفدائية والتضحية والتواجد خلف خطوط العدو رجالاً يعلمون جيداً أنهم إذا نفذوا عملية فدائية ونجوا مرة فإن احتمال استشهادهم فى المرات القادمة يتضاعف ألف مرة"
فهو الفدائى الذى بذل قصارى جهده وحياته فى خدمة وطنه وكان مجنداً فى حب وطنه حتى بعد خروجه من الخدمة العسكرية.


وهو الجورنالجى الذى دافع عن حقوق زملاء مهنة الصحافة وكان كل يوم يمر عليه يحبو فيه نحو الشهادة مثل أقرانه من شهداء ثورة 25 يناير المجيدة الذين دافع عنهم دوماً مطالباً بالقصاص لأرواحهم إلى أن صعدت روحه إلى بارئها
وهو من كتب فى تدوينه أخرى على تويتر اعتراضاً منه على الإعلان الدستورى الذى أصدره المتهم الثانى عشر "إلى كل منصف يعيش على أرض مصر هل لو كان صباحى أو البرادعى رئيساً لمصر وأصدر هذا الإعلان غير الدستورى هل كنت ستقبل به أم ستقاومه وتسقطه".


الحسينى أبوضيف كان يوثق كل ما لديه من معلومات على صفحته على الفيس بوك ومن آخر الكلمات التى كتبها على مدونته "هذه المعلومات على مسئوليتى وأرجو تأكيدها، أو نفيها لمن لديه مصادر اتفق الإخوان مع الجماعة الإسلامية وأبو إسماعيل على التصدى لمسيرات اليوم وأمام قصر الاتحادية سيتصدى أعضاء الجماعة الإسلامية للمتظاهرين مقابل إعطاء الإخوان لهم منصبى محافظى الفيوم وقنا".

كما أنه كان أدمن الصفحة الرسمية لحركة كفاية المناهضة لحكم الإخوان وهنا نود الإشارة إلى أنه خلال العام الأسود لحكم تنظيم الإخوان كان من الشائع تعمد استهداف المسئولين عن الصفحات الإلكترونية المناهضة لحكمهم والفاضحة لجرائمهم مثل الشهيد محمد كريستى، والشهيد محمد الجندى.

سيدى الرئيس – هيئة المحكمة الموقرة:

نود الإشارة إلى المحاولات المستمرة لتضليل العدالة من خلال الادعاءات الكاذبة عن أن المجنى عليه الحسينى أبوضيف كان ضمن صفوف عناصر الإخوان لحظة استهدافه أو أنه قتل عشوائياً وعن طريق الخطأ أو أن محتوى ومضمون ما تمكنت كاميرته من التقاطه لا يتسبب فى استهدافه أو طلب استحضار شهود نفى مشكوك فيهم وفى روايتهم للأحداث ولم يكونوا شاهدين من الأساس على واقعة اغتياله مثل المدعو عصام زكريا وآخرين.

إن الرد على كل هذه الأكاذيب سيكون بالتأكيد على ما انتهى إليه تقرير اللجنة الثلاثية الطبية الشرعية من أن الحسينى أبوضيف قد اغتيل على يد قناص محترف تعمد استهدافه فى مقتل، وأن الإطلاق عليه كان موجها أساسا لرأسه وكان فى حدود مسافة الإطلاق المؤثر والمصيب وبمقذوف متطور للغاية ومحرم دولياً لدرجة أنه حتى فى حالة ضبط السلاح يصعب عمل مضاهاة أو مقارنة على المقذوف المستخدم به.

وأيضاً أن أشعة الليزر قد تم استخدامها فى تلك الأحداث إما للقنص أو لتحديد وتعريف القناصة من مليشيات جماعة الإخوان للشخصية المراد استهدافها وهنا نستعين بأقوال الشهود (محمود عبدالقادر محمود وحسن محمود محمد) التى اتهمت المتهم عبدالرحمن عز باستخدام قلم ليزر للإشارة على العناصر المعروفة بمناهضتها لحكم الاخوان لاصطيادها وأن المتهم ذاته قد اعترف اعترافاً صريحاً فى التحقيقات بتواجده فى مكان الأحداث للدفاع عن الشرعية.

وأيضاً ما تعرض له الحسينى أبوضيف من تهديدات بسبب التحقيق الصحفى الذى أعده ونشره قبل اغتياله بأيام فى جريدة الفجر وعنوانه "فضيحة بالمستندات – مرسى يصدر قرار بالعفو عن شقيق زوجته المتهم فى قضية رشوة"
وأيضاً كون السبب الرئيسى فى استهدافه هو واقعة سرقة الكاميرا والحقيبة الخاصتين به مع العلم أن الكاميرا الخاصة به كانت تحتوى على عدد 2 كارت ميمورى وأنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً باغتياله لتمكنه من خلال كاميرته الحديثة من تصوير مقاطع فيديو واضحة لوجوه وملامح عناصر المليشيات التى تحمل أسلحة وتطلق النيران الحية والخرطوش على المتظاهرين المعارضين وأنه حتى بعد قيام أحد المجهولين بإعادة الكاميرا إلى مقر جريدته لم يعد سوى كارت ميمورى واحد ولم يرجع الكارت الآخر الذى تضمن تلك المقاطع الهامة خصوصاً.

وأن الحسينى قد صرح قبل اغتياله مباشرة للشاهد الرئيسى عن الواقعة زميله محمود عبدالقادر أنه تمكن من رصد وجوه وملامح حملة الأسلحة من مليشيات جماعة الإخوان وأنه يرغب فى عرضها له وأنه سيقوم بتسليمها للجهات الأمنية
كما نود الإشارة إلى دعوة النفير العام التى أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين يوم الخامس من ديسمبر (يوم الأحداث) وأنها فى حد ذاتها دليل وبرهان على المعية فى الزمان والمكان ووحدة الباعث والهدف وتوافر القصد الجنائى لدى جميع المتهمين ولدى (مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة) لفض الاعتصام السلمى أمام قصر الاتحادية بالقوة والعنف وما ترتب عليه من جرائم.

وهنا نورد ما قضت به محكمة النقض:

"إذا كان ما أثبتته الحكم كاف بذاته للتدليل على اتفاق المتهمين على القتل من معيتهم فى الزمان والمكان ونوع الصلة بينهم وحدود الجريمة من باعث واحد واتجاههم جميعاً وجهة واحدة فى تنفيذها وأن كلاً منهم قصد مقصد الآخر فى إيقاعها بالإضافة إلى وحدة الحق المعتدى عليه ومن ثم يصبح طبقاً للمادة 39 عقوبات اعتبارهم فاعلون أصليون فى جناية القتل العمد المقترنة بجناية قتل أخرى يرتب بينهم فى صحيح القانون تضامناً فى المسئولية الجنائية عرف محدث الإصابات القاتلة منهم أم لم يعرف"

(ونقض جلسة 26/1/1970 – المكتب الفنى س 21 رقم 138 ص 157)

وقضت أيضاً

"إذا كان الحكم المطعون فيه قد أثبت توافر ظرف الإصرار والترصد بحق الطاعنين مما يترتب فى صحيح القانون تضامناً بينهم فى المسئولية الجنائية فإن كلاً منهم يكون مسئولاً عن جريمة القتل التى وقعت تنفيذاً لقصدهم المشترك الذى بيت النية عليه باعتبارهم فاعلين أصلين طبقاً لنص المادة 39، 40 عقوبات يستوى فى هذا أن يكون محدث الإصابة معلوماً ومعيناً بينهم أو غير معلوم"

(نقض جلسة 9/4/1972 – المكتب الفنى – س 23 – 123)

أما فيما يتعلق بإجابة السؤال الثانى الذى طرحته النيابة العامة فى الجزء الأخير من مرافعتها وهو ما أسباب تواجد المجنى عليه فى مكان الأحداث؟ وهنا يكون الرد على لسان المجنى عليه نفسه عندما كتب على صفحته على الفيس بوك "فخور بأننى نقطة فى هذا البحر العظيم الذى يجمع شرفاء مصر وتحية لكل من شارك فى مليونية اليوم" واصفاً مظاهرات يوم 4/12 المعارضة للإعلان غير الدستورى وأيضاً سنستعين للإجابة على هذا السؤال بأجزاء من المقال الذى كتبه الصحفى المرحوم/ عزازى على عزازى بعنوان الحسينى أبوضيف وقال فيه:

فى المسافة ما بين الحسينى ثائراً والحسينى شهيداً، تصطف أشجار التاريخ، وتعزف الأمم نشيدها الوطنى، يتعمد طين الحقيقة بالدم المسفوك أمشاجاً لمواليد جدد، يهبون الحياة
الحياة
وكان الحسينى أبوضيف ريحانة الميدان، وعترة الثوار، يسعى فى لهفة العمر القصير من (الفجر) الكلمة والصحيفة إلى الفجر (الخلاص)، يحمل كل أسلحته (الكاميرا والقلم والروح والعزم والأوراق والكبرياء والغضب) يتنقل من التحرير (الميدان) للتحرير (القصر) رافعاً يده بعلامة النصر
ولم يعلم سيد شباب الثورة أن عصابة يزيد كانت له بالمرصاد، تعد العدة وتحشد القطيع والعتاد، لتحصد حدائق الورد، فلا يبقى غير شوكها فى العيون وتحت الأقدام
الحسينى لا يفر من مواقع القتال، لأنه ابن الثبات، هو الصعيد بسمته وسماته، الناصرى عزة وكبرياء، وكلما رأيناه ألفيناه واقفاً أو راجلاً، وكأنه قرأ الطريق من الثورة للشهادة، فتعجلت أقدامه معراج الجنة انقضت أغربة المقطم على الصيد الثمين، وكان الحسينى يشد أجزاء الكاميرا، ليعاين خزنة الصور الدالة على المأساة، صوّب أحدهم سلاحه من مسافة قريبة إلى رأس الحسينى طلقة من الرصاص الحى، تهتك الجمجمة، وتطلق نافورة الدم الزكى، لتسقى جداول الخليفة المأمون، ويهجم جيش التتر على جثمانه النازف، ليقتلعوا الكاميرا من بين يديه، ففيها كل شهادات الإثبات على جرائمهم فى حق الثورة والثوار..

يا أيها القادم من ألم الجنوب، اشرع كل أقلامك، واكتب على (التويتر) آخر كلماتك: "إذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة"

وإذا انتقلت من (طما) لجامعة أسيوط، اصدع بما تؤمر، وارفع رأسك فوق، إنك الشريف الفقير، صاحب كل الحقوق، دافع عن حق الغلابة فى التعليم، واحفظ العهد لعصر نبى الفقراء، صاحب المجانية، والنهضة الصادقة، وإذا نزلت القاهرة، فاسكن شارع الحرية وسلالم النقابة، وانشد واهتف واصرخ، واحمل بشارة ثورة الشعب لإسقاط كل سكان القصر، ثم ازرع قدميك فى حدائق التحرير والميادين، حتى إذا سقط شهيد حملته على كتفيك، واحتفظت بقميصه المخضب بالدماء كى تثأر له، وكى تجد بعد حناء قميصك من يثأر لك.

يا حسينى يا حبيبى، لقد قتلنى قتلك وسفكنى دمك، أما الذين سرقوا اسمك وولاءك وتاريخك القريب، فليس لهم سوى وصيتك بإكمال الثورة، ووصية الضمير المصرى.. القصاص.. فسلام عليك يا حسينى فى الأولين والآخرين.

سيدى الرئيس:

نود الإشارة إلى أن بعض محامى المتهمين قد ارتكبوا جريمة إهانة هيئة المحكمة الموقرة بادعاءاتهم وقولهم زورا وبهتانا أن هذه محاكمة سياسية وأنها تتم وفقاً لتوجيهات وتعليمات من جهات بعينها من خلال مشاركتهم فى فيلم وثائقى مفبرك أنتجته قناة الجزيرة القطرية المشبوهة تحت عنوان "الصندوق الأسود ليلة أحداث الاتحادية".

ختاماً سيدى الرئيس:

لم ولن نجد من الكلمات والعبارات ما يصف مشاعر ودموع وآلام ومعاناة أسرة الشهيد بإذن الله الحسينى أبوضيف وأحبائه وأصدقائه الذين يفتقدونه كل يوم.. نعم.. إنهم يؤمنون بالله الحق العدل المنتقم.. نعم.. أنهم يؤمنون بقضاء الله وقدره.. نعم.. إنهم يثقون تمام الثقة فى أن قضاء مصر وأن قضاءكم العادل سيحكم بالقصاص والعدل.. سيحكم بمشيئة الله بالقصاص والإعدام.

مقدمه لسيادتكم
محمد فاضل عاشور
المحامى
وكيل ورثة المجنى عليه
الحسينى أبوضيف









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة