بالفيديو.. السينما تعزز الصورة المغلوطة عن المريض النفسى.. إسماعيل يس ومحمد سعد يقدمانه فى صورة "المجنون".. ولوثة الجنون تنتقل للطبيب النفسى فى "مطاردة غرامية".. وآسف على الإزعاج يناقش القضية بموضوعية

السبت، 18 أكتوبر 2014 12:23 ص
بالفيديو.. السينما تعزز الصورة المغلوطة عن المريض النفسى.. إسماعيل يس ومحمد سعد يقدمانه فى صورة "المجنون".. ولوثة الجنون تنتقل للطبيب النفسى فى "مطاردة غرامية".. وآسف على الإزعاج يناقش القضية بموضوعية أحمد حلمى
كتب محمد فهيم عبد الغفار - إسلام جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظر المجتمع المصرى غالبا إلى المريض النفسى بنظرة تحصره دائما فى صورة "المجنون" فاقد الأهلية غير صالح فى بيئته، ولذلك يصبح من يعانون من المرض النفسى فى عزلة عن الناس، بل أن هذا الأمر تعدى إلى تكوين صورة غير صحيحة عن الطبيب النفسى ذاته، الأمر الذى يخشى معه أى شخص تتولد لديه بدايات المرض أن يذهب إلى طبيب معالج، خوفاً من أن يوصم بالجنون.

السينما كان لها دور بارز فى ترسيخ هذه الصورة الذهنية عن المرضى النفسيين، فجميع الأفلام التى عالجت هذا الموضوع، تظهر المريض النفسى بصورة شخص فقد عقله، ويتعامل من حوله معه دائماً على أنه "مجنون"، ولا ننسى فيلم "إسماعيل يس فى مستشفى المجانين"، الذى صور عالم المرضى النفسيين داخل المستشفى على أن جميعهم مجاذيب.

وتدور أحداث الفيلم حول طعمه ووالدها الذى يستدين من معلمى الحارة الذين يرغبون الزواج بابنته، ويعد كل من يقرضه المال بتزويج طعمة له، ويدور الصراع بين حسونة الفطاطرى "إسماعيل يس" الذى يقع فى حب طعمة وفى نفس الوقت يقع فى حبها علوه التمرجى فيحدث الصراع بين حسونة وعلوه والأب الذى يدخل حبيب طعمة مصحة الامراض العقلية والتى يستطيع فى نهاية الفلم وفى يوم زفاف طعمة الهرب من المستشفى وكشف الحقيقة.

إلا أن الفيلم تعامل مع كل من يقبع داخل مستشفى الأمراض العقلية، التى دخلها حسونة عنوة بفعل غريمه، على أنهم مجاذيب فاقدين لعقلهم وكان أبرزهم الدكتور شديد والخواجة بيجو، وكذلك ظهر الأطباء المعالجون لهم بصورة مشابهة لصورة هؤلاء المرضى، حتى أصبح "حسونة" الذى دخل المستشفى وهو فى كامل قواه العقلية، يتعامل مع زملاءه داخل المستشفى بنفس الصورة التى يتعامل بها المجاذيب مع بعضهم البعض.



ويؤكد الدكتور هشام رامى، الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن الأفلام السينمائية لها دور كبير فى تكوين الصورة الذهنية السلبية أو الإيجابية للمريض النفسى، وكيف تساهم فى تغير حالة المريض ونظرة المجتمع له.

ويشير رامى إلى أن السينما أيضا أظهرت طرق سيئة للعلاج بواسطة الأشكال التى يتعرض لها المريض أثناء علاجه بجلسات الكهرباء التى هى بعيدة كل البعد عن الواقع الذى يتسبب فى جعل المريض ينفر من الذهاب للطبيب النفسى خشية تعرضه للعذاب.



كما ضرب رامى مثالاً واضحاً على تشويه صورة الطبيب النفسى داخل المجتمع المصرى، بالمشهد الشهير من فيلم "مطاردة غرامية" بطولة فؤاد المهندس وشويكار، والذى أدى خلاله الفنان الراحل عبد المنعم مدبولى، دور طبيب نفسى ذو أفعال جنونية، يعالج مرضاه بطريقة بهلوانية، على طريقة " أنا مش قصير قزعة.. أنا طويل وأهبل".



كما أشار رامى إلى أن هذا الأمر كان سائداً فى العالم فى بدايات القرن الماضى، لدرجة أن ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطانى، كان يطالب بإخصاء المريض النفسى أو تعقيمه، كوسيلة لمنع إنجاب جيل جديد يحمل جينات المرض، معتبراً أن هذه هى الطريقة المثلى للقضاء على هذه الأمراض من الكون.

بينما أكد رامى أن أحد أبرز الأفلام المصرية، التى عالجت المرض من جميع جوانبه بشكل جيد، هو فيلم "آسف على الإزعاج"، بطولة الفنان الكوميدى، أحمد حلمى، حيث أظهرت صورة إيجابية لمريض نفسى، لم يتقبل فى بداية مرضه فكرة أنه مصاب، إلا أنه اقتنع مؤخراً بضرورة الذهاب إلى المستشفى للعلاج، بمساعدة طبيب نفسى، ظهر بصورة لم نجدها فى السينما من قبل.



وتدور قصة فيلم "آسف على الإزعاج" بطولة أحمد حلمى ومنة شلبى ودلال عبد العزيز، حول قصة شاب يدعى "حسن"، ويعمل مهندس طيران متميز ومخلص جدا فى عمله لدرجة أنه ليس لديه من الوقت ما يمارس من خلاله حياته الاجتماعية، وحلمه أن يقدم مشروعه لرئيس الجمهورية وهو مشروع لتخفيض تكلفة الوقود للطائرات.

يرتبط حسن بوالده الطيار ويتمنى على الدوام أن يكون مثله، ويتعايش البطل مع والده "محمود حميده" الذى نفاجئ فى منتصف الفيلم أنه ميت وأن حسن يتخيل أن والده حى يرزق، ولا يفيق حسن من هذا الوهم إلا بعدما صدمته والدته "دلال عبد العزيز" بالأمر الواقع وتعرض عليه الذهاب للمستشفى للعلاج، وبعدما كان حسن يرفض فى الماضى أى تشكيك فى سلامته النفسية، يبدأ بالمرور على أولى خطوات العلاج، وهى الاقتناع بأنه مريض، ومن ثم يذهب إلى المستشفى، التى يظهر فيها الدكتور النفسى فى صورة رجل هادئ متوازن، ومثقف ولديه قدرة على محاورة المريض وإقناعه، إلى أن يتم شفاء حسن فى النهاية ليعود كما كان من قبل.



فيلم "البيت الملعون" أيضاً من أهم الأفلام التى تناولت قصة المرض النفسى، فى إطار سيناريو فيلم مرعب، حيث تعيش أسرة مديحة (ماجدة الخطيب) فى جو عائلى يغلب عليه السعادة والمحبة برفقة زوجها "سمير صبرى"، وابنتها إلا أن سعادتها تلك لا تدوم طويلا عندما تفاجأ مديحة بظهور أشياء وأشخاص داخل فيلتها، يحاولون قتلها.

تخبر مديحة عمتها بذلك التى تكشف لها أن والدتها قتلت بتلك الفيلا، واتهم والدها بقتلها وأصيب بمرض نفسى أودع على إثره مستشفى الأمراض العقلية مما كان سببا فى انتحاره. يحاول الزوج مساعدة زوجته مديحة فيطلب من الطبيب صلاح "كمال الشناوى" علاجها، فيكتشف أنه كان يحب والدتها وهو القاتل الحقيقى يسعى الزوج لإنقاذ مديحة من براثن ذلك الطبيب صلاح ويطلق عليه النار فيرديه قتيلا ويعم جو الصفاء والمحبة إلى الأسرة من جديد.

ويلاحظ أن هذا الفيلم يظهر الطبيب النفسى فى صورة الرجل الشرير، الذى ينسج حول ضحيته خيوطاً متشابكة من الألغاز والأوهام، ليجعله مقتنعاً بأنه بالفعل مريض وتظهر له تهيؤات لا يراها غيره، ليخضع للعلاج تحت إشراف هذا الطبيب، فيستغله فى الحصول على أغراض معينة.



أخبار متلعقة..

دراسة بريطانية: واحد من بين ستة مرضى نفسيين يحاول الانتحار











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة