رمضان العباسى

الدولة الحوثية وأخواتها فى التشدد

الجمعة، 10 أكتوبر 2014 06:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة استيقظ العالم خلال الأشهر الماضية على ميلاد الدولة الداعشية فى العراق وسوريا وبعدها بأيام قليلة ولدت الدولة الحوثية وانتشر رجالها فى ربوع اليمن بنفس سرعة انتشار الدواعش فى بلاد الشام والعراق، ليصبح جنوب غرب آسيا والعالم العربى وباب المندب الذى يعتبر عنق الزجاجة بالنسبة للبحر الاحمر فى قبضة الطائفة الشيعية اليزيدية المتشددة وشمال غرب آسيا وشرق العالم العربى فى مرمى نيران الطائفية السنية الداعشية المتشددة.

لم يأت ميلاد هذه القوة الجديدة من فراغ وإنما جاء نتيجة لما أفرزته سلطات الحكم فى المنطقة على مدار العقود الماضية من ظلم وتخلف واستبداد، فلم تزرع الأنظمة الأمل والعلم والعمل والوحدة بين أبناء الوطن، بل زرعت الكراهية وعززت الطائفية وعملت على تسطيح العقول وحرصت على جهل المواطنين لضمان استمرارها أطول فترة من الزمان حتى انكشفت عوراتها وسقطت الأقنعة عنها فانهارت الواحدة تلو الأخرى، وبدأ المجتمع يجنى حصاد ما زرعته تلك الأنظمة من الظلام والقهر بين أبناء المجتمع فخرجت كل جماعة تريد الانتقام والثأر لنفسها والسيطرة على البلاد والعباد.

دولة الحوثى ظهرت بنفس الطريقة التى ظهر بها الدواعش وحزب الله ومن على شاكلتهم، وكل أخواتهم فى التشدد، فكل منهم استخدام الدين كطريق لاستقطاب قلوب المواطنين والتستر خلف الشريعة لتحقيق مآرب جماعته، فقد انطلقت جماعة الحوثى بصرخة فى عام 2002 (الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) وكأنها تسعى إلى تحرير الأوطان والمقدسات، وبدأ صوتها خافتًا وشبه سرى، فى بداية الأمر فكان شعارها يكتب على الجدران تحت جنح الظلام، والمجاهرة به تؤدى إلى الاعتقال، ولكن ظلم دولة على عبد الله صالح واستبدادها ساهم فى تحويلها خلال سنوات قليلة إلى قوة ضاربة تهدد الجيش وتقوض هيبة الدولة حتى أصبحت كل مؤسسات الدولة فى قبضتها وأصبح أميرها الآن مفتاح الحل والعقد فى البلاد.

ويؤكد الخبراء فى شئون الحركات الدينية أن الحركة الحوثية أريد لها أن تكون بمثابة ذراع عسكرية للأحزاب الزيدية ونسخة شيعية مقابل تنظيم القاعدة السني، فنهضت على الإرث الدينى والاجتماعى فى مناطق انتشار المذهب الزيدى وهى مناطق قبلية تتسم بانتشار الأمية والسلاح وتبرز لدى أبنائها العصبية العشائرية والدينية، وبالرغم أن أصحاب هذا المذهب يمثلون أقل من 35% حسب الإحصائيات المنشورة على الإنترنت إلا أن ضعف الدولة وتسخير كل مواردها وطاقاتها للحفاظ على النظام فتح لها الباب للسيطرة على كل المقدرات والعباد.

البعض يدعى أن داعش ظهرت فجأة وستختفى فجأة كذلك الأمر بالنسبة للحوثيين ولكن الواقع يقول عكس ذلك فقد ظهر تنظيم حزب الله وبدلاً من أن يزول أو ينضم تحت لواء الدولة أصبح دولة مستقلة داخل الدولة ولم تختف طالبان، بل أصبحت العقدة فى طريق تحقيق الخير والرفاهية لأفغانستان وجيرانها، حتى إذا زالت تلك الحركات فستولد حركات بديلة أكثر تشددًا منها فى ظل غياب الدول عن القيام بواجباتها وتحقيق إرادة شعوبها والوحدة بين أبنائها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

فوزى مناع

ما شاء الله

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو محمد

تحليل منطقي ومعلومات جيدة ياستاذ رمضان

مقال ممتاز بارك الله فيك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة