رمضان العباسى

سفهاء الفضائيات واللعب فى عقول الناس

الأحد، 08 سبتمبر 2013 08:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الأمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه "إذا تم العقل نقص الكلام"، ويقول الإمام الشافعى، رحمه الله "إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر فى كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر".

فى الأسبوع الماضى رفع المحامى وائل حمدى السعيد، المحامى بصفته وكيلا عن المهندس حمدى الفخرانى، دعوى ضد أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، يطالب فيها بمنعه من الظهور فى الصحف والإعلام، مستندا فى دعواه إلى أن أيمن نور تم حبسه فى قضايا تزوير التوكيلات أثناء ترشحه على منصب رئيس الجمهورية عام 2005، وقد تم منعه من مباشرة حقوقه السياسية بناء على حكم القضاء مما اعتبره مقيم الدعوى سبباً لمنع نور من الظهور فى وسائل الإعلام والصحافة.

الدعوة قد تبدو غريبة للكثيرين فى زمان نظن أنه عهد الحريات بعد ثورة 25 يناير ولا يجوز بعد هذه الثورة الحجر على الآراء وتكميم الأفواه تحت أى مسمى ولأى سبب طالما ليس هناك سباً أو قذفاً فى حق الأشخاص أو تطاولاً على الأديان أو إفشاء للأسرار، ولكن ما تشهده الساحة الإعلامية خلال الفترة الماضية يؤكد أن الشعب المصرى أصيب بمرض الكلام والبذاءة فى الألفاظ والعنف فى الحوار وسوء الأخلاق، وعدم القدرة على الاختلاف، فيما بينهم ونتيجة لسؤء الشخصيات التى تملى الشاشات وتحشو أدمغة الشعب بكل ما هو مدقع، ومفزع ومرعب.

فبعد ممارسات شيوخ الفضائيات على مدار أكثر من عام شوهت خلالها الإسلام، جاء دور الشخصيات التى تقتحم بيوتنا كل مساء لتلقى علينا محاضرات فى المهاترات وبذاءة اللسان والاستخفاف بالعقول واللعب بالأوطان وإشغال الناس بسفاسف الأشياء، حيث نجد شخصا مثل المحامى مرتضى منصور يصب على الجمهور كل مساء وصلة من الردح فى القيل والقال واللعب بالألفاظ، ويدعى أنه ملاك فى زمان الشيطان وكأنه بلا خطيئة ولا وزر، ظنا منه أن الناس قد نسيت أنه كان جزءا من الفساد والإفساد الذى عاشه الوطن فى زمن الاستبداد أيام المخلوع، ونسى أنه روى الناس من كأس الأوهام ومارس دورا هاما فى تضليل الرأى العام وطرد الاستقرار من قلعة رياضية كبرى فى البلاد، فلو كان هؤلاء المتطفلون على الفضائيات كل مساء من الملائكة كما يعتقدون على الطريقة الإخوانية فإن حديثهم بهذه الطريقة الفجة وتفوههم بهذه البذاءات وسوء الأقوال وصب الرصاص الصادر من ألسنتهم على أذن المصريين يكفى لإسقاطهم فى الدرك الأسفل من النار.

وفى عهد المخلوع كانت الشاشات تلهى الناس بالمسلسلات وفى عهد المعزول كانت تشغلهم بالخلافات والتفاهات، أما الآن فيتم إلهاء الناس بالسفهاء من السياسين والمتطفلين، فقد أمست الشاشات تصدح بكل ما هو فارغ وتافه ومكرر وكأنها خطة محكمة لإلهاء الناس فى السخافات والقضاء على ما تبقى من أخلاق فى المجتمع واستهلاك الوقت فى الهراء وتدريب المواطنين على الكسل والخمول لمنع العمل والإنتاج ليبقى الوطن أسير لهؤلاء السفهاء، فقد أصبحت الكثير من القنوات تتبارى فى عرض المفسدات والمغيثات من الشخصيات التى كلت منها العيون، وملت منها القلوب، وزكمت منها الأنوف وكأن الوطن توقف عن الإنجاب ومصر لا تملك سوى هؤلاء الفاشلين المتطفلين على المواطنين.

نتمنى من المحامى صاحب الدعوى ضد أيمن نور أن تكون دعواه ضد كل هؤلاء الذين اقتحموا علينا بيوتنا وحياتنا سواء ممن تم استهلاكهم عبر المخلوع والمغزول وممن يتم تسويقهم عبر الشاشات والصفحات لجاجات وغايات لا علاقة لها بالوطن والمواطنين، مع العلم أن الوطن هو السلم الذى يمتطيه هؤلاء ليصعدوا إلى رؤوس المصريين لإفسادها بدلاً من إصلاحها.

إن هؤلاء الذين يطلون علينا كل مساء ليقدموا جرعة من الهراء يسلبون من الإعلام دوره الحقيقى ويجعلوه فى خدمة أهدافهم وتحقيق مصالحهم وتسويق بضاعتهم الفاسدة وأكاذيبهم البائدة، فهم يدركون تماما أن فتح الشاشات أمام المبدعين وأصحاب الأفكار ومن يملكون الأمل والرغبة فى الإنجاز والعمل سيحولهم إلى أشلاء وسيصبحون بعد برهة قليلة من الزمان فى مزبلة النسيان، لذلك لا يمنحون الفرصة لأى شخصية مبدعة أو فكرة عظيمة أو أى شخص يمكن أن يقدم قيمة ومعلومة مفيدة للمواطنين.

إن الإعلام المصرى مطالب بوقف هذه الشخصيات ومنع تصدرها للشاشات حتى لا يكون رأس الحربة فى تشويه عقول الناس فى المرحلة الحالية، كما كان إعلام المخلوع يمارس التسطيح وإعلام المعزول يمارس التضليل، فبدون الدور الحقيقى للإعلام وإصلاح التعليم لن يكون هناك بناء صحيح لعقول الأجيال وقضاء على الأزمات ومعالجة حقيقة للسلبيات.

إن الشخص الذى يرغب فى العمل والإنجاز والخير للوطن لا يمكن أن يظل يهذى طول الوقت بهذه الألفاظ والبذاءت على الشاشات ويقضى ليلته متنقلا من شاشة إلى أخرى، وكأنه وحى تنتظره الجماهير، دون إدراك أنه يمارس الدجل على عقول المصريين.

يجب أن يعلم هؤلاء أن الكلام كالدواء، كما قال عمرو بن العاص "إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل"، فهؤلاء يقتلون الوطن بكثرة كلامهم وسوء بذاءتهم وأفعالهم ويخلقون مجتمع الكلام بديلا لوطن العمل والأفكار والصدق والاستقرار والإبداع والإنجاز.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الله يفتح عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

سماح

تسلم يا استاذ

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

كله كوم والجزمه كوم تانى

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو احمد

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/ محمد السرسى

سفهاء الفضائيات

عدد الردود 0

بواسطة:

طائر الحرية

تعبنااااااااااااا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

مالقتش غير أيمن نور اللى جاى تدافع عنه !!!!!!!!!!!!!!

ياريت تراجع نفسك .

عدد الردود 0

بواسطة:

كلمة حق

الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

الحر

نعم هي الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

انت جاى مع مين

لم نسمع عنك هلوا علينا هلوا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة