أحمد على

الصعيد الذى لا نعرفه

الجمعة، 27 سبتمبر 2013 10:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السؤال الذى كان مطروحا دائماً بعد ثورة 25 يناير هو لماذا لم يثور الصعيد؟ على الرغم من أن مطالب تلك الثورة هى حقوق أساسية لم ينعم بها أبناء الصعيد، فالصعيد لم ينل حقه من حجم الاستثمارات الكلية فى مصر ولا من مشروعات البنية الأساسية ايضا فالتعليم على سبيل المثال فى الصعيد متراجع لحد أن الطفل يصل إلى السن الإلزامى لقبول المدارس وهو ست سنوات ولم يلتحق بمرحلة التعليم الأساسى بسب العجز فى الأبنية التعليمية ووفقا لإحصائيات هيئة الأبنية التعليمية أن محافظات الصعيد تعد الأكثر فقرا فى الأبنية التعليمية فعلى سبيل المثال المنيا تحتاج 356 قرية بها إلى مدارس ومحافظة أسيوط بها 234 قرية تحتاج إلى مدارس للتعليم الأساسى وسوهاج تحتاج إلى أبنية تعليمية فى 269 وقنا بها 123 قرية تحتاج أبنية تعليمية، بعبارة أخرى ما أريد أن أوضحة من تلك الأرقام أن فكرة الارتقاء بالموقع الاجتماعى من خلال فرصة متساوية وهى الحق فى التعليم غير موجودة أصلاً فى الصعيد.

إن ما يحدث للصعيد هو تمييز على أساس الموقع الجغرافى وبالتالى لابد من تفعيل المواطنة من منظور عدم التمييز على أساس الموقع الجغرافى داخل حدود الوطن الواحد بمعنى عدم التمييز فى الحصول على فرص متساوية للتنمية وأتمنى أن ينص على ذلك فى الدستور الجديد، وبالتالى هنا لابد من الحديث عن العدل الاجتماعى من منظور حقوقى وهو تساوى الفرص فى الحصول على الحق ذاته بمعنى المساواة فى توزيع الفرص إذا كنا نتحدث عن مجتمع سوىِ لا تمزقة الفوارق الطبقية والجغرافية وينعم بالسلام الاجتماعى رغم إيمانى بأن الحقوق لا تمنح ولكنها تنتزع.

الصعيد تاريخيا لم يصدق إلا الرئيس جمال عبد الناصر لأنه الوحيد الذى تعاطف معهم ومن خلال معرفتى للصعيد الذى انتمى إليه دائماً نظرة أبنائه إلى القاهرة ما هى الإ صراع بين المركز المهيمن أو المدينة والأطراف المهمشة أو القرى وباحثى علم الاجتماع السياسى يفسرون تلك العلاقة بين المدينة والقرية من خلال إنتاج كل منهم بمعنى أن إنتاج المدينة يشبع الرغبات والرغبة تولد الشراهة إما إنتاج القرية يشبع الحاجات الأساسية والحاجة تولد الاكتفاء هذا لا ينفى أن بالمدينة حرمان من الحاجات الأساسية ولكن ليس بقدر مأساة القرية وبالقياس على ذلك المنتج الأول فى الصعيد هو الفقر.

بالتأكيد لابد أن تكون البداية هى تحليل دقيق للخارطة الاجتماعية فى مصر عموماً والصعيد خاصة على أساس مفهوم الهامشية لإيضاح أشكال التمييز المدينى إزاء الصعيد بدلاً من التحليل الفوقى النمطى السطحى للنخبة السياسية والإعلامية فالجميع يتحدث عن الصعيد ولم يذهب إليه، حتى أن تقدير الموقف للنخبة السياسية والإعلامية لردود فعل الصعيد التى توالت بعد 30 يونيو وفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة هو نتاج تلك العقلية التى أصُيبت بفقر الخيال والسطحية وانعدام الرؤية والمعرفة فلم يعرفوا عن الصعيد إلا الجملة الشهيرة بأن الصعيد له خصوصية قبلية عائلية ولم يدركوا ضرورة رفع مستوى معيشة المهمشين فى الصعيد حتى يصبحوا أقوياء أمام صندوق الانتخابات لأنه لا إرادة لمحتاج ولا حرية سياسية بدون حرية اقتصادية ولا ديمقراطية بدون تنمية شاملة وحقيقية، ولم يراع أحداً التحولات داخل القرية نفسها والجيل الجديد من الشباب الذى هاجر مجتمع القرية وخرج من عباءة القبلية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

adam

نداءء الى محافظ اسيوط المحترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة