أحمد على

الشراكة هى الحل

الجمعة، 23 أغسطس 2013 09:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحليل البعض للخلاف الحالى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بأن الحل يكمن فى روسيا هو فهم خاطئ لطبيعة التحولات فى النظام الدولى والتحالفات المكونة له، فمصر الآن ليست فى حقبة الخمسينيات والستينات ولديها مناورة اختيارفى ظل حرب باردة بين المعسكر الشرقى بكتلتة الاشتراكية وحلف وارسو والمعسكر الغربى الراسمالى بحلفه شمال الأطلنطى، كما أنه لا توجد قضايا مثارة لدول العالم الثالث مثل التحرر الوطنى، كما أن روسيا الآن ليست الاتحاد السوفيتى سابقاً، فالنظام الدولى فى تلك المرحلة كان ثنائى القطبية أمريكا والاتحاد السوفيتى، وبالتالى انعكس ذلك على قضايا دول العالم الثالث خاصة التى خاضت تجارب التحرر الوطنى مثل مصر عبد الناصر فمصر من أكثر دول العالم التى استفادت من ذلك النظام الدولى المنقسم إلى كتلتين بعبارة أخرى هناك تغير فى الظروف الدولية والإقليمية ودور الفاعلين وطبيعة الصراعات والتحالفات.

فالعلاقات الدولية هى مراحل من تتطور العلاقات تأخذ أحد الأشكال، إما تعاونا وتنسيقا أو صراعا وتنافسا فالعلاقات بين الدول لاتوجد بها صداقة أبدية ولا عداوة سرمدية فقوة الدولة أياً كانت فى كيفية التأثير فى الآخر الدولى، سواء كان هذا الآخر دول أو جماعات أو منظمات دولية وبتطبيق ذلك على توتر العلاقات المصرية الأمريكية، هذا أمر وارد وطبيعى لتعارض المصلحة، ولكن السؤال الأهم هل تصلح روسيا حليف وأن تكون البديل والحل؟ كيف ننقل التبعية من أمريكا إلى روسيا؟ وهل الأفضل هو علاقات التبعية أم الشراكة الاستراتيجة أيا كانت من هى الدولة؟

فى تقديرى يخطئ من يعتقد أن روسيا هى الحل فهى كما ذكرنا ليست الاتحاد السوفيتى كما أن حلفاءها بالمنطقة هم النظام السورى القاتل وايران النظام غير ديمقراطى وبالتالى هى من حيث طبيعة التحالفات هى مختلفة مع مصر فى طرح وحل بعض القضايا الهامة بالمنطقة، وبالتالى التقارب بين مصر وموسكو ضرورى لكن لابد أن يُبنى على علاقات شراكة وليست تبعية وأيضا الصين وغيرها من دول اوربا وبقية دول العالم.

فطبيعة العلاقات المصرية الامريكية القائمة على التعاون العسكرى والأمنى هى مرتبطة بفكرة الحليف الاستراتيجى وبالتالى هى علاقة مصالح متبادلة لها اعتبارات مرتبطة بالاستقرار فى المنطقة، وبالتالى فكرة الحديث المتكرر عن دور مصر الإقليمى هى ليست فى مصلحة مصر فنظرية الدور الاقليمى هى نظرية وظيفية فى العلاقات الدولية بمعنى أن هناك ظروفا تاريخيا وجغرافيا سياسية فرضت على إحدى الدول أن تقوم بدور وظيفى يسمى الدور وبالتالى الأفضل لمصر أن تخلق لها نموذج قوة يجعلها قادرة على التأثير فى الاخر الدولى كما ذكرنا وذلك من خلال علاقات الشراكة الاستراتيجية وليس المعونة بمعنى أن تنفتح على العالم من خلال علاقات شراكة مع أمريكا ودول اوربا وروسيا والصين وباقى دول العالم دون أن تفقد استقلال قرارها الوطنى فمصر ليست دولة منعزلة عن العالم بل تتاثر بما يحدث فى العالم ويتاثر بها الخارج من خلال قضاياها الداخلية.

وبالتالى ما المفيد أن ننقل التبعية من أمريكا إلى روسيا فمصر عاشت تلك التبعية لأمريكا أيام مبارك وعام مرسى، وبالتالى المفيد هو بناء نموذج ديمقراطى متقدم اقتصاديا فى الداخل قادر على التاثير فى الخارج بحيث تكون طرفاً مؤثراً نقدياً من خلال الاقتصاد وفاعلا سياسيا من خلال بناء نموذج للقوة قادر على التاثير فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وليس نموذج منغلقا على ذاته ومنعزلا عن العالم ومتمسك بتبعية حليفه ما أريد أن أؤكد علية أن إرادة الشعوب فى التغيير أمر لا مفر منه، أما إدارة الحكومات لمصالح تلك الشعوب لابد أن تبنى بشىء من العقلانية.

* قيادى بحزب المصريين الأحرار










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

المواويل !!....................... دى كلها هتتغير قريب!!................يا احمد !!

فوق !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة