يحيى الرخاوى

وأنا مسئول عن "كده"!!

الخميس، 22 أغسطس 2013 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى السابعة والنصف من هذا الصباح (الأربعاء 21 يوليو) فى جلسة من جلسات "العلاج الجمعى" التى أعقدها فى قسم الطب النفسى فى قصر العينى كل أربعاء منذ أربعين عاما، ولعبنا لعبة علاجية من نوع آخر: وهى أن نضيف "جملة بذاتها" على أى قول يقوله أى منا مهما كان يخرج منه كيفما اتفق، هذه الجملة كانت:، "وانا مسؤول عن كده ". سألنى المرضى والزميلات: نقول أى كلام؟ قلت نعم: أى كلام، حتى لو بدا كلاما فارغا، غير مناسب.

وبدأنا: واستمرت اللعبة بانسياب أكثر كثيرا مما توقعت، وكان من المفاجآت المفيدة، أن كثيرا من المرضى انتبهوا إلى مسؤوليتهم عن أعراضهم، مثلا :"أنا حاسس بخوف فظيع.. وأنا مسئول عن كده"، "أنا تعبان النهارده قوى، وأنا مسئول عن كده " قال أحدهم " يا عصام أنا خايف على بلدى وأنا مسئول عن كده" وقال آخر: "مفيش فايده فى الشعب المصرى وأنا مسئول عن كده" وقال ثالث: "يا دكتورة ريهام: مصر حاتفضل مصر وأنا مسئول عن كده"

ثم إنى طورت اللعبة أكثر ليكون الخطاب، مرة "أنا كذا ثم أخرى: "أنت" كذا.. مع إضافة نفس الجملة، " فتعجبوا مرة أخرى، إذ كيف أقول لآخر مثلا: "إنت النهاردة بعيد قوى عننا..". ثم أضيف و"انا مسؤول عن كده"، مع أننى أتهمه هو بالبعد، لكنهم استجابوا، ولعبوا، ووصلهم المطلوب. فرِحتُ بتحريك المسؤولية هكذا، وأن هذه اللعبة -على بساطتها- قللت كثيرا من المبالغة فى استعمال ميكانزم "وضع اللوم" على الآخر كما قللت من حيلة "التبرير" الجاهز.

ثم إنى طلبت من المشاركين أن يعبروا عما تحرك فيهم بعد اللعبة، فأعلن كثير منهم أنه اكتشف دوره، بدرجة ما، فيما هو فيه، وأيضا فى ما هو عند الآخر، بل عند الجماعة كلها، وأنه لم يكن يعرف ذلك بهذا الشكل، ثم سألتهم عن تصورهم لما يترتب على هذا الاكتشاف من احتمال تغير فى موقفه، أو فى فعله، يبدأ من هذه اللحظة، فاستجاب عدد غير قليل استجابات إيجابية واعدة.

قارنتُ ذلك بما يحدث فى كثير مما أشاهد فيما يسمى التوك شو، وتمنيت لو أن كل مشارك يدلى برأى، أو نقد، أو هجوم، أو شكوى، تمنيت أن يضيف "وانا مسؤول عن كده" أو حتى: "وانا مسؤول – جزئيا– عن كده"، ثم يتعهد أن يساهم فى تحقيق ما حرّكته هذه المسؤولية فيه بدءا بنفسه على أرض الواقع.
ما رأيكم؟ وما رأيهم؟!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة