أحمد على

عن معنى الشرعية والثورة والانقلاب (1-2)

الأحد، 14 يوليو 2013 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يزال الحديث جار عن تفسير ما حدث فى 30 يونيو وتوصيفه بأنه ثورة شعبية أم انقلاب عسكرى على الشرعية، وأخذ البعض كالمعتاد فى طرح رؤيته الخاصة التى هى نتاج لتعصبه لفريقه السياسى دون مراعاة قواعد البحث العلمى ومعاييره القياسية فى الطرح لكل من المصطلحات المتداولة فى كل النقاشات مثل الشرعية والانقلاب والثورة إلى حد أن اتجه البعض لتسمية ما حدث بأنه انقلاب ناعم من منطلق أنه باحث محايد والبعض الآخر اعتبره انقلابا عسكريا وفقا لمصطلحاته القانونية والدستورية، فى حين دافع فريق كبير عن ثورية الحدث وشعبية وأن الأمر لا يخرج عن كونه ثورة شعبية حماها الجيش المصرى.
إن رؤيتنا لأى قضية تتوقف على الجانب الذى ننظر منه إليها ومدى القرب من السلطة أو البعد عنها بحكم المعارضة، وبالتالى قبل الحديث عن توصيف ما حدث سنوضح المفاهيم السياسية والقانونية بشكل بحثى لكل من الشرعية والثورة والانقلاب، فالشرعية: هى الأسُس التى تعتمد عليها الهيئة الحاكمة فى ممارستها للسلطة وتقوم على حق تلك الحكومة فى ممارسة السلطة وتقبل المحكومين لهذا الحق والذى يحدد تلك العلاقة هو العقد الاجتماعى أى الدستور، وهنا دون الخوض فى حديث الشرعية الدستورية والشرعية الثورية، سنوضح ما هى أسانيد الشرعية من خلال ذلك التعريف وما جدواها مقارنة بأداء الرئيس محمد مرسى.
مثلما يحدث مع أى حاكم يثور وينقلب عليه شعبه يقوم الحاكم بعرض مبررات استمراره هو وأنصاره، وهنا تبلور تمسك الرئيس والجماعة وأنصار المشروع الإسلامى من تيارات الإسلام السياسى بالشرعية، ولكن ما هى تلك الأسانيد لتلك الشرعية وهل هى صحيحة أم لا؟
إن تمسك الرئيس وأنصاره بكلمة الشرعية والاستناد إليها دائما وأنه أول رئيس مدنى منتخب، وبالتالى هو يمتلك الشرعية النابعة من الدستور هذا منطق صحيح، ولكن الكل كان يحترم ذلك، ولكن فى الأشهر الأولى لحكم الرئيس قبل أن يخرج هو على احترام الدستور، بعبارة أخرى شرعية أى رئيس ليست دائمة وليست هى ملك له وحده يهدرها ويأتى بها كما يشاء، الشرعية ليست حقا مقدسا، فالشرعية هى عقد بين الرئيس المنتخب وشعبه الذى قام باختياره وبموجب هذا العقد يتمتع الرئيس بصلاحيات الحكم المنصوص عليها فى الدستور فى مقابل التزامه بالعمل العام لصالح المواطنين واحترام الدستور، وبالتالى فإن خالف الرئيس ذلك العقد من حق الشعب أن يخرج عليه ويثور ويطالب برحيله.
بعبارة أخرى إن مفهوم الشرعية هو مفهوم سياسى فى الأصل يعنى القبول العام لسلطة سياسية وقدرتها واحترامها للدستور والقانون المنظمين للعلاقة بين من خولت إليه السلطة والمواطنين، وفى تلك الحالة الرئيس محمد مرسى خالف كل الوعود التى قطعها على نفسه من احترام الدستور، وأن يكون رئيسا لكل المصريين، وليس رئيسا لأفراد الجماعة، وأنه لن يقبل بدستور غير توافقى، وأن يحترم القضاء واستقلاله، وأن يعمل لصالح الوطن لا لصالح الجماعة، وأن يتخلى عن الحكم إذا لم يرض الناس عنه.

الرئيس لم يدرك هو وأنصاره من تيارات الإسلام السياسى أن الشرعية كالحرارة ترتفع بالرضاء الشعبى وتنخفض بالغضب الشعبى، الشرعية كانت حقيقية احترمها كل أبناء الشعب المصرى فى الأشهر الأولى لحكم الرئيس والذى أهدرها هو الرئيس وجماعته، الخطأ الرئيسى الذى ارتكبه الرئيس وجماعته هو خطيئة التصلب الفكرى للجماعة وصياغة الواقع المصرى وفق افتراضات أيديولوجية لم يقبلها بقية تيار الإسلام السياسى نفسه مثل حزب النور كممثل لغالبية السلفيين هذا غير التيار المدنى الذى أعطى الكثير منه أصواته لمرشح الجماعة باعتبار أن هذا نجاح للثورة.
أما الحديث عن معنى ومفهوم الثورة والانقلاب هذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.
• قيادى بحزب المصريين الأحرار








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مبررات غريبة وعجيبة في نمط من التفكير مخيف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة