جمال أسعد

الكنيسة وسد النهضة الإثيوبى

الثلاثاء، 04 يونيو 2013 06:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلاقات الدولية بين الدول لا ينميها الحب ولا تتزعزع بالكراهية، لا تأتى من أجل سواد العيون، ولكنها تبدأ وتنمو وتستمر بالمصالح المشتركة بين الدول، وهذا بالطبع غير علاقة الإذعان بين الدول القوية والأخرى الضعيفة، وتحدد درجة هذه العلاقات بقدرة الدولة ومكانها ومكانتها وما تملك من قوى وما لها من تأثير على الآخر وعلاقة السلطة بشعبها ومدى مصداقية الشعب فى زعامته، ولذا فلا غرابة من هذه المتغيرات الدراماتيكية فى العلاقة المصرية الأفريقية حتى أنه قد أصبحت إثيوبيا مصدر تهديد لحياة المصريين، فالفارق بين مصر الستينيات ومصر اليوم أنه فى الحالة الأولى كانت مصر الدولة الرائدة التى رعت الدور الأفريقى الذى يمكن أن يخدم أهدافها الاستراتيجية، حتى أنه لم يكن هناك ولا دولة أفريقية لها علاقة بالدولة الصهيونية، ودور مصر فى حركة التحرر الأفريقى وإنشاء منظمة الدول الأفريقية هو دليل على تلك العلاقة، هذا إضافة لدور مصر التعليمى والثقافى والصحى والإنسانى فى مجمل القارة، فى هذا المناخ وتلك الأجواء، كانت هناك خصوصية بين مصر وإثيوبيا ساهمت فيها الكنيسة المصرية بدور وطنى كعادتها على مر تاريخها، فتزامن وجود زعامة عبدالناصر مع زعامة هيلاسلاسى الزعيم الإثيوبى التاريخى، وتوافق هذا مع علاقة مصرية وطنية بين عبدالناصر والبابا كيرلس، فى الوقت الذى كانت فيه العلاقة بين هيلاسلاسى وبين الكنيسة الإثيوبية علاقة توافقية وتكاملية، حيث كان هيلاسلاسى ابناً روحياً للكنيسة الحبشية كما أن الكنيسة الإثيوبية كانت تابعة تبعية روحية كاملة للكنيسة المصرية، أى أن البابا كيرلس السادس كان فى ذات الوقت بابا للكنيسة الإثيوبية يخضع له الجميع بمن فيهم هيلاسلاسى روحيا، ولذا كان هناك تأثير ما للبابا كيرلس على الكنيسة الإثيوبية، وبالتبعية على هيلاسلاسى، ولكن ما هو الوضع الآن؟ لقد تغير فى النهر مياه كثيرة، رحل عبدالناصر وجاء السادات بكامب ديفيد تلك التى أنهت الدور المصرى وقزمته فكانت إسرائيل بديلا يعيث فى أفريقيا فساداً أو تآمراً ضد مصر، فكان تقسيم السودان المدخل لبناء سد النهضة لمحاصرة مصر، وجاء هيريام بانقلابه الشيوعى فأزاح هيلاسلاسى ثم كان انفصال الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة المصرية ولم تعد العلاقة غير شراكة فى المجموعة الأرثوذكسية، والأهم أن الكنيسة وأى مؤسسة فى أى دولة لا تستطيع ولا تعمل فى غير صالح الدولة، ناهيك عن تأزم العلاقة المصرية الإثيوبية خاصة بعد تدخل مصر لصالح إريتريا ضد إثيوبيا، ولذا فلا أعتقد أن هناك دورا يذكر ومؤثرا للكنيسة المصرية فى إثيوبيا الآن، فالموقف جد خطير وكفى فشلا وهزلا، والبداية هى إعادة التوافق المصرى كخطوة سريعة لبداية صحيحة، لابد من التحرك فى جميع الاتجاهات، الدبلوماسية للحفاظ على الحقوق المصرية بناء على الاتفاقيات، ومن لا يحب وطنه ويجعله تاجاً على رأسه فلا أحد يحترمه ولا يقدر وطنه، فمصر لا تستحق هذا لأنكم لا تستحقونها يا أهل طظ.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشريف

أنا احترم أ/جمال أسعد كثير الاحترام وهو شخصية لها عمق ومصداقية وشفافية رائعة ولة مشاعر نقي

*************************

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة