وحيد حامد: مرسى مش مصدق نفسه وموكبه أثناء الصلاة "جنونى".. والحل فى طرد الإخوان من الحكم..نعيش فى زمن الخوف وعدم الطمأنينة وضياع المستقبل.. وكارثة مبارك فى الحكم تتلخص فى الزوجة والأبناء

الخميس، 20 يونيو 2013 01:00 م
وحيد حامد: مرسى مش مصدق نفسه وموكبه أثناء الصلاة "جنونى".. والحل فى طرد الإخوان من الحكم..نعيش فى زمن الخوف وعدم الطمأنينة وضياع المستقبل.. وكارثة مبارك فى الحكم تتلخص فى الزوجة والأبناء "اليوم السابع" أثناء حواره مع وحيد حامد
حوار العباس السكرى - تصوير حسين طلال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حمل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد على كتفيه عبء المهمشين والبسطاء فى المجتمع المصرى، وعبّر بخيال سينمائى خاص عن أحلامهم وآمالهم وهمومهم وإنسانيتهم، حيث وقف الكاتب ضد الرأسمالية فى فيلمه السينمائى «الغول»، وأظهر لمحات الفساد السياسى فى «البرىء» وتعرض لقضية القهر الإنسانى وتشويه السلطة لمشاعر الفرد فى «سوق المتعة»، ووقف ضد الإرهاب بثلاثيته الشهيرة «طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» و«دم الغزال».

وفى حواره مع «اليوم السابع» يتحدث الكاتب الكبير عن النظام الحاكم ويطالبه بالرحيل حتى يتحرر الشعب من الاستبداد، ويكشف فصولا فى حياة جماعة الإخوان المسلمين، ويؤكد أن محمد مرسى أداة فى يد مكتب الإرشاد، ويبرئ الكاتب نفسه من اتهامات الإخوان له بـ«الفلول»، مستشهدا بأعماله السينمائية التى أنتجت فى عنفوان النظام ومقالاته الصحفية الجريئة.

طرحت فى فيلمك السينمائى «الغول» حلولاً فردية ليتخلص المجتمع من الرأسمالية وتغّول السلطة، فهل تجدى الحلول الفردية الآن لإنقاذ الشعب المصرى من حكم جماعة الإخوان المسلمين؟

- الحلول الفردية لا تجدى إطلاقا مع جماعة الإخوان المسلمين، ولا بد أن يكون الحل جماعيا بخروج الشعب بكامله فى غضبة شرسة وقوية للتصدى لجماعة مسلحة لديها كوادر مدربة على العنف وأموال تستطيع الإنفاق منها، فهنا الوضع يختلف عما حدث فى فيلم «الغول»، حيث حمل سيناريو العمل السينمائى حالة سخط لدى الإنسان المثقف، عندما يجد أن الظلم منطلق كالصاروخ دون أن يرده أحد فجاء الحل فرديا، أما الإخوان فهى جماعة فاشية سيطرت بدون وجه حق وبالتلاعب والتآمر على شعب كامل وتسعى لتغيير هويته، بحيث يكون خاضعا لها فى عملية استبدادية يتم التخطيط لها لكى تدوم طويلا.

فى فيلم «البرىء» ناقشت فكرة كيفية تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة معينة، وهذا ما يعادل مفهوم السمع والطاعة لدى الجماعة، برؤيتك كيف تتم السيطرة على العقلية الإنسانية بهذا الحد؟

- الأساس فى أبجديات جماعة الإخوان المسلمين أن من يخرج عليها من أعضائها تتم محاربته وعزله، وأحيانا تصل لحد التصفية الجسدية، فالجماعة تدرب كوادرها على الطاعة العمياء، ولذلك فهى تتجه دائما إلى العقول البريئة البكر وتستولى عليها، وهذا أسلوب التنظيمات الفاشية، وأريد أن أنوه إلى أن تعصب شباب الإخوان لجماعتهم هو نفس تعصب الشباب النازى لهتلر، حيث يتم «حشوهم» بأفكار الجماعة، أما فى الجيش فلعلنا نسمع مقولة «أطع الأوامر ولو خطأ» وهذا ما تربى عليه «أحمد سبع الليل» فى فيلم «البرىء» من التعليمات التى كانت تصدر له من «رضوان الفولى»، وأود الإشارة إلى أن غالبية قادة الإخوان الحاليين أطباء، ومنهم الصيادلة والمهندسون لأنهم خريجو الكليات العملية، والعلوم بطبيعتها جافة، بخلاف الكليات النظرية التى تحمل فكرا وثقافة وخيالا يغذى العقل، ومن النادر أن تجد فيهم محاميا مثلا، وهؤلاء الكوادر استقطبوا من المرحلة الثانوية، لأن الجماعة منذ أن أسسها «حسن البنا» وهى تشترط عدم قبول من هم فوق الأربعين عاما على الإطلاق، وكانت قائمة على استقطاب شباب الجامعات ومازالت الجماعة تستعمل نفس أساليبها بدفع المرتبات وإعطاء الامتيازات، وهؤلاء القادة الذين يطفون حاليا على السطح ليسوا كل الإخوان، فهناك خلايا نائمة تعمل فى الباطن، وعلى الرغم من تعرض الإخوان لضربات شديدة عقب اغتيال وزير الداخلية ورئيس الحكومة محمود فهمى النقراشى، وتولى إبراهيم عبدالهادى رئاسة الوزراء، وبدأ فى عملية القبض عليهم، إلى أن جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونفذ فى بعضهم حكم الإعدام، إلا أن هناك خلايا نائمة دائما تعمل بكامل وظائفها، والجماعات الفاشية لا تموت بسرعة بل يكون موتها بطيئا، لأنها تعمل فى الخفاء والظلام وتحت الأرض وهذه الجماعة صناعة إنجليزية أنشأها الإنجليز.

أُشيع فى بعض الجلسات الإخوانية أن الكاتب وحيد حامد أعلن ندمه وتوبته على الصورة التى أظهر بها الإخوان فى مسلسله «الجماعة» ما حقيقة هذه الأقاويل؟

- هذه أكاذيب إخوانية لا أساس لها من الصحة، ولم أندم على الإطلاق ولم يحدث ولو مجرد خاطر أن أوجه اعتذاراً لأحد، والقاصى والدانى يعلم أنى أجهز للجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»، وأريد أن أقول إن مناهضة جماعة الإخوان المسلمين ليست بالأعمال الفنية فقط، بل بالموقف الواحد الصامد الكاشف لزيفهم، ورغم أنهم وصلوا إلى سدة الحكم وتربعوا ومارسوا أعمالا قمعية، فإننى مازلت على موقفى ثابتاً وأناهض الجماعة بالمنطق والحجة، وأتحدى أى فرد منهم أن يخرج يتّقول علىّ، وهم لم يملكوا حيالى غير الاتهامات الكاذبة.

لكن هذه الاتهامات وصلت لحد الترويج بأنك رجل أمن الدولة، وهذا الجهاز هو من أنتج مسلسلك «الجماعة»؟

- ليس لى على الإطلاق أى علاقة بجهاز أمن الدولة، سواء من قريب أو من بعيد، فأنا لست موظفا فى الحكومة ولا لدى مصالح تدفعنى لأن أكون رجل سلطة، ومقالاتى التى كتبتها فى «روزا اليوسف وصباح الخير والوفد والمصرى اليوم» فى عز سطوة وجبروت النظام السابق تبين موقفى وانتمائى الكامل للوطن وليس لأشخاص بعينهم، كما أن أول عمل سينمائى قدمته عام 1976 «طائر الليل الحزين» إخراج يحيى العلمى، عارضت فيه النظام، بجانب فيلم «الغول» إخراج سمير سيف، الذى رفضته الرقابة وكتبت فى حيثيات رفضها أن هذا الفيلم ضد النظام القائم فى البلاد، وهذه تهمة تؤدى إلى السجن، وقد ثبت بالوثائق والمستندات أن الإخوان هم العملاء الحقيقيون لجهاز أمن الدولة، واتهمونى بجهلهم بأنى من الفلول، وأقول لهم راجعوا أفلامى التى قدمتها فى ظل سطوة النظام السابق بدءا من «الغول» و«البرىء» و«ملف فى الآداب» و«اللعب مع الكبار» و«النوم فى العسل» و«سوق المتعة» و«معالى الوزير» وغيرها، وأتساءل: أين كانوا هم فى ذلك الوقت عندما كنت بصفتى كاتبا أسعى بكل جهدى لأن أضع قواعد ثابتة للعدل والإنسانية، كما وقفت أيضا ضد الإرهاب بأفلامى «طيور الظلام» و«دم الغزال» ومسلسل «العائلة» لأننى ضد الإرهاب بكل صوره، ويتردد فى ذهنى بيت شعر أريد أن أقوله لجماعة الإخوان: «قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد.. وينكر الفم طعم الماء من سقم»، وأنا هنا لا أزايد ولا أريد شيئا، بل أتمنى لوطنى الاستقرار، فأنا عشت فيه أيام الطفولة السعيدة، وإن كانت غير مرفهة، ولو أراد أى شخص أن يتحدث عن الفقر وصوره ومعناه يسألنى وأجاوبه وأخبره عنه وعن شكله مثلما تعايشته فى قريتى بالفلاحين، عندما كان المصريون فى ذلك الوقت غير المصريين الآن، حيث كانوا يحملون صفات الأصالة والطيبة وكان «كل شىء طيب».

والآن كيف أصبحنا وما أبجديات الزمن الذى نعيش فيه؟

- نعيش فى زمن الخوف وعدم الطمأنينة للغد وضياع المستقبل، وفى ذات الوقت فقدنا مكانتنا وأصبحنا ألعوبة على المستوى الدولى، حيث تحول الوطن فى ظل حكم الإخوان إلى هذه الكآبة التى نعيشها وهذا الخراب الذى يعشش فى البلاد وينتشر كالسرطان، وأشعر بالاندهاش كلما رأيت مصرياً يبنى أسواراً أمام منزله، وكذلك الفنادق التى اتخذت من الأسوار حصنا لها، وهم أنفسهم أصبحوا يبنون أسواراً عالية أمام رئاسة الجمهورية ومقارهم الحزبية، ويكفى أن حكم الإخوان أتى بجفاف النهر.

بعض الشخصيات السياسية أصبحت تميل بفكرها إلى جماعة الإخوان بحجة أنها متعاطفة معها، ما تحليلك لهذه الفئة السياسية؟

- هؤلاء يجب نبذهم من الحياة، وأخطرهم على الإطلاق الذين كانوا يروجون للحزب الوطنى فى فجر وعهر وعلانية، وأصبحوا الآن يروجون لجماعة الإخوان المسلمين، وهناك من يتسابق للقفز على سفينة الإخوان من أجل أن ينالوا الرضا الذى سيأتى فيما بعد، سواء عن طريق غنيمة أو منصب، وهم مثل الجماعة لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية فقط دون النظر لمصلحة البلاد، ويقولون لسنا إخوانا لكننا متعاطفون معهم، وهذا غير صحيح هم يريدون أن يجنوا منهم ثمار المصلحة، وأيضا أيام حسنى مبارك كانت الناس تتسابق لتقفز على ظهر سفينة الحزب الوطنى، ففى فيلم «المنسى» ناقشت مشاكل المهمشين فى المجتمع المصرى، وأشرت إلى أن بعض رجال الأعمال مستعدون لفعل أى شىء فى سبيل جنى الأموال، والآن ما أكثر القوادين فى عصر الإخوان.

بصفتك من محافظة الشرقية التى ينتمى إليها محمد مرسى العياط، كيف ترى هذا الرجل؟

- فلاح بسيط، ويوم ما كان يذبح «بطة» فى المنزل كان يبقى فيه «فرح»، لكن فجأة أصبح يتحرك فى موكب مكون من20 سيارة وبجواره 200 حارس، فأصابته الفتنة، والسلطة لها إغراءاتها و«بقى مش مصدق نفسه»، وموكبه أثناء الصلاة «جنونى» لدرجة تؤدى إلى فزع الناس، وبعض خطباء المساجد المنافقين يشبهونه بعمر بن الخطاب، ونسوا أن سيدنا عمر كان يذهب للمسجد بمفرده ودون حراسة وقُتل وهو يصلى، وكذلك سيدنا على بن أبى طالب، وأنا عاصرت حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، وأؤكد أن جمال عبد الناصر كان دائما يخرج فى وسط الناس والسادات كذلك، وكانا يصليان وسط الناس، والرئيس السادات عندما كان يرى مسجدا أو زاوية صغيرة يدخل لأداء الصلاة، وصحيح أن مصر وقتها كانت مختلفة تماما، لكن الكارثة تتمثل فى شهوة الحكم التى تسيطر على الإخوان، ومرسى مجرد أداة فى يد الجماعة، ويجب طردهم من الحكم لتحرير الشعب من نظام مستبد ظالم لا يقدم للبلد أى خير، بل يحمل الخراب للجميع.

البعض يقول إنه لا يوجد بديل خلفا لمحمد مرسى بحجة أن المعارضة غير مهيأة للحكم؟

- نحن «لا نغير حجر بطارية» ولابد أن تكون هناك فترة انتقالية، ورئيس المحكمة الدستورية العليا يتولى إدارة شؤون البلاد ويكون مجلسا رئاسيا ويبدأ بعمل دستور جديد، ولو كان المجلس العسكرى أثناء حكمه سار على الطريق الصحيح لما وصلنا لهذا الحد، لكن الإخوان كانوا مخترقين المجلس العسكرى.

لماذا تراجع دور الحياة الحزبية فى مصر وأصبحت تفقد تأثيرها على الرأى العام؟

- الحياة الحزبية فى مصر أضرت كثيرا رغم وفرتها، فهناك أحزاب متحالفة مع الإخوان من أجل تحقيق المصالح والاتفاقات والوعود، والخاسر الوحيد هو الوطن، ولكنى أتساءل مثل الجميع كيف تم تأسيس أحزاب دينية وهناك نص فى الدستور يمنع تأسيس أحزاب على أساس دينى، والأحزاب بصفة عامة تفّرق ولا توحد وتحدث تفتيتاً وانقساماً ولا يكون هناك رأى واحد بداخلها ولو تم تقسيم الشعب المصرى على الأحزاب، فكأننا قمنا بتقطيع مصر على ماكينة «بسطرمة» لأن قوة الشعب الحقيقية فى المواطنين الذين لا ينتمون إلى أحزاب، وأنا شخصيا لا أنتمى لأى حزب، وقد دعيت لأكون أحد المؤسسين لأكثر من حزب، واعتذرت تماما لسبب بسيط يتمثل فى أن الحزب إذا اتخذ موقفا أنا غير راض عنه يترتب عليه إما أن أستقيل أو يطردونى منه، ولابد أن نعلم أن الأحزاب الموجودة أصبحت كثيرة لدرجة أن عضوية النادى أصبحت أصعب من ترخيص حزب.

فى نظرك ما العوامل التى أطاحت بحسنى مبارك ونظامه؟

- كارثة حكم محمد حسنى مبارك تتلخص فى الزوجة والأبناء، إلى جانب تقدمه فى العمر، حيث إن تقدم العمر يصيب الإنسان بالوهن، ومن المؤكد أن مبارك أخطأ وأصاب أثناء فترة حكمه، وليس معقولا أنه لم يفعل سوى سيئات وأول سنوات حكمه كانت هناك دولة ونظام قوى متماسك.

من أين يبدأ الجزء الثانى من مسلسلك «الجماعة» وكيف ينتهى.. وهل تتبعه بأجزاء أخرى؟

- سيناريو العمل جاهز تماما وتبدأ أحداثه بتولى المرشد الثانى لجماعة الإخوان المسلمين حسن الهضيبى، وينتهى بشنق سيد قطب عام 1965 وربما تكون هناك أجزاء أخرى من المسلسل، ومن ناحية السينما فـ«أنا مش فاضى دلوقتى لأنى مهموم بالبلد وشايل همها على كتفى».








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صافي

كلام جامد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة